لماذا أبل تخلت عن الأرقام؟ قصة اسم آي-فون Air

لطالما كان من السهل علينا التنبؤ بأسماء أجهزة الآي-فون الجديدة. فإذا كان العام الماضي قد شهد إطلاق سلسلة آي-فون 16، فمن الطبيعي أن يكون الاسم المنتظر للجيل التالي هو آي-فون 17. هذا المنطق البسيط والمريح هو ما اعتادت عليه أبل ومستخدموها على مدار سنوات طويلة، حيث كانت الأرقام تحدد بوضوح الجيل الأحدث والأكثر تطوراً.

ولكن هذا المنطق انتهى بشكل مفاجئ. فمع الإعلان عن أحدث هواتف أبل، تفاجأ الجميع بظهور يحمل اسمًا مختلفًا تمامًا: آي-فون Air، وكنا نطلق عليه طوال العام آي-فون 17 Air بديلاً عن 17e. هذا الاسم (آي-فون Air) لم يتبع النمط المعتاد، مما أثار حيرة واسعة وتساءل الكثيرون: لماذا قررت أبل التخلي عن الترقيم 17 واختيار اسم Air تحديداً؟ هل هو مجرد تغيير تسويقي أم أن هناك قصة أعمق خلف هذا القرار؟ هذا المقال يستعرض أهم النظريات التي تفسر هذه الخطوة الجريئة، ويكشف الأبعاد الحقيقية وراءها.

من موقع فون إسلام: يظهر هاتف ذكي، من المحتمل أن يكون آي-فون أير، في صورة جانبية بين حرفين معدنيين منمقين منمقين "A" و"D" على خلفية بيضاء - وهي صورة أنيقة مثالية لمقارنة التصميم.


النظرية الأولى: آي-فون Air ليس مجرد هاتف، بل فئة منتج جديدة تمامًا!

من موقع فون إسلام: أربعة هواتف آيفون من Apple بألوان مختلفة - الأزرق والفضي والذهبي والأبيض, والأسود - تظهر واقفة في وضع مستقيم مع ظهورها من الخلف والجوانب، مما يتيح مقارنة بين التصميمات وميزاتها مع آي فون إير أو آي فون 17.

يرى العديد من المحللين أن قرار أبل بتسمية آي-فون Air هو محاولة لتعريفه كفئة منتج جديدة ومستقلة تمامًا، وليس مجرد طراز آخر من سلسلة آي-فون 17 المعتادة. هذه الاستراتيجية ليست جديدة على أبل، فقد قامت بخطوة مماثلة في الماضي مع جهاز آي-باد Air الأول الذي تم إطلاقه في عام 2013. على الرغم من أنه كان الجيل الخامس من الآي-باد، إلا أن الشركة تخلت عن الترقيم واكتفت باسم Air لتمييزه كفئة جديدة تركز على التصميم النحيف والوزن الخفيف.

يتم التعامل مع آي-فون Air اليوم بنفس الطريقة، حيث يتم وضعه في مكانة مماثلة لآي-فون SE، الذي كان يُطلق عليه “الإصدار الخاص Special Edition”، ويعمل خارج دورة الترقيم السنوية المعتادة. ولكن ما هو الهدف من هذا الفصل؟

يتمثل أحد أهم الأسباب في استخدام الاسم كأداة لتبرير السعر والمقايضات. تشير التقارير إلى أن سعر آي-فون Air يبدأ من 999 دولارًا. هذا السعر يضعه في نفس فئة آي-فون 17 برو، ولكنه يأتي بعمر بطارية أقصر وكاميرات خلفية أقل مقارنة بآي-فون 17 الأساسي الذي يبدأ سعره من 799 دولارًا.

عادةً، يبرر السعر المرتفع بميزات فائقة مثل المعالج الأقوى أو نظام الكاميرات الاحترافي. ولكن في حالة آي-فون Air، القيمة الأساسية التي يبيعها أو ما نسميه نقطة البيع، هي التصميم والنحافة الفائقة. لإقناع المستهلكين بدفع مبلغ أكبر مقابل مواصفات قد تبدو أقل، كان من الضروري فصله تمامًا عن سلسلة الترقيم. لو كان اسمه آي-فون 17 Air، لكان القارئ يقارنه مباشرة بآي-فون 17 برو ويسأل لماذا يدفع أكثر مقابل مواصفات أقل.

وبإطلاق اسم آي-فون Air، تخلق أبل فئة جديدة لها معاييرها الخاصة. أنت لا تدفع مقابل أحدث ترقيم، بل تدفع مقابل أحدث فلسفة تصميم من أبل، مما يتماشى مع أهداف الشركة في التميز والقيمة الحصرية.


النظرية الثانية: خطوة تمهيدية نحو المستقبل.. “آي-فون فولد”!

