لا شك أن الهواتف الذكية اليوم تعد جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، بل تعدى الأمر إلى الدفاع عن هواتفنا والشركات المصنعة لها والتعصب لها مقابل أي منافس آخر. فلا أحد منا يقبل إهانة هاتفه فضلاً عن إهانة الشركة المصنعة له. فنجد أنفسنا نشعر بالفخر والسعادة عند مشاهدتنا لمراجعة الهاتف الذي نحمله وسرد مميزاته، والعكس صحيح فنشعر بالإحباط عند سرد عيوب فيه. ونظراً لأن الهواتف اليوم تكاد تكون متشابهة، فنجد المتعصب لهواتف الأندرويد لوجود ميزة فيه ليست موجودة في iOS أنه الأفضل بلا منازع، والعكس صحيح يوجد أيضاً من هو متعصب لأبل ونظامها ويرى أنها الأفضل بلا منازع. مع العلم أن كل تلك الشركات تسرق الأفكار من بعضها فكيف يتم ذلك؟


كما هو معروف للجميع ووفقاً للقانون، أنه لا يمكن سرقة حقوق الطبع والنشر لفكرة ما مسجلة لدى شركة أخرى. ولكن ما حدث أن قامت بعض الشركات بالتحايل والالتفاف حول تلك الفكرة وتطويعها لصالحها، وهذا ما حدث في عام 1988 عندما رفعت أبل دعوى قضائية على مايكروسوفت تتهمها بنسخ واجهة نظام تشغيل ماك والفأرة، والنوافذ، والقوائم وما إلى ذلك. وخسرت أبل تلك القضية أمام مايكروسوفت. والآن أصبح الالتفاف على تلك الأفكار جزء من أعمال كبريات شركات وادي السيليكون. فنرى جوجل تسرق، وسامسونج تسرق، ومايكروسوفت تسرق، وفيسبوك تسرق، وأمازن تسرق، وأيضا أبل تسرق!! نجد شركة ما تقدم شيئا ما جديداً وثورياً ثم ما تلبث شهراً أو شهرين إلا وقد قلدتها باقي الشركات.

الحقيقة، أن دراسة هذا الأمر والخروج بنتيجة واضحة تشير بأصابع الاتهام إلى أكثر الشركات تقليداً وسرقة للأفكار أمراً صعبا للغاية. ولكن يمكن الوصول إلى نتيجة محتملة من خلال الغوص في بعض المميزات الرئيسية التي تجعل من الهاتف هاتفا ذكيا، ومن بدأ تلك المميزات ومن الذي قلدها؟


تم إعداد قائمة بمميزات رئيسية قياسية على كل الهواتف الذكية اليوم مثل التدوير التلقائي، اقتراحات لوحة المفاتيح، تصوير الفيديو البطيء، المساعد الصوتي، مميزات الكاميرا والتصوير، وغيرها الكثير. ثم معرفة أول ظهور لتلك الميزة ولمن كانت أولا، ثم معرفة من قام بنسخها أو سرقتها وإدخال تعديلات عليها.

ملاحظة

تم تقييد المقارنة بثلاث شركات فقط لأنهم الكبار على الساحة الآن. وربما تكون بعض المميزات ظهرت من خلال شركات أخرى صغيرة، ولكن معظم السرقات تمت من خلال تلك الشركات. فالمقارنة بين نظام iOS والأندرويد ومميزات اجهزة أبل وسامسونج.

لا تحدث السرقات لجميع المميزات. مثلاً لم ينسخ أحد فكرة شاشة اللمس ثلاثي الأبعاد من أبل إلى الآن (بل تم تقديم حيل شبيهة لكن ليس بقوة الضغط)، أو صافرة إنذار الطوارئ. وبالمثل، يقدم الأندرويد أدوات سطح المكتب وحسابات مستخدمين متعددة على الهاتف. وقدمت سامسونج عبر السنين عشرات المميزات التي لم يقلدها أحد حتى الآن مثل التمرير التلقائي بمجرد إمالة الرأس. إنما نتكلم عن المميزات العالمية المشهورة في كل الهواتف تقريبا.

