كثيراً ما أقابل صديق وأجده يقول لي أنه أصبح يشعر أن الآي فون جهاز “ممل” وبالتالي لا يفهم لماذا يجد هذه المبيعات العالمية الهائلة. هل فقط بسبب الأداء السريع أو سحر التفاحة؟ الحقيقة أنني في فترة شعرت بشيء مشابه حيث فكرت في نمو مبيعات الجهاز عبر السنين الماضية و قارنتها مع المزايا. إلى أن وجدت نفسي أغير السؤال من “هل أصبح الآي فون مملاً؟” إلى “أم  هو ممل لنا نحن فقط؟”

مملاً


توضيح هام

قبل أن أبدأ في هذا المقال اود توضيح نقطة وهي أن هذا المقال مبني على رأي شخصي أي لا أحد مطالب بأن يشعر بالأمر نفسه. كما أنني أكتبه مع الأخذ البعد الديموغرافي “شخص مصري عربي يعيش في دولة عربية” فإن كنت عربي لكن في كندا أو حتى في الإمارات مثلاً فقد لا تشعر بما أقوله.


إنه ممل لنا نحن، لا لهم

لا يوجد أي إحصائيات توضح توزيع الآي فون في الوطن العربي وكم نسبة المبيعات الخاصة به. لكن تقديري الشخصي أنه 5% تقريباً أو أقل أي لا تمثل المنطقة ثقلاً بالنسبة لأبل. إضافة لذلك فإنه يوجد الكثير من القيود في معظم الدول وتأخرنا التقني (أرجو ألا يعتبرها أحد إهانة بل هو واقع في بعض البلاد العربية) مما يجعل أبل كل عام تكشف عن الكثير من المزايا لكن لا نراها في دولنا العربية وهذا يعني أنه هناك مزايا جديدة لكن لا نجد “نحن” مزايا جديدة. لذا من يعيش في أمريكا يجد ميزة مهمة ومؤثرة في حياته وبالتالي يستمر في شراء أبل ويفكر صديقه من أصحاب الأندرويد هناك في الانتقال إلى استخدام أجهزة آبل بسبب هذه الميزة. وبالتالي شعور الملل وأنه بلا مزايا حقيقية بالنسبة لنا لكن ليس بلا مزايا بشكل مطلق.

وقبل أن تتهمني بمحاباة أبل وذكر كلام مرسل فإليك مثال على هذا الأمر


منظومة الدفع Apple Pay

نسمع عن أبل باي منذ سنوات (اقرأ المزيد عنها هنا). نعم هذه التقنية التي تجعلك تدفع بهاتفك، لا شيء مؤثر لكننا لا نشعر حقاً بتأثيرها. بينما في الغرب وتحديداً أمريكا تمكنت من تغيير مفاهيم كاملة للشركات. جوجل لديها خدمة دفع قديمة ثم طورتها بعد صدور Apple Pay وأطلقت سامسونج خدمتها لكن ظلت خدمة أبل مميزة. هل سمع أحدكم أي إعلان من جوجل وسامسونج وغيرهم عن دعم ضخم لخدماتهم؟ أبل الأمر مختلف فهي مدعومة بشكل واسع فمثلاً Wells Fargo وهو مصرف في أمريكا لديه 14000 ماكينة صرافة قام بتحديث 5000 منهم ليدعم خدمة دفع أبل ويزيد هذا العدد يومياً. أي يمكنك الذهاب وسحب الأموال بالآي فون فقط وبدون بطاقة الإئتمان. يمكن أن تدفع بداية من تذاكر السينما والمواصلات وشراء البضائع وحتى ماكينات المشروبات الغازية. نعم تستطيع شراء كوكاكولا أو بيبسي بواسطة الآي فون من الماكينة. قبل عام نشر تقرير أن أكثر من نصف مستخدمي أبل و 25% من الأمريكيين جربوا التعامل مع الخدمة. وتتحدث التقارير الآن أن معظم المتاجر الكبرى في أمريكا تدعمها. تخيل نفسك مستخدم آي فون هناك وستجد تلقائياً كل أسبوع متجر جديد تتسوق فيه يدعم هاتفك. أمر رائع أليس كذلك فهو يشعرك بأن هاتفك حصل على ميزة جديدة. لكن في دولنا؟! لا شيء بالرغم أنه حديثاً تم دعم خدمة دفع آبل في الإمارات، إلا ان معظم الدول العربية مازالت تنتظر هذه الخدمة.

