أخوتي في الله أقولها لكم بصريح العبارة وبدون أي مقدمات إنني مريض نعم أنا مريض بمرض عجزت عن علاجه ولا يوجد له أي دواء سوى عندكم أتريدون معرفة اسم مرضي؟ حسناً هو بكل بساطة مرض إدمان الهواتف النقالة أو المحمولة ولا أقصد بالإدمان هنا كثرة الاستخدام بل كثرة التغيير في الهواتف وكثرة شراءها فإنني لا أقتنع بهاتف معين بل أريد أن أبدل أكثر من هاتف حيث أن بعض الهواتف لم تستمر معي لأكثر من أسبوع وأقوم ببيعها واستبدالها وصدقوني لقد خسرت أمولا طائلة ولا أعلم ماذا أفعل وما زاد الطين بله هو أنني تزوجت الآن وقريباً جداً بإذن الله تعالى سوف أصبح أباً ولو استمر الموضوع هكذا سوف أفقد كل ما أملك قريباً، أنا أعلم أنكم مشغولون وليس لكم وقت لمثلي أو لمشكلتي ولكني لم يعد لي سوا الله سبحانه وتعالى ثم أنتم من بعده واعتذر على الإطالة. أخوكم في الله م.ف.

إدمان الهواتف الذكية

أخي العزيز م. أولاً نشكرك على رسالتك وعلى اعترافك بمرضك فهذه أول خطوات العلاج وكم من شخص يقرأ هذا المقال الآن لديه نفس المرض والمرتبط بمرض مشابه وهو النوموفوبيا الذي تحدثنا عنه من قبل، ولكن للأسف لا يعترف ويظن أن هذا طبيعي برغم أنه لو اختبر نفسه لعرف أنه مريض فعلاً، فالنوموفوبيا هو الشعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول أو التواجد خارج نطاق تغطية الشبكة، ومن ثمة عدم القدرة على الاتِّصال أو استقبال الاتِّصالات. والحالات المتقدمة من المرض يصاب فيها الفرد بالهلع لمجرد التفكير بضياع هاتفه المحمول أو حتى نسيانه في المنزل. وأشارت دراسة أجرتها شركة «سكيوريتي انفوي» المتخصصة أن 66٪ من مستخدمي الهواتف المحمولة في بريطانيا وحدها يعانون من الـ”نوموفوبيا”. وأظهرت الدراسة التي نشرتها صحيفة «الدايلي ميل»، أن النساء بتن مهووسات بفقدان هواتفهن أكثر من الرجال. وكشفت ايضاً أن الأشخاص يتفقدون هواتفهم المحمولة بمعدل 34 مرة في اليوم، وأن 75٪ من الأشخاص يستخدمون هواتفهم حتى في الحمام. وأشارت إلى أن عوارض المرض عبارة عن عدم امتلاك القدرة على إطفاء الهاتف، وتفقد الرسائل الالكترونية والرسائل النصية والمكالمات التي لم يجب عليها بهوَس، التأكد من شحن البطارية باستمرار، وعدم القدرة على التخلي عن الهاتف حتى أثناء دخول الحمام.

Smartphone-Addict

كما هو الحال مع أي قضية في السلوك جديرة بهذا الاسم “إدمان” لا يوجد علاج سريع لها. الإدمان ليس مرض مثل الجدري أو البرد، إدمان الهواتف النقالة هو مسألة سلوك غير منتظم وقد تؤثر عليك مدى الحياة. ومع ذلك، فإنه يمكن علاجها بفعالية والتحكم فيها.

إدمان الشراء او التسوق أمر منفصل ولكن في حالتك هو مرتبط بالهواتف النقالة فقط وهذا ما يجعلنا نعتقد أن الأمر مركب عندك وفي حال إدمان الشراء ما يحدث هو أنك تحصل على متعة كبيرة في فتح هاتف جديد وتصفح إمكانته من ثم تزول هذه المتعة مع الوقت وتحاول إيجاد هذه المتعة مرة أخرى عن طريق شراء هاتف جديد لتكرر الأمر وهناك عدة خطوات تنجح مع مدمنين الشراء…

  • تجنب التواجد في الأسواق وأماكن عرض السلع التي تغريك.
  • تخلص من بطاقات الائتمان وتعامل نقداً فقط أثناء الشراء فهذا سيجعلك تشعر بالمال الذي دفعته.
  • إذا كان لديك مدخرات اجعلها مع أحد تثق به ولا تجعله يعطيك مال كثير.
  • إذا كنت مضطر للنزول للأسواق انزل قبل إغلاق السوق بوقت بسيط.
  • تجنب مشاهدة إعلانات وأخبار الهواتف النقالة.
  • مارس الرياضة وحاول أن ترتبط بنشاط يشغل وقتك
  • تحدث عن إدمانك بلا خوف واجعل من حولك يعرفون بطبيعته.

Mobile-Payments

هذه النصائح هي البداية فقط ونعلم أن تطبيقها ليس أمر سهل، ولكن يجب أن تعلم أنك قمت بخطواتك الأولى حين اعترفت بإدمانك وهذه أصعب خطوة وما يأتي بعدها يحتاج لمزيد من الإرادة للتخلص من هذا السلوك، وبما أن سلوكك مرتبط بشراء الهواتف النقالة، حاول تقليل استخدامك لها باتباع هذه النصائح…

  • اسع أن تضع الهاتف بعيد عنك أثناء النوم.
  • أثناء النوم فعل خاصية عدم الإزعاج أو أغلقه.
  • لا تستخدم هاتفك فور استيقاظك مباشرة.
  • اطلب من أهلك أن يأخذوا الهاتف منك ولو ساعة في اليوم.
  • امسح التطبيقات التي تستخدمها بكثرة، ولو لفترة.
  • إغلق الاشعارات في هاتفك تماماً.
  • قم بعد المرات التي تتفقد فيها هاتفك واجعلها أقل كل يوم.

إذا كنت تعتقد أنك تعاني من إدمان الهواتف النقالة، يجب أن تتحلى بالإرادة لنجاح العلاج وضبط هذا السلوك المضطرب، ولا تتردد في طلب المساعدة من طبيب نفسي إذا لم تنجح في تدارك هذا بنفسك

مقالات ذات صلة