قرار ترامب بحظر منتجات هواوي ثاني أكبر مصنعي الهواتف الذكية في العالم ومنع التعاون معها بأي شكل من الأشكال في الولايات المتحدة، لم يكن خبرا جيدا للصينيين في المقام الأول، بل امتد تأثيره على شركات كبرى على رأسها آبل وجوجل وكوالكم وانتل وغيرهم. فما تأثير هذا الحظر على تلك الشركات؟


بعد اعلان شركة جوجل إيقاف التعاون مع شركة هواوي وتبعتها شركات أخرى، تلقت هواوي ضربة أخرى مزدوجة وموجعة حيث قامت شركتان بالإعلان عن قطع العلاقات معها وهما شركتي Wi-Fi Alliance و microSD بعد تسلمهما أمر من إدارة ترامب بالتوقف عن العمل مع شركة هواوي.

ووفقا لبعض التقارير، قامت شركة Wi-Fi Alliance مؤقتاً بتقييد التحالف مع شركة هواوي. بينما قامت شركة SD بالإعلان عن قطع العلاقات مع هواوي بشكل دائم اعتبارا من الآن. وهذا بلا شك خسارة كبيرة لشركة هواوي نظرا لأن شركة Wi-Fi Alliance مسئولة عن تطوير تقنية الواي-فاي واعتمادها. وبالمثل، تحدد شركة SD معايير الصناعة لبطاقات ذاكرة SD المستخدمة في أجهزة الكاميرات الرقمية والهواتف.


لماذا تتبع جميع الشركات الأمريكية طلب الحكومة الأمريكية بهذه السرعة؟

باختصار شديد وبدون تعقيدات،على مدار شهور، حذرت أستراليا الولايات المتحدة من خطورة تكنولوجيا 5G المرتقبة خاصة في المجال المخابراتي والتجسس. وبعد مباحثات طويلة من الجانب الأمريكي وتحقيقات مكثفة حول هذا الأمر، قدمت تقارير تتهم شركة هواوي بمشاركة معلومات مستخدميها مع الحكومة الصينية. ولهذا اتخذت الولايات المتحدة مؤخرا قرارا بشن حملة قوية ضد شركة هواوي الصينية، لمنع هيمنة الصين على تقنية 5G واستخدامها للتجسس. وبالتالي وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا للأمن القومي بحظر منتجات شركة هواواي في الولايات المتحدة. وعلى إثر ذلك بدأت الشركات تعلن قطع العلاقات معها.


نتائج الحرب على هواوي

هواوي ثاني أكبر مصنع للهواتف في العالم وقطع العلاقات معها لا بد أن يؤثر بشكل أو بآخر على الشركات التي تتعامل معها بشكل مباشر سواء المصنعة للرقاقات الخاصة بها أو حتى نظام التشغيل، أو قد تقوم الصين بالرد بحظر شركات أمريكية في الصين مثل آبل وغيرها الكثير من الشركات الأمريكية. ولكن مثل هذه القرارت تعد صعبة على المستهلكين حيث يتعين عليهم أن يعانو في هذه الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فما نتائج تلك لمقاطعة على تلك الشركات؟

جوجل تخسر 425 مليون دولار سنويا بعد الحظر المفروض على هواوي

كشفت شركة أبحاث الأسهم المسماه Nomura Instinet عن هذه الخسارة وأعلنتها صراحة. وللأسف لا تستطيع جوجل فعل أي شيء حيال هذه الخسارة طالما ظلت هواوي في القائمة السوداء.

ووفقا لتقديرات Instinet، يوجد لدى هواوي 500 مليون مستخدم للهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم 52% منهم موجودون في الصين وحدها حيث لا يتوفر متجر جوجل. والأسواق الأخرى التي لها تأثير كبير على هذا القرار هي آسيا باستثناء الصين، وأوروبا.

لقد حصدت جوجل مبلغا ضخماً من مبيعات متجر جوجل في عام 2018 بلغ 7 مليارات دولار منها 388 مليون دولار من هواتف هواوي فقط وكان أهم سوق لهذه المبيعات هو أوروبا.

