لابد أنك قرأت عن تلك المعلومة التي تقول ماذا يحدث خلال دقيقة في عالم الإنترنت؟ ولابد أنك صُدمت من الأرقام تلك، حيث تقدر الإحصائيات أن هنالك 4 مليون عملية بحث في محرك جوجل ويتم تغريد 200 ألف تغريده، بالإضافة إلى مشاركة 300 ألف صورة على الواتساب، وهذه الأرقام تضاعفت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة الماضية، وستتضاعف بشكل أكبر خلال السنة القادمة فلو نظرت الآن إلى حجم البيانات في الإنترنت فإنك ستصل إلى أرقام كبيرة تريليونية قد تكون ذات قيمة إذا تم تحليلها بشكل دقيق.

هل تسألت يومًا كيف يقوم واتساب بتحصيل الأرباح؟ كانت بداية الواتساب تطبيق مدفوع والذي كان يدر أرباحًا على الشركة، ولكن الآن التطبيق مجاني بالكامل، ولا يوجد أي إعلانات فيه أو خدمات مدفوعة مثل تويتر وفيسبوك وغيره.

هنالك مقولة تقول إن لم تدفع فأنت الثمن (راجع هذا المقال)، ببساطة فيسبوك عندما استثمرت في واتساب لأنها أرادت حجم البيانات التي يملكها واتساب تريدك أنت، لا أقصد حرفيًا معلوماتك الشخصية بحد ذاتها ولكن السلوك الذي تتخذه أنت ومحيطك والمجتمع الذي تعيش فيه.

فمثلاً محمد قام بإرسال موقع “Location” لخالد يوم الجمعة، قام محمد مرة أخرى بإرسال موقع آخر في الأسبوع التالي، هذه التكرر للمعلومة عند تحليله ينتج لنا بيانات بإن محمد يقوم كل جمعة بالخروج إلى مطعم او بيت صديق آخر، فتخيل حجم المعلومات التي تعالج لتصبح بيانات إذا عممنها على مجتمع كامل أو دولة، تستطيع بيانات واتساب الحصول على نمط عيش شعب، و سلوكه الاستهلاكي والمواضيع الرائجة لديه.

كل هذه لأغراض التسويق وفهم الطريقة الأنسب لدخول منتجات مالك هذه البيانات، وفهمه لتقبل هذا المجتمع لمنتجاته أو حتى التنبؤ بردة فعله تجاه شيء معين، وهنالك فرضية تقول أن واتساب يقوم فعليًا ببيع بيانات المستخدمين لمن يحتاجها لأغراض التسويق أو حتى الحكومات، وهذا يدعمه أنه لا يوجد وسيلة أخرى قد يدر واتساب منها أرباحًا.


البيانات الضخمة في الوقت الحالي

بصرف النظر عن تطبيق واتساب، فلننظر بصورة أعلى لحجم البيانات المتداولة في الإنترنت، هي أرقام تريليونية لا يمكن حصرها، وتستطيع تلك البيانات الوصول إلى حقائق مثيرة للاهتمام.

هنالك أداة مثيرة للاهتمام في جوجل تدعى google  الباحث العلمي، وهو أرشيف من جوجل لعدد كبير من الكتب يعود عمرها 200 سنة، توصل حاتم النجار والذي دلني على هذه الأداة من جوجل أثناء استماعي له أن كلمة bathroom ideas، والتي تعني الأفكار أثناء قضاء الحاجة كانت نشأتها بداية أوساط القرن العشرين، وهذه المعلومة تعطينا فهم أن السلوك البشري تغير بداية ظهور التلفاز حينها، حيث كان الملاذ الوحيد لإنتاج الأفكار هو أثناء قضاء الحاجة دون مشتتات، أما قبل ذلك التاريخ لم تتواجد الكلمة لأن الكائن البشري قبلها كان ينتج الأفكار بغض النظر عن المكان لعدم وجود مشتت.

وهذا مثال بسيط يظهر حجم الحقائق التي يمكن الحصول عليها من هذا الأرشيف الذي يضم عدد هائل من البيانات.

كما أن موقع موضوع كانت فكرت بدايته هو تحليل عدد الكلمات الأكثر بحثًا في جوجل، ومقارنتها بكمية المحتوى الموجود في جوجل واستغلال النقص في المحتوى العربي.

يقوم جوجل بالتنبؤ بزحام الشارع عن طريق الأجهزة التي تسير في هذا الشارع، يقوم أيضًا بعرض أي وقت سيكون المطعم مزدحم عن طريق معرفة عدد الهواتف=الأشخاص الذين دخلوا هذا المطعم، وفي أي ساعة دخلوا وبناءً علي تلك البيانات التراكمية يتنبأ في أي وقت سيكون مزدحماً


مستقبل البيانات الضخمة

في كل عام يكون ارتباطنا بالعالم الرقمي أكثر فأكثر، فتسجيلك لأيام مواعيدك في المستشفى في التقويم، أو موعد شرب دوائك في المذكرة، أو أنواع الادوية التي تستخدمها، ـو عدد الخطوات التي تسيرها السوار أو حتى الساعة الذكية في معصم يدك، قد تنتج في المستقبل أنظمة تحلل نظامك الصحي للتنبؤ بالأمراض المحتملة التي قد تصيبك بسبب سلوكك الصحي.

أو من خلال تحليل الغضب العارم في مواقع التواصل الاجتماعي عن سوء البنية التحتية لمكان ما يمكن التنبؤ بأي الاماكن ستكون أكثر ضررًا إذا حصلت كارثة طبيعية.

قد تبدو أفكارًا جنونية وأقرب إلى الخيال، ولكن من ينظر إلى التطور التقني السريع خلال العقد الأخير، لن يجزم إجمالاً أنه صعبة التحقيق، وإن تطلب ظهورها بعض الوقت.


الحاجة لمحللي البيانات الضخمة

ازدادت الحاجة لمحللي البيانات الضخمة منذ بداية عام 2012، لأغراض دراسة سلوك المستهلكين وطبيعة المجتمعات والطريقة المتبعة الأفضل للتسويق او الترويج في اغلب الشركات التقنية.

ويظهر الإنفوغرافيك التالي لغات البرمجة الأكثر طلبًا، ويظهر لغة python و R هي اللغات الاكثر نمواً لانها اللغات المخصصة لتحليل البيانات الضخمة.

أطلقت مدينة دبي مبادرة تهدف الى تنمية مليون مبرمج عربي في مجالات عدة، وكان من ضمن الكورسات المقدمة، كورس تحليل البيانات الضخمة، إن كنت مطور وتريد تطوير مهاراتك في عالم تحليل البيانات انصحك بالتسجيل في المبادرة من: هنا

ما رأيك عزيزي القارئ في مستقبل التقنية هل لديك افتراضات أخرى لما يحول عليه مستقبل التقنية في مستقبل غير إنترنت الأشياء والبيانات الضخمة؟

مقالات ذات صلة