في يوم من الأيام، قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، منحنا الله عز وجل شرفاً لم نكن نتوقعه… أن نكون من أوائل من يحمل القرآن إلى جيوب الناس عبر هواتفهم الذكية. كنا نرى أن التقنية نعمة عظيمة، وأن القرآن أحقّ ما ينبغي أن يُخدم بها.

وفي أكتوبر 2009، لحظة فتح متجر آبل أبوابه للعالم، أطلقنا تطبيق المصحف. لم نكن نعلم وقتها أننا نضع حجر الأساس لثورة في تطبيقات القرآن. فكرة أن تتصفّح القرآن كما لو أنه كتاب بين يديك كانت غريبة على العالم، لكنها كانت بالنسبة لنا حلماً… وقد سبقنا بها حتى آبل نفسها.
ومرّت الأيام… وامتلأ المتجر بتطبيقات القرآن. تشابهت الأفكار، وكثرت الميزات، لكن شيئاً ما كان مفقوداً: الروح. وعندما شعرنا بأن الوقت قد حان لخطوة جديدة، أطلقنا عام 2013 مصحف آي-فون إسلام. كان جيلاً مختلفاً، قدّم أفكاراً أصبحت فيما بعد أساساً في أي تطبيق قرآن جديد.

ورغم توقّف تحديثه لسنوات، بقي التطبيق حيّاً. لم تحذفه آبل، وما زال كثيرون يعتبرونه رفيقهم المفضل. وهذه كانت رسالة واضحة لنا: ما صُنع بإتقان… يبقى.
حين تتغيّر الدنيا… يجب أن يتغيّر الأسلوب
لكن العالم لم يتوقف. التقنيات تطوّرت، الواجهات تجددت، وأنظمة التشغيل أصبحت أكثر جمالاً وتعقيداً.
صار واضحاً أن محاكاة الكتاب الحقيقي لم تعد هي الطريقة الأمثل. الصور فقدت دقتها أمام الشاشات الحديثة، والتصاميم القديمة لم تعد تشبه هذا العصر. كان لابد من ثورة جديدة… مختلفة تماماً.
بحثنا في كل اتجاه
قمنا بتنزيل كل تطبيقات القرآن في متجر آبل. وجدنا ميزات كثيرة… لكن في أغلب الأحيان بلا إتقان، بلا تنظيم، بلا تجربة مريحة. كأن الجميع يتسابق لإضافة ميزة جديدة، دون أن يتوقف ليسأل:
هل سيشعر المستخدم بالطمأنينة؟ هل سيقرأ القرآن بقلب حاضر؟
وقتها جلسنا نسأل أنفسنا سؤالاً بسيطاً… لكنه غيّر كل شيء: ماذا لو أن شركة مثل آبل قررت تطوير تطبيق للقرآن؟
هل ستكون الواجهة مليئة بالقوائم؟ هل ستظهر عشرات الخيارات بمجرد لمسة؟ هل ستتشتت عينك بين الأعلى والأسفل واليمين واليسار؟ بالتأكيد لا.
من هنا وُلد تطبيق الكتاب
![]()
قررنا أن يكون التطبيق بسيطاً… صافياً… هادئاً. عندما تضغط على آية، تُعلَّم بهدوء، لتعيش اللحظة وتبقى حيث يجب أن تكون: مع كلام الله.

وعندما تطيل الضغط قليلاً، يظهر تفسير سريع، مع إمكانية عرض معنى كل كلمة وسماعها بشكل منفصل… نافذة صغيرة تخبرك بما تحتاج، دون أن تفصلك عن القراءة. وإن أردت المزيد، فبضغطة واحدة يكون لديك كل ما تحتاجه وأكثر.

الاستماع، المشاركة، حفظ الموضع… كل شيء على بُعد لمسة واحدة. كل شيء موجود… لكن دون ضجيج.
استخدمنا أحدث تقنيات النظام: تأثير الزجاج السائل، القوائم البسيطة، الحركات السلسة… كل ذلك ليكون التطبيق خادماً للقرآن، لا مشتتاً عنه.

لماذا سمّيناه الكتاب؟
لآن القرآن هو أقدس الكتب وهو أولى بالأسم، ولأنه في ترتيب المصحف الحالي يظهر “الكتاب” كأول اسم يواجهك للقرآن الكريم.
قال تعالى:
﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾
حمل تطبيق الكتاب الآن واستغل الهدية
تطبيق مثل الكتاب استمر تطويره لمدة طويلة، وله تكلفة كبيرة، خاصة أنه يستخدم الذكاء الاصطناعي في بعض الميزات مثل البحث وتتيع القراءة، لكن بفضل الله هناك من تبرع، بتكلفة هذا التطبيق لمدة عام كامل، وسيكون ذلك لفترة محدودة، أنت لست مجبراً على قبول الهدية، لو أعجبك التطبيق يمكنك المساهمة فيه ودفع الإشتراك، وإذا لم تريد أن تدفع آي شيء أو حتى تحصل على هدية، لا بأس كل مميزات التطبيق لك دون مقابل. المهم أن تقراء في كتاب الله عز وجل، هذا هو الهدف.
ختاماً
لاحقاً سوف ننشر مقالات فيها تفصيل مميزات هذا التطبيق المميز، لكن في الوقت الحالي نود منك التجربة بنفسك، نعلم أنه صعب جداً، أن يبدل شخص تطبيق تعود عليه، لكن أيضاً التقنية تتطور، ويجب علينا تجربة الجديد، ونحكم على التجربة إذا كانت أفضل أو لا، نحن لا نمانع أن يستخدم الشخص ما يرتاح له، لكن تجربة الجديد أيضاً تثري حياتك.
نسأل الله عز وجل أن يجعل قراءتك فيه نوراً لقلبك، وبركة في وقتك، ورفيقاً لك في طريق طاعته، وأن يتقبل منا ومنك، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم.
ملاحظة: تطبيق الكتاب يستبدل تطبيق الفانوس الباحث القرآني، لأننا دمجنا كل خواص تطبيق الفانوس في تطبيق الكتاب، لذلك إذا كان لديك تطبيق الفانوس، فقط حدث التطبيق لتحصل على تطبيق الكتاب.





11 تعليق