مع إطلاق آيفون 16 في سبتمبر 2024، كان الجميع يترقب تجربة ميزات “ذكاء آبل” (Apple Intelligence) التي وعدت بها الشركة، خاصة التحسينات الثورية في مساعدها الافتراضي “سيري”. لكن، وبعد حملة إعلانية ضخمة، فاجأت آبل الجميع بسحب أحد الإعلانات وتأخير طرح هذه الميزات حتى عام 2026. فما القصة وراء هذا القرار؟ ولماذا تكرر آبل تأخير ميزاتها الكبرى؟ في هذا المقال، نأخذكم في جولة شاملة لفهم ما حدث، مع تقديم تفاصيل دقيقة وتحليل واضح.

من iPhoneIslam.com، شخص يقف أمام شاشة كبيرة تعرض ميزات برامج Apple المتنوعة، بما في ذلك أدوات المراسلة وصانع أفلام الذاكرة وأدوات تنظيف الصور تحت عنوان "Apple Intelligence هدف ذكاء آبل.


آيفون 16 وحلم الذكاء الاصطناعي

من iPhoneIslam.com، يد تحمل هاتفًا ذكيًا يعرض الوقت 9:41 وتاريخ الاثنين 9 سبتمبر على شاشة زرقاء، تذكرنا بصباح شهر أكتوبر.

عندما أعلنت آبل عن آيفون 16، ركزت بشكل كبير على مفهوم “ذكاء آبل” (Apple Intelligence)، وهو مزيج من الذكاء الاصطناعي المتطور المدمج في أجهزتها. كان من المفترض أن يجعل هذا الجيل من الهواتف أكثر ذكاءً وتفاعلاً مع المستخدمين، خاصة من خلال تحسينات مذهلة في “سيري”. تخيلوا مساعداً افتراضياً يتذكر تفاصيل حياتكم اليومية، مثل اسم شخص قابلتموه في مطعم قبل أشهر، أو يساعدكم في كتابة بريد إلكتروني بلمسة واحدة! هذا ما وعدت به آبل في حملتها الإعلانية التي أطلقتها بالتعاون مع وكالة TBWA\Media Arts Lab، لكن الواقع بدا مختلفاً عندما قررت آبل سحب أحد الإعلانات الرئيسية وتأجيل الميزات الموعودة. فما الذي حدث بالضبط؟ دعونا نستعرض القصة خطوة بخطوة.


الإعلان المسحوب:

حملة “Hello Apple Intelligence”

في سبتمبر 2024، أطلقت آبل حملة إعلانية بعنوان “Hello Apple Intelligence” للترويج لآيفون 16 برو، واستعانت بالممثلة الشهيرة بيلا رامزي، التي اشتهرت بأدوارها في “Game of Thrones” و”The Last of Us”. ظهرت بيلا في ثلاثة إعلانات ترويجية، كل منها يركز على ميزة جديدة من ميزات الذكاء الاصطناعي في الآيفون 16. أحد هذه الإعلانات، الذي أصبح الآن غير متاح على يوتيوب، عرض سيري بصورة “أكثر شخصية”. في المشهد، طلبت بيلا من سيري أن تتذكر اسم شخص قابلته في مطعم سابقاً، فأجابت سيري على الفور بالاسم الصحيح، مستندة على بيانات من التقويم أو الرسائل أو البريد الإلكتروني المخزنة على الجهاز.

