سمعنا ان هناك حرب قائمة بين شركات التقنية وسباق يفوز به من ينتج أول جهاز قابل للطي بالكامل يحتوي على شاشة مرنة ويضعه بين أيدي المستخدمين، وكأن هذا التقنية جديدة؟ فهل هي جديدة فعلاً أم لها تاريخ طويل؟ فقط للعلم أن تكنولوجيا الشاشات المرنة في سباق مستمر منذ سنوات طويلة ربما مرت بفترات صعبة في وقت من الأوقات ولكن بمرور الوقت تم تحقيق الكثير من التقدم في هذه الصناعة. فتعرف معنا على تاريخ هذه التقنية…


تاريخ بداية الشاشات المرنة

هذه التقنية ليست وليدة اليوم فلها تاريخ طويل واليك التفاصيل :

ورقة جيريكون الالكترونية عام 1974

اخترع العالم الفيزيائي نيكولاس شيردون ورقة جيريكون الالكترونية عام 1974 في مشروع بحثي باسم جيريكون في مركز أبحاث شركة زيروكس “عملاقة تكنولوجيا الطباعة الأمريكية”، حيث قامت الشركة بتمويل المشروع. وتتكون هذه التكنولوجيا من كريات صغيرة منتشرة في طبقة رقيقة من البلاستيك الشفاف والتي تتحرك لإظهار صورة عندما يتم تطبيق جهد كهربائي عليها.

وتوالت الأبحاث العلمية بعد ذلك للوصول إلى الهدف المنشود وتوسيع استخدام هذه التقنية الجديدة. ففي عام 1989 وفي مقابلة تلفزيونية في برنامج “مستقبل الأشياء” قال العالم نيكولاس شيردون” نحن في أمس الحاجة إلى الورق الإلكتروني والذي سيوفر علينا كمية الورق المستخدم خاصة بعد دخول أجهزة الكمبيوتر إلى المنازل والشركات”.

وفي عام 1990 طلب شيردون الحصول على براءة اختراع في محاولة لصنع شاشة قابلة للانحناء وقد تبنى هذه التقنية في ذلك الوقت متخصصين أوروبيين.


تسويق شركة زيروكس لورقة جيريكون الالكترونية 2003 – 2005

وبعد عقود من العمل على هذه التكنولوجيا من قبل العالم شيردون وباحثين آخرين من جميع أنحاء العالم، تم دعم مشروع جيريكون من قبل شركة زيروكس لإنتاج هذه التكنولوجيا الضخمة في عام 2003. لكن للأسف لم يتمكن الباحثون من اكمال مشروعهم إذ تخلت الشركة الداعمة عن هذا المشروع بسبب تكلفة إنتاجه العالية وكذلك عدم مناسبة الأسعار للمستهلكين.

لذا تم غلق المشروع في عام 2005، ولا تزال شركة زيروكس تمنح التراخيص لهذه التكنولوجيا.


فريق ASU مع شركة HP الأمريكية في مركز الشاشات المرنة

في عام 2005 تم  افتتاح مركز الشاشات المرنة، ولكن لم يدم الأمر طويلا حيث واجه الباحثون في جامعة ولاية اريزونا عوائق كثيرة لم تمكنهم من إكمال مشروع الشاشات المرنة.

وفي عام 2008 تم إحياء المشروع مرة أخرى من خلال فريق ASU  “جامعة ولاية أريزونا” و الشراكة مع شركة HP، وتم إنتاج أول ورقة الكترونية. ولكن بحلول عام 2010 أعلنت شركة HP أنه من المفيد أن نقدم شاشات أنحف وأقل وزنا أفضل من انتاج الشاشات المرنة.


شركة سوني تقدم شاشة OLED مرنة

في صيف 2007 كشفت شركة سوني عن شاشة من نوع OLED وعرضت عليها فيديو وهي تنحني ولكن شركة سوني لم تنتج أي من هذه الشاشات في أي من منتجاتها ، ربما لأنه لم يحن وقتها بعد .يمكنك مشاهدة فيديو لهذه التقنية…


هاتف نوكيا مورف المرن

كشفت نوكيا النقاب عنه في 25 فبراير 2008 في معرض متحف الفن الحديث في نيويورك، وتم تصميمه كجهاز قابل للارتداء،  وكان هذا نتاج دراسة مشتركة لمستقبل الهواتف المحمولة من قبل مركز أبحاث نوكيا و مركز أبحاث كامبريدج للعلوم النانوية في المملكة المتحدة لتطوير تكنولوجيا الشاشات المرنة والتي يمكن أن تكون مرئية و شفافة، و تتميز بقدرات مثل الشحن عن طريق الطاقة الشمسية، ومزودة بأجهزة استشعار، وشاشة ذات تنظيف ذاتي ضد الأوساخ والمياه وبصمات الأصابع.


شركة سوني تحدث الشاشات القابلة للانحناء

و بحلول عام 2010 أعلن فريق البحث والتطوير لدى شركة سوني عن شاشة قابلة للانحناء مثل الورق تماما، ويمكن عرض الفيديو عليها أيضا.


سامسونج تعلن عن شاشة مرنة من نوع AMOLED بحجم 4.5 بوصة

وفي عام 2010 أيضا، اتخذت الشركات منعطفا باتجاه تطوير شاشات العرض المرنة وكانت شركة سامسونج واحدة من الشركات الرائدة في هذا المجال.

