منذ أن تعرفنا على التقنية وهناك ثوابت لا تتغير… جوجل تملأ الدنيا إعلانات وتقدم خدمات مجانية، آبل وسامسونج تتنازعان في المحاكم، الـ FBI يريد اختراق الهواتف وأخيراً آبل يقال أنها تتخذ قرارات ضد المستخدم، تزيل آبل مدخل FloppyDisc فيقال أنها تضر بالمستخدم، تزيل مدخل الاسطوانات الرقمية (وتبيعه منفصلاً لمن يريد)، تزيل مدخل السماعة وتبيع ملحقات غالية ثم أخيراً تأتي بالآي-فون مع ذاك النتوء في الشاشة، ومع أن كل هذا يجب أن يعني عقوداً من اتخاذ قرارات ضد المستخدم فحسابات آبل البنكية تستمر في الزيادة فكيف هذا؟ وماذا تعني آبل بتلك القرارات؟

لماذا تتخذ آبل قرارات ضد المستخدم؟


السر ليس في المال

البعض يتحدث عن بيع آبل للملحقات بشكل منفرد وبأسعار عالية في حين أن أغلبها يجب أن يأتي في العلبة مع الجهاز، ويمكن أن نستنتج بسهولة أن هذا بسبب الجشع المالي أليس كذلك؟ بالطبع آبل تريد المال كأي شركة… في الواقع أرباح آبل تأتي جميعاً من بيع الأجهزة والخدمات وأما الملحقات هي أضعف سوق لدى الشركة خصوصاً أن هناك العديد من الشركات الخارجية التي تصنعها بجودة وثمن أفضل مع ترخيص MFi. أما بالنسبة لآبل فبيع الجهاز منفرداً هو زيادة لقيمة الجهاز نفسه، فأنت تفتح علبة الآي-فون ولا تجد فيه إلا جهاز الآي-فون و شاحن وسماعة سلكية. ربما لا يعجبك هذا ولكن الأكيد هو يشعرك بقيمة وغلو الجهاز وهذا هو المطلوب، فآبل تبث هذا الشعور لدى المستخدمين وحتى من لا يشتري أجهزتها ومن المشهور غلو أجهزة آبل وعلو قيمتها وهذا يسهم في الجانب النفسي حيث أن صورة أجهزة آبل تتمثل في مخيلة الناس كأجهزة عالية القيمة.


العروض رائعة ولكن تقلل من قيمة الهاتف

متابعة للنقطة السابقة نود ذكر تلك العروض التي تأتي مع بعض الهواتف مثل هواتف جالاكسي في محال سامسونج الرسمية… اشتر جالاكسي S8 واحصل على نظارة Gear VR أو بطاقة microSD عالية السعة أو شاحن لاسلكي… كل هذا جميل فمن لا يحب الحصول على أشياء مجانية؟ ولكن المشكلة أن هذا بالفعل يقلل من قيمة الهاتف، فيعطي إحساساً بأن على الشركة أن تغري المستخدمين بأشياء إضافية كنظارة ثمنها 129$ كي يشتروا الجهاز. المبدأ هو إن كان الجهاز يبيع نفسه فما الحاجة لتلك التكاليف الزائدة؟


النتوء هو علامة مميزة

انظر إلى هذه الصورة في الأعلى وأخبرني ما هو الهاتف… نعم صحيح إنه الآي-فون X كيف عرفته يا (صديقي)؟ إنه ذلك النتوء بالطبع فقد أصبح هذا الشكل مميِّزاً بشكل كبير للآي-فون وبدونه لفقد الهاتف تميزه عن باقي الأجهزة خصوصاً بعد الغاء زر الهوم، فشكل الشاشة الكاملة على هاتف بزوايا مستديرة قد ينطبق على الكثير من الهواتف لكن ذاك النتوء هو للآي-فون فقط وهذا ما أكده الكثير من متبني الآي-فون المبكرين حيث أن الهاتف من السهل تماماً أن يتم تمييزه في الشارع من قبل الناس. هل يمكن أن تلغي آبل النتوء في المستقبل؟ ربما نعم وربما لا. ولكن الأكيد أنه سوف يستمر لفترة.


لا فائدة من معارضة القرارات الكبرى

بدأت أعتقد أن الضجة التي تقوم على قرارات آبل الكبرى مثل إلغاء مدخل السماعة هي مجرد “مشهد” كما يقول الغرب، فتأتي أغلب المواقع التقنية لتنتقد إزالة المدخل ثم تغير رأيها وتأتي أخرى لتحافظ على انتقاد الموضوع ولكن بشكل أقل حدة، وتسخر جوجل من آبل ثم تقلدها في إلغاء ذات المدخل! حسناً آبل لم تتخذ هذه القرارات بين يوم وليلة بل إنها مشهورة بدراسة خيارات التصميم لسنين عديدة قبل عرضها للمستخدم ومع قاعدة آبل الكبيرة من المستخدمين والشركات التي تصمم جميل ما يتعلق بالآي-فون فقراراتها المشابهة سوف تتبع على نطاق واسع في المجتمع التقني وسوف يتم تبنيها.


المستخدم لا يضغط للقرارات الأفضل

ربما كان ستيف جوبز على حق، فالمستخدم فعلاً لا يعرف ما يريد، فبدلاً من الضغط لعدم إزالة مدخل السماعة كان يجب الضغط للتخلص من وصلة Lightning وتبني وصلة USB-C في الآي-فون. ربما لا يريد المستخدمون ذلك في الوقت الحالي كي يبقى دعم ملحقاتهم القديمة ولكن التغيير لاستخدام USB-C كان ليكون أفضل بكثير ويمكن معه استخدام جميع الملحقات التي تعمل مع أجهزة العالم الأخرى مثل هواتف آندرويد أو الماك بوك. بالطبع آبل ستغير له في النهاية ولكن أليس تقريب القرار أفضل؟


الشركات الأخرى مخطئة

تقوم الضجة دائماً حول آبل لأنها تكون أول من يتخذ التغيير، وفي النهاية بعد انقشاع الضباب تقوم باقي الشركات بالقيام بالمثل تباعاً… ولكن لماذا تنفرد آبل بتلك التغييرات؟ لماذا لا تقوم شركات عملاقة أخرى بعمل تغييرات تقود السوق إلى الأفضل؟ ربما لأنها بالفعل تخاف من المستخدم فجميع الشركات الأخرى تقوم بمجاراة المستخدم فقط بل عند إضافة ميزة تضيفها فوق تلك القديمة ولا تخاطر بفقدان شيء تعود عليه المستخدم وهذا ما يجعل آبل مختلفة عن غيرها ويضعها تحت الأضواء. لماذا؟ ربما هي “الشجاعة” كما يقول تيم كوك.


ما رأيك في قرارات آبل الأخيرة؟ وهل تعتقد أن شركات أكثر يجب أن تشارك آبل فيما تفعل؟

مقالات ذات صلة