في مفاجأة كبيرة وعلامة على أن الخلافات والقضايا أحياناً لا تعيق التعاون؛ كشفت شركتي أبل وسامسونج عن التعاون المشترك في مجال التلفاز وبناء عليه سوف تقوم أبل بتوفير برنامج الآي تيونز بمحتواه المختلف وكذلك الجيل الثاني من ميزة AirPlay على تلفاز سامسونج الذكي اعتباراً من إصدارات 2018 السابقة وما يليها. فلماذا قررت أبل التعاون مع سامسونج وما الفائدة التي تعود على الطرفين؟

أبل تعلن التعاون مع سامسونج في مجال التلفاز

التعاون بين الشركتين يهدف إلى توفير الآي تيونز على تلفزيون سامسونج؛ وقالت الشركة أن أجهزة 2018 السابقة سيمكنها أن تدعم نفس الميزة عبر تحديث لنظامها Firmware وأوضحت بأن الإصدارات التالية من التلفاز سوف تدعم الآي تيونز بشكل افتراضي. والميزة الثانية هى دعم AirPlay 2 وهى ربما تكون الأهم بالنسبة لقطاع كبير حيث ستمكن مستخدمي أجهزة أبل المختلفة من بث المحتوى من جهازهم مباشرة إلى تليفزيون سامسونج بعد أن كان هذا الأمر حصرياً لمن يملك Apple TV؛ وبهذا يمكنك عمل بث Cast لأي محتوى في الآي فون أو الآي باد أو حتى سماعة أبل HomePod والماك إلى شاشة التلفاز بل ونسخ شاشة الهاتف.


ماذا تربح الشركتان بهذا التعاون؟

ربما أمر غريب أن نرى تعاون جديد بين سامسونج وأبل فبالرغم من كون الشركتين على عداء طويل لكن جاء هذا التعاون لسبب بسيط أن العلاقة سنكون Win-Win أو ربح للطرفين:

أبل: تربح أبل بهذه العلاقة أن يكون تطبيق الآي تيونز وخدماتها المختلفة من موسيقى ومسلسلات وأفلام متوفرة على التلفاز الأكثر مبيعاً في العالم؛ ونحن نعلم أن أبل تعمل حالياً على توفير خدمة فيديوهات وبث خاصة بها تشبه نت فيلكس وأمازون برايم فيديو. سابقاً كان عملاء الميزة هم مستخدمي أجهزة أبل أو ربما الأندرويد إن أصدرت أبل تطبيق وقتها لهذه الخدمة. لكن فعلياً مشاهدة الأفلام والمسلسلات غالباً تتم على التلفاز؛ وكانت وسيلة البث من الآي فون إلى التلفاز هى شراء Apple TV. الآن اصبح الأمر أسهل حيث يمكن لملايين أن يجدوا الميزة لديهم. أجهزة سامسونج تباع في 190 دولة حول العالم وبالتالي خدمتي AirPlay والآي تيونز ستتوفر لعملاء لم تصل إليهم أبل من قبل.

سامسونج: عالم التلفاز أصبح يشهد صراع ضخم عالمي بين LG وسامسونج بالإضافة للشركات الصينية التي تتطور سريعاً وكذلك شارب التي تحاول العودة بعد بيعها لشركة فوكسكون وسوني التي تقاتل باستماته. في السابق كان الصراع في جودة الصورة وحالياً وصلت الشركات إلى جودة فائقة يصعب على أحدنا التمييز بسهولة ومعرفة أي الشركات أفضل. فانتقل الصراع إلى الخدمات المضافة؛ كل شركة تضع “تلفاز ذكي” به العديد من المزايا وهنا أصبح مجال التفوق بين الشركات مثلاً سامسونج قررت إضافة مساعد جوجل في تلفازها والآن بقرار إضافة سامسونج لخدمات أبل أصبحت هى أول شركة وكذلك الوحيدة حتى هذه اللحظة التي تدعم أجهزة أبل. وبهذا ضمنت سامسونج مشترون جدد. فإذا كان لديك أجهزة أبل وتريد شراء تلفاز في منزلك وتحتار بين أبل وسامسونج وسوني مثلاً فستحسم بهذا سامسونج المنافسة فهى الوحيدة التي ستمكنك من بث محتوى جهازك وكذلك الوصول لخدمات الآي تيونز المختلفة. وتعتبر هذه إضافة قوية لأن ملاك أجهزة أبل هم الفئة الأكثر ثراءاً حول العالم وبالتالي هم العميل المستهدف بتلفاز سامسونج الذي يعد بسعر مرتفع بالمقارنة مع المنافسين.

وبهذا جلب هذا التعاون المنفعة على كلاً من أبل وسامسونج فقررت الشركتين نسيان القضايا مؤقتاً والتعاون سوياً


أبل لم تنس الخصوصية

نقطة أخيرها أوضحتها أبل بأن سامسونج توفر في أجهزتها الذكية نظام مراقبة للعملاء وفكرته أن التلفاز يعرف ماذا تشاهد ويراقبك تصرفك والمحتوى الذي تفضله ويبيع هذه البيانات للشركات الدعائية ليوفروا إعلانات مناسبة مع ما تفضله. وأوضحت أبل بأن هذا النظام لمراقبة المحتوى الذي يتم تشغيله لن يعمل على الآي تيونز أي لا يمكن لتلفاز سامسونج مراقبة المحتوى الذي يتم تشغيله بواسطة الآي تيونز. وأوضحت الشركة بأنها دائماً تضع الخصوصية في المقام الأول.

ما رأيك في التعاون بين أبل وسامسونج في مجال التلفاز والبث؟ أيهم تراه الرابح الأكبر؟

المصدر:

tekrevue

مقالات ذات صلة