كذلك لم يتم تضمين المميزات التي كانت موجودة قبل عصر الهاتف الذكي، مثل نغمات الرنين القابلة للتنزيل على الهاتف. فهذه لم تكن فكرة أي من الشركات الثلاث التي معنا.

وهناك مميزات يكثر حولها الجدل من حيث أفضلية إحدى الشركات في تقديمها مثل بصمة الوجه في أجهزة آبل وأجهزة سامسونج. والحقيقة أن التي تمتلكها آبل أفضل بكثير ولا يختلف على ذلك اثنان، من حيث وجود كاميرا العمق والمستشعرات فائقة الدقة لرسم خريطة الوجه، فليست كالتي تستطيع خداعها بصورة. فهنا سؤال، هل يجب أن تحصل الشركة على الأفضلية لأن لها الأسبقية و تحسب لها نقطة ولمنافسها السرقة؟ مثل بصمة الوجه ولوحة المفاتيح التي تظهر على الشاشة؟ بالطبع لا، نستطيع أن نحسب لها الأسبقية لكن ليست الأفضلية، إلا إذا كان لك رأي آخر.


مميزات نظام التشغيل

قدمت أبل الهاتف الذي يعمل باللمس كما نعرفه الآن حيث أضافت منذ الآي-فون الأول اللمس المتعدد، ولوحة مفاتيح على الشاشة، والتدوير التلقائي، تصميم التطبيقات على الصفحة الرئيسية، وغير ذلك الكثير. وليس من المستغرب أن تفوز أبل بتلك المميزات حيث قدمت 13 ميزة جديدة مقارنة بعشر مميزات للأندرويد وواحدة فقط لسامسونج. لاحظ الصورة التالية والتي تظهر متى أضافت الشركات الميزة:


الشاشة

حجمها، ألوانها، دقتها. أمضت سامسونج سنوات في تقديم شاشة ذات حجم أكبر وتدرجت من 4 بوصة إلى 5 بوصة ثم إلى 6 بوصة. على عكس أبل، حيث كان ستيف جوبز يفضل الشاشة الصغيرة التي يمكن استخدامها بيد واحدة. ولكن في النهاية انصاعت أبل لطلب الجماهير وهو ازدياد حجم الشاشة. وتقدمت سامسونج أيضاً في شاشات OLED، ثم ما لبثت أبل في النهاية إلى أن تبنت فكرة تلك الشاشات وقدمتها في آي-فون X. وكل ما يخص الشاشة والتعديل عليها تقدمت أبل فيه بالكاد وكانت النتيجة 6 لآبل و 4 لسامسونج. لاحظ الشكل التالي:


النص والصوت

لا تحتوي الهواتف الذكية على لوحات “فيزيائية” مادية. إذن كيف يمكن إدخال النص بسرعة ودقة؟ قامت الشركات بطرح ميزة تلو الأخرى لتطوير تلك التقنية. حيث قدمت أبل المساعد “سيري”، وقدمت جوجل مساعدا آخر خاص بها. كذلك ادخال ميزة القص والنسخ واللصق، والايموجي، أو حتى إضافة لوحات مفاتيح طرف ثالث. كل هذه المميزات وأكثر. نجد تقدم جوجل ونظامها الأندرويد 6 مقابل 5 من أبل. انظر الشكل التالي:


الكاميرا

عندما تم تقديم الهواتف بكاميرات لم تكن مزودة بفلاش ولا كاميرا أمامية وكانت الكاميرات غير دقيقة ولم نتمكن من تسجيل الفيديو. إضافة الفلاش وتصوير الفيديو، واضافة الكاميرا الأمامية، والتصوير بجودة 1080 ، والتصوير البانورامي، والتصوير البطيء، والتصوير بجودة 4K، والصور البورترية، كل هذا وأكثر نجد أبل قد أحرزت 6 نقاط مقابل 6 نقاط أيضاً من الأندرويد ثم 5 نقاط من سامسونج. انظر الشكل التالي:


الاتصال الهاتفي وإرسال الرسائل

أما من ناحية الاتصال الهاتفي واضافة أفكار جديدة عليه فقد جاء متأخرا بعض الشيء وفقيراً في المميزات المقدمة من الشركات الثلاث. فنجد نظام الأندرويد حاز 3 نقاط مقابل 3 أيضا من آبل.