لماذا سحبت آبل الإعلان؟

بعد أيام من نشر الإعلان، لاحظ المشاهدون أن الفيديو أصبح “خاصاً” على يوتيوب، مما يعني أنه لم يعد متاحاً للعامة. لم تعلق آبل رسمياً على سبب السحب، لكن التكهنات تشير إلى أن الشركة ربما شعرت أن الإعلان يعطي انطباعاً مبالغاً عن قدرات سيري الحالية، خاصة أن الميزات المعروضة لم تكن جاهزة بعد للطرح العام. هذا القرار أثار جدلاً واسعاً بين عشاق آبل، حيث تساءل الكثيرون: هل كانت هذه خطوة ترويجية متسرعة؟ أم أن هناك مشكلة تقنية أكبر وراء الكواليس؟


تأخير ميزات سيري الذكية:

الإعلان الرسمي عن التأخير

في 7 مارس 2025، أصدرت آبل بياناً رسمياً أكدت فيه تأجيل طرح التحسينات الكبرى في سيري حتى عام 2026. جاء في البيان:

لقد عملنا على تطوير سيري بحيث تكون أكثر شخصية، وتمتلك وعياً أعمق بسياقكم الشخصي، مع القدرة على اتخاذ إجراءات نيابة عنكم داخل التطبيقات وخارجها. لكن الأمر سيستغرق وقتاً أطول مما توقعنا لتقديم هذه الميزات، ونتوقع طرحها خلال العام القادم

لم تكشف آبل عن أسباب التأخير بشكل محدد، لكنها أشارت إلى أنها تعمل على تحسينات أخرى في سيري، مثل تحسين الحوارات، إضافة خيار الكتابة للتفاعل معها، وزيادة معرفتها بالمنتجات، بالإضافة إلى دمجها مع تقنية ChatGPT.

ردود الفعل على التأخير

أثار هذا الإعلان موجة من الإحباط بين المستخدمين الذين كانوا ينتظرون تجربة الذكاء الاصطناعي الجديد. لكن في الوقت نفسه، أشاد البعض بقرار آبل لأنه يعكس التزامها بتقديم منتجات مكتملة بدلاً من إطلاق ميزات غير ناضجة. يبقى السؤال: هل سيؤثر هذا التأخير على مكانة آيفون 16 في السوق، خاصة مع منافسة شركات مثل سامسونج وجوجل التي تتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي؟


تاريخ آبل مع التأخيرات: هل هذا نمط متكرر؟

أمثلة من الماضي

تأخير ميزات سيري ليس الحادثة الأولى في تاريخ آبل. الشركة معروفة بأنها تضع الجودة فوق السرعة، حتى لو كان ذلك يعني تأجيل الإصدارات الكبرى. إليكم بعض الأمثلة:

-ميزة App Tracking Transparency في iOS 14:

أعلنت عنها في 2020 لكنها تأخرت لإعطاء المطورين وقتاً للتكيف.

-سماعات AirPods Max:

تم التلميح إليها في 2018 لكنها لم تطلق حتى 2020 بسبب تحديات التصميم.

-حصيرة الشحن AirPower:

أعلنت في 2017 لكنها ألغيت في 2019 بسبب صعوبات تقنية.

 فلسفة آبل وراء التأخير

هذه الأمثلة تظهر أن آبل تفضل التراجع عن المواعيد المحددة إذا شعرت أن المنتج لم يصل إلى مستوى توقعاتها. على الرغم من أن هذا النهج قد يسبب إحباطاً مؤقتاً للمستخدمين، إلا أنه غالباً ما يؤدي إلى تقديم منتجات أكثر استقراراً وموثوقية عند إطلاقها.

من iPhoneIslam.com، مجموعة من الروبوتات تحمل صورة تفاحة في فبراير.


في النهاية، يبدو أن قرار آبل بسحب إعلان آيفون 16 وتأخير ميزات سيري الذكية هو جزء من استراتيجيتها طويلة الأمد لتقديم تجربة مثالية. بينما كانت حملة بيلا رامزي خطوة ترويجية ناجحة من حيث الجذب، فإن التأخير يعكس التزام الشركة بالجودة. بالنسبة للمستخدمين، قد يكون الانتظار حتى 2026 محبطاً، لكنه قد يعني أيضاً الحصول على سيري أكثر ذكاءً وتفاعلاً مما تخيلناه.

هل تعتقدون أن آبل اتخذت القرار الصائب عندما قررت تأجيل مميزات ذكاء آبل؟ شاركونا آراءكم في التعليقات!

مقالات ذات صلة