انتشرت الهواتف الذكية بمختلف أنظمة التشغيل وكل شركة تحاول أن تُبهر المستخدم بإضافات ومميزات سواء في النظام أو في الجهاز نفسه لتجعله يستغني بجهازها عن المنافسين فأصبحنا نرى أفكار عديدة وإبداعات منها ماهو جديد ومنها ماهو مقتبس ومحسّن، ولكن في الحقيقة ليس كل ما تسميه الشركات مميزات هو فعلاً مميزات تنفع المستخدم، فبعضها يكون مجرد إضافات لا فائدة منها بل أن ضررها على المستخدم أكبر من نفعها، دعونا نلقي الضوء على واحدة هذه المميزات التي هي ليست حقاً مميزات.
المميزات الدعائية
انشرت في الآونة الأخير هذه الظاهرة وأصبحت بعض الشركات تملأ أجهزتها بها لتنبهر المستخدمين خصوصاً أصحاب الخبرة القليلة، هذه المميزات الدعائية هى المميزات التي تُبهرزها لك الشركة المُنتجة وفي الحقيقة هي مميزات لن تستقيد منها فعلياً هذا إذا اشتغلت بالشكل المطلوب، فنجد كثيراً من المستخدمين يتحمس لهذه المميزات ولكنه يوقفها بعد فترة ليست طويلة لأنها جلبت له الصداع والبعض الآخر يستعرض بها أمام زملائه ولو نظرت في جهازه لوجدتها مُقفلة وتظل هكذا حتى يبيع جهازه.
أفضل مثال يُمكن ذكره للميزات الدعائية هي ما تحتويه أجهزة الجالاكسي ، فسامسونج معروفة في الوسط التقني بالمميزات الدعائية والتي لايستعملها المستخدمون عادة، قبل أن تتهمني بالتعصب وكره سامسونج اسأل نفسك ومن حولك كم مرة استخدمتم المميزت التي أعلنت عنها سامسونج في الجالاكسي S4 مثل خاصية “Smart Scroll” والتي تقوم بتحريك الشاشة بعينيك مثلاً ؟ أو تقليب الصور بدون لمس الجهاز أو غيرها من المزايا الشهيرة.
ستجد غالبية الإجابات إن لم يكن كلها أنهم استخدموها مرات معدودة للتجربة ومن وقتها وهي مُطفأة ، لأنها في الحقيقة لا تعمل كما أعلنت عنها سامسونج، وهذه المزايا وخصوصاً تحريك الشاشة بالعين تحتاج زاوية محددة يكون وجهك مقابلاً للجوال وفي إضاءة معينة حتى يميز حساس العدسة حركة عينيك وصدقني لو حاولت الاعتماد عليها ستندم لتفريطك في استخدام أصابعك الجميلة 😀 .
وحتى لا تتهمنا بمعادة شركة خصيصاً دعنا نرى عدة أمثلة للمميزات الدعائية التي لن تستفيد منها كما أوهمتك الشركة المقدمة لها:
- خلفية “Parallax” في iOS 7 لأجهزة أبل والتي تجعل الخلفية تميل وكأنها طبقة منفصلة عن الشاشة، لم أرى فائدة منها حتى أنني حاولت أن استعرض بها فلم يلاحظها أحد 🙁 .
- خاصية Mode Dual Shooting والتي تقدمها إل جي وسامسونج في بعض أجهزتهم الرائدة والتي تسمح بالتقاط صورة لك بالكاميرة الأمامية وبينما تصور بالكاميرة الخلفية لتظهر أنت في الصورة، تستطيع تحميل تطبيقات تقوم بنفس الوظيفة.
- خاصية Group Play في الجالاكسي والتي تسمح بتشغيل نفس الموسيقى على أجهزة الجالاكسي المحيطة بك !! … لاتعليق
إن لم يكن لهذه المميزات فائدة فهل لها ضرر ؟؟
في الحقيقة هذه المميزات تستهلك من موارد الجهاز ما هو أولى في إستخدامه في أمور أخرى فهي تحتاج ذاكرة تخزينية عندما تُضيفها الشركة في جهازها، فتجد الكثير من الأجهزة ذات 16 جيجا لا تحتوي فعلياً على هذه المساحة وبعضها تصل مساحته للنصف أي 8 جيجا، وكلما زادت الإضافات قلت المساحة الفعلية التي يستفيد بها المستخدم، أضف إلى ذلك استهلاكها للذاكرة العشوائية مما يؤثر على أداء الجهاز وسرعته بشكل ملحوظ، والبطارية التي تستنزفها هذه المميزات الخادعة فتخيل كاميرا تعمل طوال الوقت لتحدد وجهك وكل هذا بدون فائدة حقيقة عائدة على المستخدم. وهذا جدول يوضح المساحات الفعلية التي تجدها متاحة في الأجهزة ذات مساحة داخلية 16 جيجا حيث أن الباقي تم استخدامه لنظام التشغيل والمميزات التي يحتويها.
نلاحظ في الصورة أن الجالاكسي S4 هو أقل جهاز يحتوي مساحة داخلية للمستخدم، فكما ذكرت في بداية الموضوع فأصحاب الجالاكسي إس 4 اشتروا جهاز مساحته 16 جيجا ووجدوا فيه 8.5 جيجا فقط بسبب امتلاءه بالمميزات الدعائية التي أثقلت نظام التشغيل، وأعتقد أن الصورة أصبحت واضحة الآن.
في الآونة الأخيرة بدأت الشركات تنتبه لهذا الموضوع، فمثلاً سامسونج في مؤتمرها الأخير للجالاكسي S5 بالتركيز على مميزات حقيقية جميلة تخدم المستهلك فعلاً مثل مميزات التركيز السريع والعزل في الكاميرا، المقاومة للماء، عتاد داخلي متوازن لحسن أداء الجهاز، وقد تجنبت سامسونج المميزات الدعائية الفارغة وهذا ماجعل مؤتمرها أكثر احترافية وفائدة. وقد أشدنا في مقالنا الخاص بالمؤتمر بهذا الأمر -راجع هذا الرابط-.
نصيحة: ركز عن شراءك للجهاز في المميزات الحقيقة التي تخدمك فعلاً وتجعل حياتك أسهل دون الإضرار بأداء جهازك، فمثلاً قوة المعالج وجودة الكاميرا ووضوح وحجم الشاشة والخدمات السحابية وغيرها من المميزات الأساسية.
هل ترى أن الشركات أحياناً تبهرنا ببعض المزايا الدعائية رغبة منها في خداع المستخدم؟ وكم مرة استخدمت المزايا وصفناها بالدعائية؟ وما هى مزايا أبل التي وضعتها للدعاية من وجهة نظرك؟ شاركنا رأيك
المصدر: hybridtechcar
73 تعليق