لطالما كانت شركة آبل رائدة في تحديد اتجاهات التكنولوجيا وأنها “صانعة السوق”؛ فهي لا تتسرع في تبني التقنيات الجديدة، بل تنتظر حتى تنضج التكنولوجيا لتقدمها بأسلوبها الخاص الذي يجمع بين الجودة والفخامة وسهولة الاستخدام. وبعد سنوات من الشائعات، يبدو أن عام 2026 سيكون اللحظة التاريخية التي ينتظرها عشاق التكنولوجيا، حيث تشير التسريبات المتواترة إلى أن آبل تستعد لإحداث زلزال في عالم الهواتف المحمولة عبر منتجين ثوريين: أول آي-فون قابل للطي، والجيل المطور من الآي-فون فائق النحافة “آي-فون Air”.

آي-فون فولد

منذ أن أطلقت سامسونج وجوجل هواتفهما القابلة للطي، والأنظار تتجه نحو آبل متسائلة: “متى نرى آي-فون قابلاً للطي؟”. الإجابة بدأت تتضح من خلال تسريبات كشف عنها المسرب التقني الشهير “جون بروسر”.
تصميم مألوف بلمسة مستقبلية

وفقاً للتقارير، سيتبنى “آي-فون فولد” تصميماً مشابهاً لسلسلة “جالاكسي زد فولد”، حيث يفتح الهاتف أفقياً مثل الكتاب. وسيأتي بشاشة خارجية بحجم 5.5 بوصة للاستخدام السريع، بينما عند فتحه، ستنبهر بشاشة عملاقة بحجم 7.8 بوصة، مما يمنح المستخدم تجربة تشبه أجهزة “آيباد ميني” ولكن في حجم الجيب.
وداعاً لمشكلة “تجعد الشاشة”

أكبر عائق يواجه الهواتف القابلة للطي حالياً هو آثار الانحناء أو “التجعد” الذي يظهر في منتصف الشاشة الداخلية. وهنا تكمن عبقرية آبل؛ حيث تشير التسريبات إلى أنها طورت تقنية فريدة تعتمد على مزيج من “المعدن السائل” وصفائح معدنية خاصة لتوزيع الضغط بشكل متساوٍ عند فتح وإغلاق الهاتف. الهدف هو تقديم شاشة مسطحة تماماً وانسيابية لا تشعر المستخدم بوجود مفصل داخلي، وهي الميزة هي التي قد تجعل “آي-فون فولد” مبهراً ويتفوق فوراً على منافسيه.
آي-فون Air 2

بالتوازي مع مشروع الهاتف القابل للطي، كانت هناك أخبار متضاربة حول “آي-فون Air” فائق النحافة. فبعد تقارير سابقة أشارت إلى احتمالية إلغاء انتاج الهاتف أو تأجيله لعام 2027 بسبب تحديات التصنيع وضعف مبيعاته، جاءت تسريبات جديدة لتبعث الأمل من جديد، مؤكدة أن آبل متمسكة بإطلاق “آي-فون Air 2” في سبتمبر 2026.
ويبدو أن آبل تعلمت من الدروس السابقة؛ فبدلاً من تقديم هاتف نحيف بمواصفات متواضعة، تشير التقارير إلى أن “آي-فون Air 2” سيحصل على كاميرا خلفية ثانية لتحسين جودة التصوير، مع محاولة خفض سعره ليكون خياراً جذاباً لجمهور أوسع. الهدف هو جعل “النحافة” ميزة أساسية دون التضحية بالأداء الذي يتوقعه مستخدمو آي-فون.
لماذا عام 2026؟

لا تقتصر أهمية عام 2026 على الهواتف فقط، بل يبدو أن آبل تخطط لإعادة هيكلة كاملة لمنتجاتها. فبجانب الآي-فون القابل للطي والآي-فون النحيف، تشير التوقعات إلى:
◉ آي-فون 17e نسخة اقتصادية قد نراها في مطلع العام لتلبية احتياجات الفئة المتوسطة.
◉ أجهزة ماك بوك منخفضة التكلفة لجذب الطلاب والموظفين.
◉ نظارات آبل الذكية التي يُشاع أنها ستتصل بالآي-فون لتقدم تجربة واقع معزز تشبه نظارات ميتا “راي بان” الذكية، ولكن بلمسة آبل والذكاء الاصطناعي الخاص بها.
التحديات والمنافسة الشرسة

بينما تسعى آبل للابتكار، يواجه المنافسون صعوبات في قطاع الهواتف النحيفة؛ فمثلاً، تشير التقارير إلى أن سامسونج قد تلغي سلسلة “S26 Edge” بسبب ضعف المبيعات. لكن آبل تراهن على أن علامتها التجارية وقدرتها على حل المشاكل التقنية مثل متانة الشاشة القابلة للطي ستمكنها من النجاح حيث تعثر الآخرون.
علاوة على ذلك، رأينا في مؤتمرات آبل الأخيرة اهتماماً هائلاً بسعات التخزين، حيث من المتوقع أن يصل “آي-فون 17 برو ماكس” إلى سعة 2 تيرابايت، مما يمهد الطريق للأجهزة القابلة للطي التي ستحتاج بلا شك إلى معالجات قوية ومساحات تخزين ضخمة للتعامل مع المهام المتعددة Multitasking على الشاشات الكبيرة.
إن دمج تقنيات الشاشات القابلة للطي مع الهواتف فائقة النحافة يعكس رؤية آبل للمستقبل، أجهزة قوية بما يكفي لاستبدال الحواسيب، وجميلة بما يكفي لتكون قطعة إكسسوار فاخرة. إذا صدقت هذه التسريبات، فإن عام 2026 لن يكون مجرد عام آخر لإصدار آي-فون جديد، بل سيكون العام الذي يعاد فيه رسم خارطة الطريق لصناعة الهواتف الذكية للعقد القادم.
سواء كنت تبحث عن الإنتاجية القصوى مع “الآي-فون القابل للطي” أو عن الخفة والأناقة مع “آي-فون Air”، يبدو أن آبل لديها ما يرضي الجميع في جعبتها المستقبلية.
المصدر:



اترك رد