لطالما عُرفت منتجات آبل بتصميمها الأنيق وجودتها الفائقة، لكن ما لا يراه الكثيرون هو العملية القاسية التي تمر بها تلك الأجهزة قبل أن تصل إلى أيدينا. بعيدًا عن بهرجة المؤتمرات وخلف الأبواب مغلقة، تقوم الشركة بإخضاع أجهزتها لاختبارات متانة لا تعرف الرحمة. داخل مختبرات التعذيب السرية، لا يكفي أن تبدو المنتجات جميلة فقط. بل يجب أن تثبت قدرتها على الصمود أمام أقسى الظروف. من السقوط المتكرر إلى التعرض لدرجات حرارة قصوى ثم وصولاً إلى محاكاة الاستخدام اليومي المكثف. سوف نأخذكم في جولة ممتعة حيث نستكشف أحد مختبرات المتانة لآبل حيث تخوض منتجات الشركة رحلة قاسية لضمان صلابتها.

مختبرات التعذيب السرية لآبل

تخضع منتجات آبل للعديد من الاختبارات خلال عملية التطوير. من أجل ضمان عمر افتراضي طويل حتى في الظروف الصعبة. تختبر الشركة ما لا يقل عن 10 آلاف جهاز آي-فون قبل الإطلاق الرسمي. ومع أن آبل صارمة ولا تسمح لأحد بدخول مختبراتها. لكنها دعت في السابق اليوتيوبر الشهير ماركيز براونلي صاحب قناة MKBHD. وخلال مؤتمرها السنوي للمطورين هذا العام، سمحت لبعض الحضور بزيارة أحد مختبراتها وإلقاء نظرة حول ما يحدث لمنتجاتها قبل أن تصل للمستخدمين. ويمكن القول بأن مختبرات التعذيب السرية لآبل تنقسم إلى أربع فئات.
البيئة

تهدف هذه الاختبارات إلى محاكاة التحديات المناخية التي تواجهها الأجهزة المستخدمة في 175 دولة حول العالم. في اختبار البيئة يتم تعريض الأجهزة للملح لمدة تصل إلى 100 ساعة. وكذلك التعرض لشدة ضوء عالية ولغبار صحراء أريزونا لتحليل ما يحدث عند دخول جزيئات الرمل الناعمة إلى سماعات الآي-فون أو منفذ الشحن.
الماء

يتمتع آي-فون 16 برو بتصنيف IP68، وهو أعلى تصنيف متاح. هذا يعني أنه يجب أن يكون محكما ضد الغبار في أي من الاختبارات، ويجب أن يستمر في العمل بشكل طبيعي بعد غمره في الماء حتى عمق ستة أمتار لمدة نصف ساعة. تبدأ آبل الاختبارات المائية بشكل بسيط ثم تزداد تدريجيًا.
تبدأ الأجهزة باختبار سقف التنقيط لمحاكاة المطر وتسرب الماء. يلي ذلك محاكاة ضغط الماء عبر نفاثات حول جميع زوايا المنتج. بمجرد اجتياز المنتج لهذا الاختبار، يصبح مؤهلًا للحصول على تصنيف IPX5.
ثم يأتي بعد ذلك اختبار تناثر الماء عالي الضغط عن بعد والذي يمنح المنتج تصنيف IPX6. المرحلة الأخيرة، يمنح خزان مضغوط يحاكي أعماق الماء المنتج تصنيفي IPX7 وIPX8 عند غمره بنجاح حتى عمق متر واحد وستة أمتار على التوالي.
ملحوظة: تتعلق تصنيفات IP بالغبار والماء فقط، لكن اختبارات آبل تشمل أيضًا مخاطر السوائل الأخرى الشائعة، مثل المشروبات الغازية والعصائر وكريمات الوقاية من الشمس والعطور.
السقوط

نشاهد دوما اختبارات السقوم التي يقوم بها العديد من الإنفلونسرز عند إطلاق آي-فون جديد. لكن اختبارات السقوط لآبل مختلفة تماما. حيث تختلف كل حالة سقوط بحسب الارتفاع والمادة التي يسقط عليها وكذلك زاوية الاصطدام. وتهدف الشركة إلى محاكاة أنواع مختلفة من عمليات السقوط خلال اختباراتها لترى مدى صلابة أجهزتها.
ولكي تحاكي سيناريوهات السقوط الواقعية، طورت آبل روبوتًا يقوم بإسقاط الأجهزة بزوايا مختلفة وحتى على أسطح مختلفة بما في ذلك ألواح الجسيمات والجرانيت والإسفلت. علاوة على ذلك، يتم تحليل كل حالة سقوط من خلال تطبيق متاح لمهندسي الشركة.
الاهتزازات

ربما تكون الاهتزازات أقل ضررا على الآي-فون. لكن هناك اختبارات متعلقة بالاهتزاز والتي تجريها آبل حتى يكون الآي-فون قادر على تحمل ظروف مثل الجلوس في حقيبة دراجة نارية تسير على أرض وعرة. ويتم محاكاة هذه الترددات عبر طاولة اهتزاز لإنشاء بيئات اهتزاز وتأثيرات مختلفة قد يتعرض لها المنتج أثناء النقل أو في أي ظروف أخرى.
الخلاصة

يمكن القول بأن مختبرات التعذيب السرية، تشكل العمود الفقري لفلسفة آبل الهندسية. حيث تعتقد الشركة أن المتانة قبل كل شيء. وإخضاع أجهزتها لإختبارات قاسية يرجع إلى محاولة جعلها صلبة ومتينة بما يكفي لتتحمل الحياة اليومية وتصمد في أيدي ملايين المستخدمين حول العالم.
المصدر:



7 تعليق