في يونيو الماضي أعلنت أبل عن ميزة المكالمات الجماعية في فيس تايم وتفاخرت بها بشدة حتى أن سامسونج نفسها لم تستطع السخرية منها سوى بعبارة “من قد يحتاجها”. وبالفعل صدر في النسخة التجريبية الأولى ولاقت استحساناً كبيراً. ولكن جاءت الصدمة مع النسخة التجريبية 7/8 قبل أيام ما لبثت أن أعلنت عن تأجيل طرحها. الخبر كان صادماً وجعل البعض يرى أن هذا فشل غير مسبوق. لكن إليك الخبر الصادم؛ هذا الفشل هو المعتاد فتاريخ أبل الطويل يشهد أنه غالباً في المنتجات المميزة تفشل الشركة في تقديمها في وقتها المعروف ونحن شاهدون على صدور X المتأخر وطبعاً AirPower الذي أعلن عنه قبل عام ولم برى النور. وفي هذا المقال نعود للماضي ونرى أشهر لحظات الفشل في الإطلاق بتاريخ الشركة.

منتجات قامت أبل بتأجيل إطلاقها بعد الإعلان عنها


تأجيل إطلاق الماك الأول

نقل عن آندي هيرتزفيلد، أحد المبدعين الرئيسيين العاملين على نظام تشغيل الماك، كنا نقول أننا سننتهي في غضون ستة أشهر وامتد الأمر إلى عامين. وقال: بأن القرار النهائي يعود إلى ستيف جوبز، فهو من يحدد تاريخ الاطلاق والشحن والمكان الذي سيتم إطلاق جهاز الماك فيه.

وأعلنت أبل عن هذا الماك في 16 مايو 1983 في المؤتمر الوطني للحاسب الآلي في أنهايم، كاليفورنيا. وتم إطلاق نظام تشغيل الماك في 24 يناير 1984 في اجتماع المساهمين السنوي لشركة آبل في مركز Flint في كلية De Anza College في كوبرتينو.


آبل نيوتن

عندما أيد جون سكولي مشروع نيوتن في آبل رسميا، أصر على أنه يجب أن يشحن في 2 أبريل 1992، لكنه لم يقل ذلك خارج الشركة. ولكن ما حدث، أنه لم يتم الالتزام بذلك الموعد المحدد وتم تأجيل الإطلاق عدة مرات. وبحلول شهر مارس 1993 بدأ الصحفيون يسخرون من آبل متسائلين” هل سيكون المنتج متاحا للإطلاق أصلا؟ أم ستستمر آبل في الإعلان عنه بقية العمر؟ وبدأ الكل يهزأ بآبل حتى أن غاستون باستيان رئيس شركة Personal Interactive Electronics قال: أراهن بمخزن النبيذ خاصتي إذا تم إطلاق نيوتن في هذا الصيف”.

وأخيرا تم شحن جهاز آبل نيوتن في 2 أغسطس 1993.


تحت إدارة ستيف جوبز

عندما تم الإعلان عن باور ماك 5 الجديد بقوة 2 جيجاهرتز في WWDC في عام 2003 قال ستيف جوبز” أنه في غضون 12 شهر سنكون واقفين أمام الجيل الثالث بقوة 3 جيجا هرتز” أي ستقدم أبل نسخة بمعالج 3 جيجا وصرح ستيف أن هذا تعاون بين أبل و IBM لكن هذا المنتج لم يصدر أبداً ولم يرى النور. شاهد فيديو إعلان G5 وعد للدقيقة الأخيرة لترى ستيف يعدنا بمنتج لن يصدر أبداً.

إذا كانت آبل معروفة الآن بإعلانها عن المنتج وإعطاء اشهر لتاريخ الشحن، فربما يكون ذلك بسبب ظروف وعوامل اضطرتها إلى ذلك ولم يعد هناك خيار أمامها.

إذا نظرنا إلى جهاز الآي-فون مثلا، كانت شركة آبل ملزمة قانونا بتقديم الهاتف إلى لجنة الاتصالات الفيدرالية FCC وكانت تستغرق وقتا للموافقة أو عدم الموافقة على هذا المنتج. وبالتالي كانت أخبار هذه الأجهزة تتسرب، وهذا ما دفع الشركة إلى الإعلان عنه في وقت مبكر.

وهذا ما حدث مع آي-فون 4 وبالأخص النسخة البيضاء. حيث تم الإعلان عن هذا اللون في 7 يونيو 2010 وتم طرح النموذج الأسود فقط للبيع في نفس الشهر، ولم يتم إصدار النموذج الأبيض.

قالت شركة آبل أن هناك صعوبات تواجههم في تصنيعه وسيتم التغلب على هذا الأمر، وسيتم إصداره في أواخر يوليو. وما حدث أن تم إطلاق النسخة البيضاء لآي-فون 4 في أبريل من العام التالي.


آبل تحت قيادة تيم كوك

في الآونة الأخيرة، أعلنت آبل عن تواريخ اطلاق ولم تلتزم بها إلا قليلا. كثير من الناس اشتروا جهاز iMac 27 بوصة عام 2012 ولكنهم لم يحصلوا عليه إلا في عام 2013.

وبالمثل، في سبتمبر 2014 أعلنت شركة آبل عن ساعة آبل وقالت أنها ستكون متاحة بداية العام وتأخر هذا الأمر حتى أبريل 2015 وتم التأجيل أيضا إلى وقت لاحق من هذا العام.

وفي عام 2016، بعدما أعلنت الشركة عن إمكانية شراء أجهزة AirPods الجديدة في أواخر أكتوبر، تم تغيير التاريخ على موقع آبل إلى “قريباً”. وكان من المتوقع أن تكون متاحة في نوفمبر، ولكنها أتيحت في ديسمبر بحجة أعياد الكريسماس.


تأجيل إطلاق أجهزة HomePod

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد حدث أيضا مع أجهزة HomePod ، فد تم الإعلان عنه في يونيو 2017 وكان من المقرر إطلاقه في ديسمبر من نفس العام في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا.  إلا أنها لم تفعل ما وعدت به، وتم إطلاقه في فبراير 2018 والغريب أن HomePod تطلّب تحديث ميزة AirPlay 2 التي لم تكن متاحة إلا في تحديث iOS 11.4 في 29 مايو من نفس العام. وتحججت أبل بأن HomePod ليس مجرد جهاز صوتي يحتاج كل هذا التأخير، وإنما هناك منظومة أخرى مثل المعالجات المدمجة مع تلك الأجهزة لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار.


نعتقد أنه بسبب تلك التأخيرات لا يجب أن نلقي اللوم على آبل. لأنه في الحقيقة، ربما يكون الضغط الحاصل من المتطلبات القانونية والخوف من التسريبات هو من يجعل آبل تعلن عن تلك المنتجات وتقدر أوقات الإطلاق. وربما يكون التأخير بسبب تنقيح وتطوير أكثر على مستوى الأجهزة أو على مستوى نظام التشغيل. فهذا يحتاج إلى كثير من التجارب للخروج بنتيجة مرضية.

ما رأيك في فشل أبل المتكرر في إطلاق المنتجات؟ وهل ترى أن هذا سوء إدارة من أبل أم شيء طبيعي في الشركات الكبرى؟ أخبرنا في التعليقات.

المصدر:

appleinsider

مقالات ذات صلة