من المعروف أن آي-فون Air هو أنحف آي-فون على الإطلاق، بسُمك لا يتجاوز 5.6 ملم. هذا الإنجاز الهندسي ليس مجرد هدف في حد ذاته، بل قد يكون خطوة محسوبة نحو هدف أكبر: الآي-فون القابل للطي. هناك شائعات متزايدة تشير إلى أن أبل تعمل بجد على آي-فون قابل للطي، يُعرف باسم آي-فون فولد، والذي قد يتم إطلاقه في النصف الثاني من عام 2026.

إن تطوير آي-فون قابل للطي يتطلب حلولًا هندسية معقدة للغاية، مثل تصنيع بطارية نحيفة جدًا وذات كثافة عالية، وتصميم مفصلة متينة، وشاشة خالية من التجاعيد. هذه التحديات تزيد من المخاطر المالية والتقنية للمشروع بشكل كبير.

وبإطلاق آي-فون Air، أبل لا تطلق منتجًا جديدًا فحسب، بل تطلق “نموذج اختبار” للجمهور. إنها تختبر قدرتها على إنتاج آي-فون فائق النحافة، والتعامل مع تحديات البطارية في تصميم كهذا، واستخدام مواد جديدة مثل درع السيراميك 2 وإطار من التيتانيوم لضمان المتانة في تصميم نحيف.

من موقع فون إسلام: يد تحمل هاتف آيفون إير الأنيق بشكل أفقي من حافته وتظهر الأزرار الجانبية والكاميرا الخلفية البارزة على خلفية زرقاء، مما يبرز التصميم المميز من أبل.

وهذا يسمح لأبل بتقييم رد فعل السوق، وجمع البيانات حول أداء هذه الحلول الهندسية في العالم الحقيقي، وتقليل المخاطر قبل الالتزام بإطلاق آي-فون فولد الذي يُتوقع أن يكون أغلى بكثير. لذلك، فإن التسمية الجديدة هي في الواقع إشارة إلى أن هذا الآي-فون ليس مجرد “من جيل 17″، بل هو خطوة على الطريق نحو مستقبل الهواتف فائقة النحافة.


النظرية الثالثة: أبل لا تتبع منطقًا ثابتًا في التسميات أصلاً!

من موقع فون إسلام: مجموعة من أجهزة Apple، بما في ذلك جهاز MacBook و iPad و اسم هاتف آبل مثل آي فون إير Apple Watch و HomePod Mini و Mac Mini، معروضة على خلفية بيضاء.

عندما ننظر إلى تاريخ أبل في تسمية منتجاتها، نجد “فوضى” جميلة ومدروسة بعناية. بدلاً من الالتزام بنظام ترقيم صارم، أبل تستخدم التسميات كجزء من استراتيجيتها التسويقية. كل اسم جديد (مثل Air أو SE أو برو) يحدد هوية المنتج وقيمته المقترحة بوضوح.

على سبيل المثال، لم يكن اسم iMac يعني في البداية “كمبيوتر الجيل الجديد”، بل كان يرمز إلى “الإنترنت”، ثم تحول إلى علامة تجارية مميزة بمرور الوقت. كما أن تسمية أنظمة التشغيل الخاصة بها (مثل macOS و iOS) كانت غير متسقة في السابق، ولكنها تحولت مؤخرًا إلى نظام التسمية السنوية (مثل iOS 26 بدلاً من iOS 19) لتحقيق الاتساق.

هذه التسميات غير المتسقة ظاهريًا هي في الواقع استراتيجية ذكية لترسيخ العلامة التجارية وخلق شعور بالتميز. كل اسم يخبر الجمهور فورًا بما يميز هذا المنتج عن غيره. وهذا النهج يسمح لأبل بإنشاء “نظام بيئي” من المنتجات المترابطة، حيث يتميز كل منتج بهويته الخاصة بدلاً من أن يكون مجرد “جهاز رقم 17”. هذه الاستراتيجية تخلق شعورًا بالتميز، وتجذب اهتمام الإعلام والجمهور، مما يؤدي إلى نقاشات واسعة مثل هذه وحديث الساعة، ويجعله ترند لفترة من الوقت. هذا هو “الجنون” الظاهري الذي يتحدث عنه البعض، ولكنه في الواقع جزء من خطة تسويقية محكمة.


نظرة عن قرب على هوية آي-فون Air الحقيقية

من موقع فون إسلام: منظر عن قرب للكاميرا الخلفية والفلاش والزر الجانبي العلوي على هاتف آي-فون إير الأبيض من أبل.

لتأكيد هذه النظريات، يمكننا إلقاء نظرة على المواصفات الحقيقية لآي-فون Air التي تبرر تسميته. إنه يجمع بين أحدث التقنيات وتركيز فريد على التصميم.

◉ النحافة والوزن: حيث يبلغ سُمكه 5.6 ملم فقط، ووزنه 165 جرامًا، مما يجعله أنحف وأخف آي-فون على الإطلاق.

◉ التصميم والمواد: يتميز بإطار من التيتانيوم وغطاء أمامي وخلفي من مادة درع السيراميك الجديدة التي تزيد من المتانة ومقاومة الخدوش والتشققات.

