أرسلت شركة سامسونج رسالة قوية وواضحة للعالم من خلال منتجاتها التي قدمتها الأسبوع الماضي، مفادها أن “الابتكار لم يمت” وأنه ما زال هناك جديد. والعجيب أيضا أن بعض التقارير تشير إلى أن شركة Oppo الصينية ستقدم لأول مرة تقنية متطورة في كاميرا هاتفها القادم. فهل ستدخل شركات الهواتف في منافسات تتمخض عنها ابتكارات جديدة مذهلة؟ وماذا عن شركة آبل؟ هل كان عليها أن تنتظر حتى يتم الضغط عليها  ودفعها دفعا لتقدم شيئا جديدا؟


يمكن القول، بأن أكبر ابتكارات الهواتف الذكية من شركة آبل في السنوات الأخيرة وثار الجدل حولها كثيرا كانت “السعر”. وهذا أمر يراه أكثرنا واضحا جليا. وبالرجوع إلى الوراء قليلا نجد أن آبل تخلت عن مبدأ استخدام الهاتف بيد واحدة، وقامت بتقديم هواتف بشاشات كبيرة، ويرجع ذلك جزئيا إلى الضغط الواقع على آبل من تقديم سامسونج هواتف بشاشات كبيرة، وبعد ذلك أضافت آبل بعض الميزات الجديدة على رأسها نظام Face ID والواقع المعزز والأنيموجي والمي-موجي بالإضافة إلى التخلي عن زر الصفحة الرئيسية بداية من تقديم آي-فون X عام 2017 وبعدها لم يتغير شكل ومظهر المنتج نفسه كثيرا مما أثر بشكل كبير في تأخر مبيعات الآي-فون في الفترة الأخيرة.

هذا بالاضافة إلى البطء الشديد في مبيعات الهواتف الذكية بصفة عامة وذلك لأسباب منها، بطء الترقيات والتشابه الكبير بين الهواتف الذكية، وأيضا التقارب الكبير في المواصفات التقنية الحالية مقارنة بالأجيال التي تسبقها مباشرة. وهذا وغيره من الأسباب يحتّم على المصنعين أن يحاولوا جاهدين أن يقدموا ابتكارات ملفتة للنظر تعمل على جذب المستخدمين لتجربة تلك الطرازات الأحدث.


ومن المعروف للكثير أن شركة سامسونج قامت في الأربعاء الماضي بالكشف عن بعض المنتجات الهامة على رأسها هاتف جلاكسي Fold في محاولة لإقناع المستهلكين بأن المستقبل مشرق لكل من الابتكارات الجديدة والشركة بحد ذاتها. وبالتأكيد لم يمر هذا الحدث بسلام على شركة آبل، فقد اتجهت إليها الأنظار باعتبارها منافس سامسونج الأول، في انتظار رد مقنع على ابتكارات سامسونج، وبالتالي زاد الضغط على آبل، إذ أن عليها أن ترد ليس بالمثل ولكن بأقوى من ذلك. فهل ستنجح آبل هذه المرة في تقديم شيء جديد يسرق الأضواء من غريمتها سامسونج؟

وقال Ben Stratton المحلل لدى قناة Canalys لشبكة CNN Business “إن سامسونج بتقديمها لهاتفها جلاكسي Fold جعلت آبل تبدو في موقف لا تحسد عليه وبدت آبل سيئة للغاية بجانب هذا الأمر، ولقد قدمت سامسونج أداة تسويقية رائعة. هذا بالإضافة إلى أن سامسونج أثبتت أنها شركة متطورة باستمرار ومبتكرة، ونتيجة لذلك، جعلت نفسها في موقف متقدم عن منافسيها الذين بدو بطيئين جدا عنها”.


وبهذا السعر المرتفع 1980 دولار، فإنه من المتوقع أن يتم إنتاج هاتف جلاكسي Fold بكميات قليلة، ومن المرجح ألا يحقق مبيعات كبيرة. ولكن المحللين يقولون إنه رد كبير على شركة آبل التي لم تقدم العامل “المبهر” منذ فترة طويلة على حد وصفهم.

وقال Rod Hall المحلل لدى شركة Goldman، مؤسسة خدمات مالية واستثمارية أمريكية متعددة الجنسيات، وتعدّ من أشهر المؤسسات المصرفية في الولايات المتحدة والعالم، قال “نرى أن الشاشات القابلة للطي عامل مقنع، ليس هذا فحسب بل يمثل تحديا كبيرا لشركة آبل، التي قد تجد نفسها غير قادرة على الوصول إلى تقنية OLED المرنة في الوقت الراهن وأن سامسونج قد تمكث متقدمة في هذا المجال عامين على الأقل حتى تواجه بمنافسة مماثلة.

بالإضافة إلى الهاتف القابل للطي، طرحت سامسونج هاتف Galaxy S10 5G أحدث نسخة من سلسلة جلاكسي S الأكثر مبيعا، ويعد أول هاتف يدعم شبكات الجيل الخامس 5G. هذا غير تقنية ماسح البصمات المتطورة التي تعمل بالموجات فوق الصوتية المدمج في الشاشة. كذلك خاصية شحن الهواتف الأخرى من نفس الهاتف.


قد لا يكون لدى شركة آبل هاتف قابل للطي على الرغم من امتلاكها براءة اختراع بخصوص هذا الشأن. هذا غير التقارير التي ذكرت أن دعم تقنية 5G ربما تتأخر لعام 2020، لذا توجب على آبل تقديم أجهزة جديدة لا تزال تستحق الشراء ويكون بها عامل جذب للمستهلكين والمستثمرين على حد سواء.

جدير بالذكر، أنه في الربع الأول من عام 2018، أعلنت آبل عن انخفاض بنسبة 15% في إيرادات الآي-فون خلال مواسم العطلات. وفي ذلك الوقت، أشار الرئيس التنفيذي تيم كوك إلى أسباب ذلك منها أسعار صرف العملات الأجنبية، وبرنامج استبدال البطاريات، وانخفاض الدعم المقدم من شبكات الهواتف للهواتف الذكية مما أدى بدوره إلى انخفاض في مبيعات أجهزة الآي-فون. ومن الاسباب أيضا تركيز آبل في الاستثمار بشكل متزايد في قطاع الخدمات، مثل تقديم المزيد من البرامج التلفزيونية وإطلاق الخدمات الإخبارية والاشتراك فيها.


شركة Oppo الصينية تواصل التقدم والابتكار

شركة Oppo تواصل الابتكار وتقدم أول هاتف بكاميرا ذات تقريب بصري يصل إلى 10X مع كاميرا ثلاثية الابعاد، سيتم طرحه في الربع الثاني من هذا العام.

الهاتف مزود بثلاث كاميرات خلفية، الأساسية عالية الدقة بدقة 48 ميجابيكسل ذات بعد بؤري 16 mm، تليها كاميرا فائقة الدقة أيضا بزاوية تبلغ 120 درجة ذات بعد بؤري 28 mm، أما بخصوص الكاميرا الثالثة فهي تضم عدسة مقربة ذات بعد بؤري 160 mm  وبالتالي يتم تكبير الصورة بنحو 10 مرات. هذا غير المواصفات الأخرى المتقدمة على رأسها تقنية 5G وغيرها. يمكنك مشاهدة الفيديو:

هل ترى أن تقديم تلك التقنيات الجديدة تمثل عامل ضغط كبير على آبل؟ وهل ترى أن آبل قادرة على تقديم شيء مختلف واكثر تقدما؟ أخبرنا في التعليقات.

المصادر:

amp.cnn | macrumors

مقالات ذات صلة