قبل سنة أو أكثر، ظهرت شائعات تقول بأن أبل ستسخدم كريستال الياقوت في صنع شاشاتها “Sapphire Displays”. من المعروف أن كريستال الياقوت صلب ومقاوم للخدش، بالطبع سيكون شيء رائع لو أن أبل ضمّت هذه المزايا الى تقنياتها وقد أفردنا مقال سابق للتحدث عن الزجاج ومزاياه -راجع هذا الرابط– لكن على الرغم من المزايا الكثيرة الخاصة به لكننا نجد أبل تطلق جهاز تلو الآخر ولا تعتمد على هذا الزجاج فيهم. فلماذا يحدث هذا الأمر؟

Sapphire

الكثيرون سألونا عن سر عدم اعتماد أبل على هذا الزجاج، لم يصدر تصريح رسمي من أبل أو الشركة أنهم سوف يعتمدون عليه أو تصريح بالعكس، لكن الكثير من الصحف العالمية ذات المصداقية الكبيرة تمكنت من معرفة الكثير من الأخبار التي كانت وراء صدور منتجات بدون الزجاج. وفي هذا المقال سوف نجمعهم لكم.


مشاكل التصنيع ومطالب أبل

تبدأ القصة بعدما وقعّت أبل الإتفاقية مع الشركة التي ستقوم بصنع شاشات كريستال الياقوت “GT Advanced Technologies”… وقال الجميع أنها الشركة التي ستحل مشاكل الشاشات والخدوش التي لطالما عانينا منها. لكن مع الوقت بدأت الخلافات بين أبل والشركة بسبب الكمية والجودة التي تطلبها أبل منها.

Glass

في الأساس أرادت أبل شراء الأدوات والأجهزة الخاصة بكريستال الياقوت لتقوم بتصنيع الشاشات لنفسها لكن بعد ذلك قامت بتوقيع إتفاقية شركة GT وبدأت الشركة في بناء مصنع خاص بشركة أبل في ولاية أريزونا لكن بسبب مشاكل تقنية لم ينتهي المصنع مما سبب خسائر فادحة للشركة بداية من إنفاق مئات ألوف الدولارات على شراء مواد خام كريستال الياقوت الخام وأيضاً توظيف 700 شخص، معظمهم أصبح لديه وظيفة بدون عمل للقيام به. وذكرت بعض التقارير أن كمية الكريستال الذي أنتجته الشركة قبل توقيع العقد مع أبل كان يفوق الـ250 كيلو جرام -جميعها غير صالحة للإستخدام طبقاً لمواصفات أبل– فالشركة “أبل” وفريق العمل الخاص بها يريدون بيع منتجات بجودة عالية وبأقل الأسعار وهو الأمر الذي يجعل من أبل شريك صعب الحصول على ربح منه. فالكمية المطلوبه من الشركة الأعلى قيمة في العالم كانت تفوق مصانع GT بمراحل مما جعلت الشركة تخسر ما يقرب المليار دولار كانت الشركة قد إستثمرتها في المشروع ولم يبدأ بعد. وكانت الصدمة فبعد إطلاق آي فون 6 -بدون شاشات كريستال الياقوت- بأسبوعين أعلنت شركة GT إفلاسها.

الشركة لم تستطع تلبية مطالب أبل بشأن الكمية والجودة، مشاكل تقنية فلم تستطيع الإنتهاء من المصنع الجديد


أبل لم تفكر من الأساس في الاعتماد عليها

gorilla_glass_3

هناك تقرير تناقلته كبرى المواقع التقنية ذكر أن أبل من الأساس لم تفكر في جعل زجاج الياقوت هو الزجاج الأساسي بديلاً عن زجاج جوريلا الشهير وذلك لسبب بسيط أن الزجاج الياقوتي غير مناسب. نعم فبالرغم من مزايا وقوة الزجاج الياقوتي لكنه غير مناسب لتصنيع شاشات لأسباب عديدة منها:

  1. الزجاج الياقوتي إذا تعرض للسقوط فهو أكثر عرضه للكسر من الزجاج العادي، الزجاج العادي ينثني ويمتص الصدمة بشكل أفضل من الزجاج الياقوتي.
  2. الخدوش والكسور البسيطة التي تنجم من السقوط المشروح في النقطة الأولى تنمو من الصدمات والاحتكاك مع المفاتيح وكل شيء في محافظنا وجيوبنا.
  3. على عكس الزجاج العادي فإن الكسور البسيطة حتى لو كانت غير مرئية فإن الزجاج يمكن جداً أن ينكسر تماماً، الزجاج العادي يمكن أن تستخدمه لشهور بشرخ في الشاشة.
  4. الزجاج الياقوتي أثقل من الزجاج العادي مما يزيد من وزن الجهاز ككل.
  5. الزجاج الياقوتي ينقل الضوء أقل من الزجاج العادي مما يتطلب أن تزيد أبل من قوة الإضاءة للشاشة وبالتالي يزيد استهلاك البطارية.
  6. تكلفة الزجاج الياقوتي أكثر 10 مرات من زجاج جوريلا الذي تستخدمه أبل حالياً.

Sapphire-Glass

ربما يجول في ذهنك الآن سؤال وهو “ما هذا الزجاج السيء؟! وكيف كنتم تمدحونه بالأمس؟!”. الحقيقة أننا فهمنا قوة الزجاج بشكل غير صحيح. زجاج جوريلا الشهير أكثر قوة في تحمل الصدمات والسقوط من زجاج أبل الياقوتي، لكن الأخير هو الأفضل في الحماية من الخدوش لكنه لن يتحمل الصدمات مثل جوريلا. لذلك تعتمد أبل عليه في حساس البصمة لأنها تريدها أن تعمل بكفاءة لأطول وقت وأي خدش ولو بسيط فيها فستتوقف عن العمل لذا لا يصلح جوريلا.

هل كنت تتوقع أن تعتمد أبل على الزجاج الياقوتي؟ وهل تتوقع أن نرى زجاج بنفس مقاومة الزجاج الياقوتي لكن بدون عيوبه؟ شاركنا رأيك

المصدر:

9to5mac

مقالات ذات صلة