◉ الشاشة: يأتي بشاشة سوبر ريتينا XDR بقياس 6.5 بوصة، مع معدل تحديث ProMotion يصل إلى 120 هرتز.

◉ المعالج والكاميرا: يضم شريحة A19 برو القوية، ويحتوي على نظام كاميرا Fusion بدقة 48 ميجابكسل مع كاميرا أمامية Center Stage التي تدعم زوايا تصوير أوسع.

◉ ميزات أخرى: تم تصميمه بتقنية eSIM فقط دون الحاجة لشريحة فعلية، ويدعم تقنية Wi-Fi 7، كما يتضمن ميزات الأمان مثل المساعدة عبر الأقمار الصناعية.

ولتوضيح الاختلافات والفلسفة التي تقف وراء آي-فون Air، يمكننا مقارنته سريعًا بـ آي-فون 17 برو.

من موقع فون إسلام:


خلاصة النظريات: أين تكمن الحقيقة؟

في نهاية المطاف، لا توجد إجابة واحدة بسيطة على السؤال. فالحقيقة ليست في نظرية واحدة، بل هي مزيج معقد ومحسوب بعناية من الاستراتيجيات الثلاث المذكورة. قرار أبل بالتسمية الجديدة هو قرار متعدد الأوجه يعكس تحولًا عميقًا في طريقة تفكيرها.

أولاً، إنه إنشاء لفئة جديدة من الهواتف تركز بشكل كلي على التصميم النحيف والجماليات، وهو ما يبرر سعرها المرتفع.

ثانياً، إنه بمثابة اختبار عام للجمهور لتقنيات هندسية جديدة (النحافة الفائقة، والمواد المتينة، والتصميم الداخلي المبتكر) التي ستكون ضرورية لإطلاق آي-فون قابل للطي في المستقبل.

وأخيرًا، إنه جزء من استراتيجية تسويقية أكبر تهدف إلى التحرر من قيود الترقيم السنوي وجعل كل منتج في نظام أبل يبدو فريدًا ومميزًا بذاته.

آي-فون Air هو أكثر من مجرد هاتف، إنه إشارة واضحة إلى تحول في فلسفة أبل الهندسية والتسويقية. ويمثل نظرة على مستقبل الهواتف الذكية التي قد لا تركز على الأرقام فحسب، بل على الفئات والوظائف التي تقدمها.

برأيك، أي من هذه النظريات تجدها الأكثر إقناعًا؟ شاركنا رأيك في التعليقات!

المصدر:

macworld

5 تعليق

comments user
Salman

نفس الايفون xr بس بتطوير بعض الامور ذكرني بالايفون xr الي اتوقع كان اكثر جهاز مبيعاً عيبه الكبير للاسف لم يراعون وجود صوت ستريو وسماعة تحت وفوق.

comments user
ابـراهيم

كيف تم تصنيف بطارية ايفون Air بعمر أقصر ، بالنظر إلى إمكانيات الجهاز البطارية مناسبة لساعات الاستخدام والكفاءة التي يتطلبها الجهاز ، ولا يمكن مقارنتها بآيفون 17 بروماكس لان فئة البروماكس اعلى من ناحية المعالج والإضاءة وكل مستهلاكات الطاقة

comments user
عدنان علي

ابل طورت air من اجل vision
تواجه ابل تحدي كبير في وزن vision ولتخفيفه يجب تخفيض أوزان القطع الداخلية ولعمل ذلك تركز ابل على فتح خطوط انتاج تخصصية تركز على الوزن و تحافظ على القيمة

comments user
Qais

بالأمس شاهدت الآيفون ١٧ جميع إصداراته و ايضاً Air والايباد. نقاء الشاشه خيالي

comments user
محمدجاسم

عدم وضع الرقم لكي لايكون مشتت بين الفئات الثلاثة الأخرى!
أنا مانتبهت في المؤتمر ولا في المقالات أنه Air فقط افتكرته Air17 إلا في اليوم التالي و أنا أتصفح موقع آبل قلت تعال 17 Air أو فقط Air و أكتشفت أنه بدون رقم!
معني كنت همّ مشكك أنه مار عليّ في أحدى المقالات أنه Air17 !

اترك رد

نحن لا نتحمل أي مسؤولية لأية اساءة في استعمال المعلومات المذكورة أعلاه. آي-فون إسلام لا ينتمي ولا يمثل شركة آبل. اي-فون و آبل واسم اي منتج آخر، واسماء الخدمات أو الشعارات المشار اليها هنا هي علامات تجارية او علامات تجارية مسجلة للابل كمبيوتر

العربية简体中文NederlandsEnglishFilipinoFrançaisDeutschΕλληνικάहिन्दीBahasa IndonesiaItaliano日本語한국어كوردی‎فارسیPolskiPortuguêsРусскийEspañolTürkçeУкраїнськаاردوTiếng Việt