وقدمت شركة سامسونج في هذا العام شاشة عرض مرنة بمقاس 4.5 بوصة بدقة عرض  480×800 بكسل وذلك باستخدام مادة بلاستيكية من نوع مخصوص للحصول على درجة عالية من الوضوح والدقة والانحناء وفقا لما ذكره موقع oled-display.


هاتف نوكيا kinetic المرن

“لكي يتم اعتماد الشاشات المرنة بشكل كامل لا بد من وجود جهاز مرن قابل للانحناء بكل مكوناته الداخلية والخارجية “كما ذكر أحد المحللين لموقع اخبار العالم” وأدركت نوكيا هذا في وقت مبكر ، وصنعت نموذج مبدئي لهاتف ذكي مرن يتفاعل مع المستخدم عند ثني الشاشة مثل تكبير الصور او تصغيرها أو تشغيل الموسيقى او الفيديو عند ثني الجهاز بطريقة ما أو بأخرى. يمكنك مشاهدة الفيديو…


شركة NanoLumens تنتج شاشة NanoFlex بحجم 112 بوصة

شركة NanoLumens “هي شركة أمريكية خاصة تقوم بتصميم وتصنيع الشاشات أسست في عام 2006” وفي مطلع عام 2012 أعلن مؤسس ورئيس شركة NanoLumens عن شاشة NanoFlex بحجم 112 بوصة تستخدم في الأماكن العامة كالمطارات ومحطات القطارات والمتاجر الكبيرة، وكانت هذه الشاشة تزن 38 كيلوجرام تقريبا و سمكها لا يتعدى واحد بوصة فقط ويمكن تثبيتها على سطح مستو أو ملفوفة على أعمدة كبيرة.


مركز أبحاث الجيش الأمريكي في ولاية أريزونا يصنع أكبر شاشة مرنة

في مايو 2012 حقق باحثو جامعة أريزونا إلى جانب مختبرات أبحاث الجيش الأمريكي طفرة هائلة حيث أعلن مركز الشاشات المرنة ASU أنه قد تم إنتاج أكبر شاشة مرنة في العالم OLED قادرة على عرض فيديو بألوان كاملة.


شاشة “بلاستيك لوجيك” المرنة تعرض فيديو بمعدل 12 إطار في الثانية

في حديث صحفي في يوليو 2012 أعلنت شركة بلاستيك لوجيك الألمانية عن إنتاج أول ورقة إلكترونية في العالم قادرة على تشغيل فيديو ملون بمعدل 12 إطار في الثانية، وتنوي الشركة استخدام هذه التكنولوجيا لعمل نماذج من الأجهزة القابلة للارتداء مثل معصم الكتروني مرن.


ظهور شاشة سامسونج YOUM لأول مرة في معرض الالكترونيات الاستهلاكية

كشفت سامسونج في عام 2013 عن شاشة مرنة قابلة للطي تسمى Youm مصنعة بتقنية OLED في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES في لاس فيغاس بالولايات المتحدة الأمريكية، وتعمل هذه الشاشة مثل جهاز الورق الالكتروني القابل للسحب وأعلنت أيضا عن هاتف”edge S6″ من الزجاج غير المرن به انحناء على حافتيه تظهر الإخطارات على شريط التمرير على طول الجانب من الجهاز.

 

قارئ Skiff المرن يظهر في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في عام 2013

كشفت شركة “Hearst Corporation” النقاب عن منتجها الجديد “Skiff Reader” القارئ الإلكتروني المرن، ومن ميزاته وزنه الخفيف، مساحة شاشته 11.5 بوصة تعمل باللمس بدقة عرض 1200 بيكسل مع اتصال شبكة 3G و Wi-Fi وقادر على تشغيل الرسوم المتحركة بمعدل 12 إطار في الثانية.


براءة اختراع لشركة أبل لسوار ذاتي التموضع

 في عام 2013 سجلت أبل براءة اختراع لشاشة مرنة تلتف حول معصم اليد “ذاتية التموضع”. ومن الممكن أن يشير هذا إلى جيل جديد من ساعة آبل.


شركة LG تعلن عن تصميمات لشاشات مرنة

في عام 2013 أيضا أعلنت وكالة الأنباء الكورية تايمز أن LG تخطط لشحن أول شاشات مرنة لها بنهاية عام 2013. ثم أخذت تتطور هذه التكنولوجيا شيئا فشيئا في السنوات اللاحقة إلى يومنا هذا، ولكننا لم نرى بعد تطبيق لأي من هذه التكنولوجيا على الهواتف النقالة تطبيقا فعليا محسوسا في يد العامة.

ومنذ أيام قليلة مضت أفادت وكالات الأنباء المختلفة أن أبل تعمل مع LG لإنتاج شاشة مرنة، وفي الوقت نفسه طالبت أبل بتسجيل براءة اختراع تمكنها من صنع شاشات قابلة للطي تشمل الهواتف وباقي الاجهزة الاخرى.


الآن وبعد قراءتك لهذا السرد لتاريخ الشاشات المرنة، لماذا لم نرى حتى الان تطبيق لهذه التقنية على الهواتف؟ وهل تظن أن المستقبل لهذه التقنية؟ اخبرنا برأيك في التعليقات.

المصدر:

networkworld|ndtv|oled-info

مقالات ذات صلة