يشهد العالم منافسة حامية الوطيس بين نظامي تشغيل شهيرين من شركتين كبيرتين؛ أندرويد من جوجل و iOS من أبل. كلً يسعى لفرض سيطرته وتطوير نظام تشغيله لكسب أكبر قدر من العملاء، وبالرغم من هذه المعركة نجد أن جوجل تدعم نظام iOS المنافس بمعظم تطبيقاتها القوية وبكامل إمكانياتها، فهل تساءلتم يوماً لماذا؟ ومالذي ستسفيد منه جوجل والمستخدم من هذا الدعم لنظام خصمها؟ دعونا نسلط الضوء على هذه القضية لنعرف الإجابات.

رغم المنافسة.. جوجل تدعم الآي فون


جوجل وتطبيقات iOS

لدى قوقل أكثر من فريق تطوير يتركز عملهم في إنشاء تطبيقات لنظام iOS وتوفر لهم قوقل كافة المتطلبات والتسهيلات لإتمام عملهم على أكمل وجه ونقل تجربة خدمات وتطبيقات قوقل بكامل كفاءتها لمنصة iOS ، وحتى أن لدى هذا الفريق الحرية للإبداع وتقديم الأفكار الجديدة، فهناك فريق لتطوير يوتيوب على iOS وفريق آخر لتطبيق البحث وثالث خدمة Google Now و لكل تطبيق فريق يبدع في إنشاء هذه التطبيقات، والذي جعلنا نقول أنهم فرق مستقلة هو ما وجدناه من تحديثات مستقلة وغير متزامنه مع نظراء التطبيقات في متجر جوجل. عندما سُئل Ken Bongort -أحد أعضاء فريق تطوير تطبيق البحث على iOS- عن عملهم في تطوير تطبيقات لنظام التشغيل المنافس في وسط جوجل قال: “إنه ممتع جداً والناس يعتقدون أننا نقوم فقط بنسخ تطبيقات قوقل لنظام iOS وهذا غير صحيح، بل أن لدينا الحرية الكاملة لنجرب ونبتكر وحتى أن أعمالنا أحياناً تُلهم فريق العمل الأساسي لتطبيقات جوجل ويقومون بتنفيذها”

Google iOS-02

من كلام Ken Bongort ومما نرى على أرض الواقع نتأكد جوجل تدعم نظام iOS بكل قوتها وتخصص  فرق لهذا العمل بالرغم من شدة المنافسة بين الشركتين، وهو ما يثير تساؤل كثير من المستخدمين والذي سنعرف إجابته في الأسطر القادمة.


مالفائدة التي تعود على جوجل من دعم iOS؟

Google iOS-03

جوجل مثل كل الشركات تسعى لتوسيع حصتها السوقية والذي يؤدي لزيادة أرباحها، نعم هي بالفعل مسيطرة في مجال البحث وخدمات الإيميل وغيرها من الخدمات التي يستخدمها الملايين حول العالم وزادت حصتها بما حققه نظام اندرويد من انتشار كبير ولكن لأن أي شركة ربحية يجب أن تقف عند نقطة معينة فهي تريد أن تربح ولو على حساب المنافس والذي يملك حصة قوية وشهرة عالمية وهو نظام iOS، بالإضافة لأنها دعاية ممتازة لإغراء مستخدمي iOS للانتقال لنظام الأندرويد وكأنها تقول لهم “إذا استمتعتم بخدماتي هنا فتخيلوا ما الذي تحصلون عليه لو استخدمتم نظامي؟”

نعم إنهم يتنافسون ولكن  يستطيعون تبادل المصالح خلال هذه المنافسة فهنا جوجل تأخذ نصيبها مكن كعكة انتشار نظام iOS و وأبل تُرضي مستخدميها الذين يعتمدون على خدمات قوقل بل وتكسب المزيد من العملاء فهذه المنافسة التي لاتستغني فيها عن تبادل المصالح مع خصمك.


جوجل لا تدعم باقي الأنظمة بنفس القوة

YouTube-Pulled-Windows-Phone

عرفنا دعم جوجا لأبل وأسبابه ولكن ما يجب أن نسلط الضوء عليه هو عدم دعم جوجل للأنظمة الأخرى كنظام ويندوز فون مثلاً بنفس قوة دعمها لنظام iOS والذي هو أشد المنافسين. مع أخذنا في الاعتبار أن حصة الويندوز السوقية خمس حصة أبل، لكن الحقيقة أن جوجل تعلم أنها مهما دعمت iOS وساوته في دعمه للأندرويد حتى فإنها ستزيد ربحها وفي نفس الوقت ستحتفظ بشركاءها الذين يدعمون نظام الأندرويد كسامسونج وسوني و HTC وغيرهم. حيث أن أبل هى المصنع الوحيد لأجهزة نظامها ولن تسمح لأي جهاز من غير إنتاجها أن يُشغل أي من أنظمتها وهذا ماعرفناه من أبل طوال السنين، ولكن في حالة مايكروسوفت ونظامها الويندوز فون فإن الوضع مختلف، فمن يصنع أجهزة الويندوز هى نفس الشركات التي تصنع الأندرويد، فإذا وجدوا ربحهم في الويندوز أكثر سيركزون عليه، وبالتالي جوجل تعمل على أن تقلل حصته في السوق وتقلل من دعم الشركات له بعدم دعمه بتطبيقاتها التي يتهافت عليها الناس وعلى رأسها اليوتويب، فإذا زاد الإقبال على الويندوز فون ستزيد الشركات في إنتاج أجهزة تحمل هذا النظام مما يجعله يأكل جزأً كبيراً من نصيب الاندرويد في الانتشار العالمي وهذا مالا تريده جوجل.


هل ستدعم أبل نظام أندرويد؟

Android iTunes

كثرت الشائعات في الآونة الاخيرة بان أبل تعمل لإصدار نسخة من الآيتونز في متجر أندرويد وهذا -من وجهة نظري- شيء مرحب به وكان على أبل أن تقوم به منذ زمن لأنه سيعود عليها بنفس الفائدة العائدة على قوقل من دعمها للـ iOS فمزيد من المستخدمين ومزيد من الربح لمتاجر الآيتونز والتي تكسب الملايين بالفعل ودعاية ممتازة لجذب المزيد من مستخدمي اندرويد لنظام iOS، بالإضافة إلى أن متجر الآيتونز وخصوصاً متجر الموسيقى والكتب لديه ملايين المستخدمين الذين يعتمدون عليه حول العالم وكذلك تطبيقات مثل حزمة iWork للأعمال المكتبية  فمن حق المستخدمين الذين لا يستخدمون نظام iOS أن يستفيدوا منها وهى أيضاً دعاية قوية للانتقال لنظام iOS ، وفي النهاية نحن لانعلم هل ستصدق الإشاعات وتدعم أبل نظام الأندرويد بخدماتها ، أم أنها مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة… هذا ما سنعرفه في الأيام القادمة.

ما رأيك بدعم الشركات المتنافسة لبعضهم البعض بالتطبيقات والخدمات؟ وهل تتوقع أن تقوم أبل بدعم أندرويد وأن تقوم جوجل بدعم الويندوز فون يوماً؟؟ شاركنا برأيك في التعليقات

المصدر: Google

مقالات ذات صلة