تجبناً للهجوم وأن أندرويد باي وسامسونج يقدمون نفس الوظائف. نعم هذا حقيقي يدعمون توفير نفس الوظيفة لكنهم غير مدعومين بنفس القبول العالمي. في إحصائية نشرت قبل 3 شهور قالت أن 90% من مدفوعات الأمريكيين من هذه الخدمات كانت أبل باي أما الـ 10% المتبقية فكانت سامسونج وجوجل وجميع الخدمات الأخرى. تخيل أبل تسيطر على 90% من المدفوعات! وهل تذكر في أعلى ذكرت أن 25% قاموا بتجربة أبل باي… الرقم في حالة أندرويد ينخفض ليصبح 10% فقط.

بالطبع قد لا تكون الأرقام دقيقة لكنها توضح لنا انتشار الميزة واستخدامها


طبيبك في الآي فون

الآي فون يضم منذ عدة سنوات منظومة طبية خاصة بدأت من إضافة معلومات طبية عن نفسك ووصلت إلى دعم معامل أبحاث طبية. حيث بدأت المنظومة بـ HealthKit ثم تطورت وكشفت أبل عن ResearchKit وبهذا أصبح حقاً طبيبك معك بوظائف الساعة الافتراضية يستطيع الطبيب معرفة حالتك و عند تعرضك لخطر وكذلك يمكنك المشاركة في أبحاث لتطوير العلاج. بالطبع مقالنا هذا ليس الهدف منه التعريف بالميزة لكن نظن أن الفكرة تم توضيحها. الآن في وطننا العربي فستفقد معظم أو كل هذه الميزة.


منظومة المنازل الذكية

أبل تهتم بهذه الميزة بشكل أساسي لدرجة أنها أصبحت في iOS 11 تخصص لها تبويب كامل في مركز التحكم. الخلاصة هى تحكمك في منزلك والأجهزة والإضاءة والكاميرات وكل شيء بواسطة الآي فون. هذه المزايا يمكن أن تعمل في دولنا؛ كل ما عليك فقط هو شراء الأجهزة المخصصة لها لكن هناك مشكلة. تقريباً لن تجدها بسهولة وخاصة إن كنت تعيش في دولة تشعر بالخطر من أي شيء يتصل بأي شيء آخر سواء واي فاي أو بلوتوث. لكن في أوروبا وأمريكا ستجد مئات الشركات وعشرات الآلاف من المنتجات وبأسعار زهيدة للغاية.


الخلاصة

لو فرضنا مثلاً أن أبل تضيف 10 مزايا كل عام للآي فون ونظام iOS ستجد تلقائياً 5 منهم أو ربما 7 مزايا هى بالأساس ليست موجه لنا. بالطبع تذكرون إرسال الأموال مع Apple Pay وتذكرون عند دعم أبل لفيديوهات وقنوات مثل HBO مثلاً. الجامعات والمراكز البحثية الطبية لن تجد أي منهم. حتى أنه أحياناً توجد شركات السيارات تطلق تقوم بدعم منظومة Carplay في طراز معين من السيارات ثم توفره في بعض الأسواق العربية بدون الميزة “أتحدث عن مصر تحديداً هنا”، وأيضاً هناك مميزات في الاتصال مثل التحدث عبر الواي فاي، البريد الصوتي أو دعم الإتصال في ساعة آبل الأخيرة، والكثير من العروض الخاصة بشركات الاتصال لتسهيل شراء أجهزة آبل.

إن كنت تشعر أن الآي فون أصبح مملاً فلا تتعجب فنحن نحصل على نصف مزايا الآي-فون الحقيقية

المصادر:

1 | 2 | 3 | 4

مقالات ذات صلة