وذكر التقرير أيضاً أن تأثير تلك الخسارة على جوجل لن يستمر لفترة طويلة. لأن الكثير من الأشخاص سينتقلون من هواوي إلى الهواتف الأخرى لعدم وجود منتجات جوجل بالرغم من إعلان هواوي عن نظام التشغيل الخاص بها، إلا أن المستخدمين ليسو متأكدين من ذلك.


الصين تلوح بحظر أبل في الصين

نتيجة لتلك المقاطعة، فإن الصين هي الأخرى تستطيع الرد والانتقام، وسيكون ذلك من خلال حظر منتجات ثالث أكبر شركة لتصنيع الهواتف الذكية في العالم من التداول في الصين.

فقد قدر أحد المحللين، جولد ساكس، أنه إذا كانت شركة آبل ستحظر في الصين، فقد تخسر ما يقرب من 29% من أرباحها إذا واصلت الصين الحظر. وتعتبر الصين مسؤولة عن 17% من مبيعات منتجات آبل، وقد يكون هذا الحظر بمثابة أخبار مزعجة لشركة آبل.

ولكن لحسن الحظ أن كل هذا مجرد افتراضات فإنه لا يتعين على الصين حظر شركة آبل بالتأكيد، وإلا ستكون الخسائر فادحة من ناحية الصين فهم أمام خيارات صعبة. ومع ذلك سيكون حظرها مثابة تصريح إلى ترامب بأن الصين لن تتعرض للتخويف والتهديد بمثل تلك القرارت، ويمكنها أن تتخذ قرارات شجاعة أيضا. فهل تعتقد أن الصين من الممكن أن تتهور وتقوم بخطوة مماثلة؟


آبل تخطط لنقل خطوط الإنتاج إلى الهند

على الرغم من وجود تكهنات بأن آبل تتطلع إلى نقل خطوط انتاجها إلى الهند، وأن ذلك سيساعد في تنمية سوقها هناك، إلا أن آبل ستواجه العديد من الصعوبات. يقول المحلل جولدمان، أن هذه الخطوة لا تفضل إلا إذا كانت آبل تفكر في التحول بشكل دائم من الصين. وإذا فعلت ذلك، فسيكون لهذا تأثير على النظام التكنولوجي في الصين والعمل المحلي.


شركة آبل تتجه لشركة Pegatron في أندونسيا لتجميع أجهزة ماك بوك والآي-باد

تخطط شركة بيجاترون التايوانية لتجميع أجهزة ماك بوك والآي-باد في مدينة باتام في اندونسيا بوساطة شركة PT Sat Nusapersada. وهذا ما أكده عابدين حسيبوان، الرئيس التنفيذي لتلك الشركة، حيث قال إن المنتجات سيتم شحنها إلى الولايات المتحدة دون أن يحدد اسم الشركة، ويعتقد أنها آبل في المقام الأول.

ويقول التقرير أن شركة بيجاترون استثمرت 300 مليون دولار لتجديد محطتين في اندونيسيا.

إن نقل خطوط الإنتاج خارج الصين قد يساعد أبل في تجنب التعرض للتعريفة الجمركية في الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين. وتدعي التقارير أن شركة فوكسكون بدأت بالفعل في الإنتاج التجريبي لفئات آي-فون X في الهند.

تتمتع العديد من الدول وخاصة الأوروبية بعلاقات اقتصادية قوية مع الصين، ولا يزال الكثيرون ينجذبون إلى منتجات هواوي منخفضة التكلفة. على عكس الولايات المتحدة، التي لا تمثل سوى نسبة صغيرة من إيرادات هواوي. واتخاذ قرارات مماثلة لقرارات الولايات المتحدة يعد أمراً صعبا بالنسبة لتلك الدول. ففي شهر مارس الماضي، قالت ألمانيا ، التي تعد واحدة من أكبر الأسواق الأوروبية لشركة هواوي ، إنها لن تمنع الشركة من استخدام تقنية 5G، ولكنها ستشدد بدلاً من ذلك من معايير الأمان سواءً لشركة هواوي أو غيرها من الشركات الأخرى.

هل سيقوم الصينيون بالرد على عقوبات ترامب دون النظر في الآثار المترتبة عليها؟ أخبرنا في التعليقات.

المصادر:

techdator | techdator | iclarified

مقالات ذات صلة