العتاد

من تلك المميزات: إدخال مكبرات صوت ستيريو، شرائح نظام تحديد المواقع GPS، الشحن اللاسلكي، مقاومة الماء، شريحة NFC وغير ذلك. نجد أن آبل أحرزت 2 مقابل 2 للأندرويد و1 لسامسونج.


الإنترنت

يعد الإنترنت في الهواتف الذكية اليوم هو بيت القصيد. تم إضافة ميزات خاصة بالإنترنت لم نكن نحلم بها يوماً ما مثل متجر التطبيقات، التعبئة التلقائية لكلمات المرور، نقطة اتصال شخصية، الخصوصية، وضع القراءة، السحب للمسح أو الأرشفة أو الاخفاء بالنسبة للبريد الالكتروني وغير ذلك الكثير. نجد النتيجة 4 لأبل مقابل 3 لنظام الأندرويد.


الحماية والآمان

ونعني بذلك الحماية الفعلية للهاتف وما عليه من بيانات. إن نظام iOS يجعل من المستحيل الحصول على أي بيانات أو محتويات من الهاتف المسروق (مستحيل هنا نقصد بها اللص العادي)، بالطبع إذا كان عليه بصمة أو كلمة مرور، وكلنا نعلم ذلك جيدا. من المميزات التي نعنيها هنا ميزة العثور على هاتفي، اغلاق الهاتف المسروق ومسح ما عليه من بيانات،  قارئ البصمات، بصمة الوجه “سامسونج هي أول من قدمتها لكنها لم تكن آمنة بدرجة كافية، فيحسب لها السبق ولا يحسب لها الأفضلية”. تقدمت آبل بثلاث نقاط مقابل نقطة واحدة لسامسونج وهى ميزة التعرف على الوجه لكن في نفس الوقت هناك توضيح بأنها كانت بسيطة ويسهل خداعها.


الاتصال اللاسلكي

شيئا فشيئا، تتلاشى الأسلاك. مثلا عرض الفيديو من الهاتف على شاشة التلفاز أو الكمبيوتر، الاستماع من خلال سماعات بلا أسلاك، وكذلك الطباعة بلا أسلاك، ارسال الملفات بين الأجهزة، خدمات الدفع. نجد أبل متقدمة بثلاث نقاط مقابل نقطة واحدة للأندرويد.


الخلاصة

وفقا للبيانات المقدمة، نجد تفوق آبل على منافسيها بفارق 44 نقطة مقابل الأندرويد 31 وسامسونج 12 نقطة. يمكنك الاطلاع على النتيجة كاملة مع مصدر كل معلومة من هذا الرابط.

والحقيقة أن سامسونج والأندرويد ما هما إلا منظومة واحدة فسامسونج قائمة على الأندرويد لذلك لا نميز بينهما كمبتكر وتابع. ولو قمت بحساب نقاط الشركة التابعة التي استخدمت الميزة بعد شركة أخرى ستجد آبل على رأس القائمة وأنها هي أكثر الشركات سرقة للأفكار من غيرها. وبالتالي جميع الشركات تسرق من بعضها، لذلك لا داعي للتعصب والجدال، فعليك الاهتمام بشيء آخر من الأمور الحياتية الهامة. فإذا تم ابتكار جديد فعما قليل سيكون بين يديك، أيا كان نوع الهاتف الذي تستخدمه. فأنت مستفيد من هذا الصراع، والعتبى على المقلد.

ما رأيك في سرقة الأفكار؟ وهل تستحق الجدال والتعصب؟ أخبرنا في التعليقات.

المصدر:

yahoo

مقالات ذات صلة