مرت فترة ليست بالقليلة على وجود الهواتف الذكية في حياتنا وأصبح من المستحيل الاستغناء عنها، وبالطبع ليست وظائف الهاتف الأساسية هي ما يجذب المستخدمين بل التطبيقات التي يقوم المطورون بوضعها على متجر التطبيقات، فتطبيقات مثل فيس بوك، اوفيس، فوتوشوب وغيرها الكثير هي ما يجعل حياتنا ووظائفنا أسهل.

التطبيقات ليست مجانية وطرق الدفع تتطور فما القادم؟


لا شيء مجاني

بالطبع كلنا نستخدم الكثير من التطبيقات المجانية على هواتفنا… لدينا فيس بوك وماسنجر وتويتر وغيرهما وهذه تطبيقات كبيرة تدفع الكثير من المال للإبقاء على خدماتها بجودة مرتفعة، فهل يدفعون هم من أجل حصولنا على الخدمات؟ بالطبع لا، وأي تطبيق مجاني يحصل المال بوسيلة أو بأخرى فشركة فيس بوك وشركة تويتر وجوجل بجميع خدماتها يجنون المال عبر بيع الإعلانات بشكل مخصص لكل مستخدم حيث أن لديهم معلومات كافية عنك ويمكنهم معرفة اهتماماتك واحتياجاتك ويتم بيع هذه المعلومات للمعلنين حتى يقدموا الإعلانات التي قد تهتم بها. وكما ذكرنا سابقاً

إذا لم تدفع ثمن السلعة .. فتأكد أنك أنت السلعة


تطور أنظمة الدفع

نعرف أن التطبيقات مثل فيس بوك تبيع الإعلانات، ولكن ماذا عن الشركات الأخرى؟ عائد الإعلانات لا يناسب جميع التطبيقات مثل الألعاب الكبيرة أو برامج قوية مثل أوفيس وفوتوشوب وما شابه… لن يكفي عائد الإعلانات لتغطية النفقات وتوفير الربح الكافي للشركات المطورة وهنا لجأت تلك الشركات في البداية لبيع التطبيقات وخمن ماذا! كانت أسعارها تتعدى مئات الدولارات ومع أن المحترفين كانوا يشترونها إلا أن الكثير من المستخدمين العاديين لم يرد دفع هكذا أموال لتطبيقاته لذا اتجه البعض للحصول على بدائل واتجه آخرون لقرصنة تلك التطبيقات وسرقتها من المطور، وهنا نشأت الحاجة لنظام دفع جديد فظهرت الاشتراكات الشهرية والتي تتكون من دفعات صغيرة بدلاً من دفع مبالغ كبيرة للشراء.


ما أهمية نظام الاشتراك؟

نظام الاشتراك ليس فقط للشركات الكبيرة مثل مايكروسوفت وأدوبي بل تبنته العديد من شركات التطوير الأصغر مع أن برامجهم لم تكن غالية الثمن وكان المستخدمون يشترونها ولكن مشكلة هذه الشركات هي أن المستخدم عندما يقوم بدفع ثمن التطبيق مرة واحدة يصبح التطبيق ملكه ومعه كل تحديثاته كما أن على تلك الشركات أن تستمر بتحديث التطبيقات والعمل عليها دون مقابل لاحقاً والدخل يكون من المشترين الجدد والغير مضمون وجودهم بشكل مستمر… فالفكرة عند دفع ثمن تطبيق مرة واحدة أنك تدفع للمجهود الذي تم بذله بالفعل، ولكن ماذا عن النفقات والمجهود المستقبلي للتطوير؟ لذا أتت الاشتراكات لتحل المعضلة فالشركات تحصل على دخل ثابت ومستمر لتقوم بتطوير تطبيقاتها ونظرياً يحصل المستخدم على خدمة أرخص على المدى القصير بدفع مبالغ صغيرة بدلاً من دفع مبلغ كبير لمرة واحدة، هل يربح الجميع هكذا؟


يلمع نظام الاشتراك مع خدمات معينة

من أكثر الصناعات التي استفادت بنظام الاشتراك صناعة الموسيقى والصوتيات عموماً وصناعة الأفلام والمسلسلات، حيث أن النظام القديم لشراء الألبومات الصوتية وشراء الأفلام والمسلسلات أو حتى تأجيرها كما في آي-تونز هو أمر مكلف ولا يتيح للمستخدم سوى ما اشتراه و بأثمان عالية… أما مع نظام الاشتراك ظهرت مواقع مثل نيتفلكس (Netflix) والتي تسمح للمستخدم عبر دفع مبلغ ليس بالكثير كل شهر بمشاهدة مكتبة غير منتهية من الأفلام والمسلسلات المتجددة دائماً والتي تحتاج ثروة لشراء كلٍ منها على حدة.


ولكن الاشتراك ليس لجميع التطبيقات

برغم أن تعميم الاشتراك للحصول على الخدمات هو فكرة رائعة للمطورين ولكن ليس الحال مماثلاً بالنسبة للمستخدمين فأنا كمستخدم أريد في كثير من الأحيان شراء التطبيق لمرة واحدة فقط وعدم الاضطرار للدفع بشكل مستمر لكل تطبيقاتي فمثلاً تطبيق كتابة معروف اسمه Ulysses كان يعمل بنظام شراء التطبيق لمرة واحدة ولكن منذ مدة قريبة قام بالتغيير لنظام الاشتراك الشهري أو السنوي وقد جلب هذا الكثير من الضجة والغضب من قبل المستخدمين، لماذا أستمر بالدفع دائماً للتطبيق الذي أستخدمه للكتابة؟! ولماذا أدفع أساساً وقد اشتريته قبلاً بسعره الكامل؟


ماذا إن تراكمت الاشتراكات؟

مشكلة أخرى يطرحها نظام الاشتراك هي احتمالية تراكم الاشتراكات حيث ربما يبدو مبلغ دولارين أو حتى عشر دولارات كاشتراك لتطبيق ليس بالأمر الكبير خصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا حيث قيمة العملات كبيرة مقارنة بالدولار ولكن ماذا إن كانت كل تطبيقاتي تتطلب اشتراكاً؟ عشر دولارات هنا وعشر دولارات هناك وعلى هذا المنوال ربما تتعدى المئة دولار شهرياً أو المئات حسب كم التطبيقات والخدمات التي تستخدمها.


ما هو الحل؟

بالرغم من أن نظام الاشتراك مغرٍ فهو لا يصلح لكل التطبيقات لذا يجب أن يتواجد مع تلك التطبيقات التي تحتاجه فقط كما وضحنا مع مثال Netflix قبلاً أو خدمة (شاهد) العربية، أما تلك التطبيقات الأخرى فعليها أن تسلك طريقاً آخر للحصول على الأرباح الكافية. فمثلاً يتم إصدار تطبيق ويتم بيعه بسعر معين مع تحديثه مجاناً، ثم بعد سنتين أو ثلاثة يتم إصدار تحديث كبير للبرنامج فيه مزايا كبيرة جديدة وهنا يكون على المستخدم الدفع مجدداً للحصول على المزايا الكبيرة والتي عمل المطور عليها طوال تلك الأعوام. كما يمكن التفكير في العديد من الحلول الأخرى وطرق الانتفاع بعيداً عن الاشتراكات المحددة والدائمة.


ما رأيك في نظام الاشتراك؟ وهل تفضل انتشار هذا النظام من أجل الدفع؟

مقالات ذات صلة