في هذه الأيام، يتحدث الجميع عن هواتف ذكية ذات شاشة قابلة للطي أو هواتف بشاشة مزدوجة. والحقيقة أن الشركات عاكفة على تقديم نموذج “مقنع” لشاشة قابلة للطي منذ عقد من الزمن. وعمدت الصحافة المهتمة بالشأن التقني إلى الترويج لتلك التقنية بناء على تقارير حصلت عليها من المختبرات وقامت ببناء كثير من التنبؤات المستقبلية لتلك التقنية. ويزداد الأمر حماسا، بتمكن العلماء مؤخراً من تطوير بطارية قابلة للطي التي من المؤكد أنها ستمهد الطريق إلى تطوير أجيال جديدة من الهواتف الذكية المرنة. ولكن هل ستكتسب تلك الهواتف شعبية كبيرة؟ أم أنها ستختفي بنفس السرعة التي أتت بها؟ تابع معنا.

الهواتف القابلة للطي وتحديات المستقبل


بالنسبة للهواتف ذات الشاشة المزدوجة، من المحتمل أن تكتسب شعبية كبيرة وعمليات شراء واسعة. يرجع ذلك في الغالب إلى جنون السيلفي، وكذلك محاولة أخرى للشركات للتعديل على ذلك الشكل المستطيل الروتيني الذي أصبح مملا.

وبالنظر إلى ما تقوم به الشركات بالنسبة لتلك التغييرات، يعتبر تحدياً كبيراً. فهي تعمد إلى الوصول إلى رضا العملاء الذين يميلون إلى اقتناء هواتف ذكية ذات حد أقصى من الشاشات، وفي نفس الوقت يريدون الحد الأدنى من حجم الهواتف. وهذا ما نراه اليوم في تلك النماذج التي سنذكر بعضها لاحقاً، شاهدنا الجمع بين الهاتف والتابلت بالمعنى الحقيقي لكل منهما.

لكن!

تواجه هذه الأفكار والتجارب تحدي كبير ربما يسبب في فشلها إن لم تتجاوزها، فبالرغم أن تلك الأفكار مذهلة من الناحية النظرية. ربما يكون ذلك لبعض الأسباب سنذكرها بعد استعراض آخر ما وصلت إليه تلك التقنية مؤخراً.


هاتف سامسونج القابل للطي

في الأيام القليلة الماضية قدمت سامسونج “على استحياء” نموذجا لهاتف جديد يحتوي على شاشتين إحداهما قابلة للطي، ولكن للأسف لم يدم عرض الجهاز سوى ثوان معدودة. هذا الهاتف قالت الأخبار أن سعره سوف يبدأ من 1770$ ويصل أو يزيد عن 2000$ وطبقاً للتقارير فيتوقع أن تكشف عنه سامسونج في النصف الأول من العام القادم على أن يتوفر منتصف العام. وهناك أخبار أن يتمكن من بيع 1 مليون جهاز أو أكثر.


هاتف FlexPai

نشرت شركة “رويو” الصينية مقطع فيديو على تويتر لهاتف بشاشة قابلة للطي أطلقت عليه اسم FlexPai بحجم 7.8 بوصة بحجم جهاز iPad mini . ويظهر أن الشاشة يمكن طيها للخارج وليس إلى الداخل، أو بمعنى أدق، التفاف الشاشة حول الجهاز! كذلك توجد شاشة ثانية بالداخل. ويظل الهاتف رغم طيه كبيرا جدا لوضعه في الجيب. والهاتف يأتي بمميزات جيدة جدا ومن المتوقع أن يتم إطلاقه في ديسمبر القادم بسعر 1300 دولار. يمكنك مشاهدة الفيديو:


كذلك لا يمكننا أن نغفل دور هواوي في هذا المجال، فقد أكد الرئيس التنفيذي للشركة “ريتشارد ديو” عند إطلاق Mate 20 و Mate 20 Pro أن الشركة تخطط لطرح هاتفها المميز القابل للطي والداعم لتقنية 5G في عام 2019.

كذلك أخبر Evan Blass الذي يمتلك سجلا كبيرا من تسريبات المنتجات المستقبلية، أن LG هي الأخرى تخطط لكشف النقاب عن هاتف بشاشة مرنة سيتم الإعلان عنه في مؤتمر CES أو معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس يناير القادم.


الأجهزة ذات الشاشة المزدوجة

الشاشات القابلة للطي ليست هي الطريقة الوحيدة لزيادة حجم الشاشة على الهواتف الذكية. فقد شاهدنا في مطلع هذا العام هاتف Axon M المقدم من شركة ZTE صاحب الشاشة المزدوجة، واشتهر على أنه هاتف قابل للطي. إلا أنه لم يلقى نجاحا كبيرا على كل الأصعدة، ربما لأنه ليس هذا مفهوم الشاشة القابلة للطي الذي يتوقعه المستخدمون. فمثله مثل غيره من الهواتف القديمة المكونة من جزئين غير أن في هذا تطوير للنظام ليمتد إلى الشاشتين وكأنهما جزءا واحدا.


كذلك حرصت شركة مايكروسوفت على تقديم أجهزة ذات شاشة مزدوجة منذ وقت طويل، ويبرهن على ذلك مشروع Courier الذي تم إلغاؤه من عشر سنوات. وأشيع أيضا، أنها قامت بتأجيل تقديم هاتف “Andromeda” ثنائي الشاشة العامل بنظام ويندوز 10، ومن المتوقع أن يتم إطلاقه في العام أو العامين القادمين.

وفي الشهر الماضي، نشرت شركة Microsoft فكرة غطاء هاتف ذكي بشاشة عرض ثانوية ولوحة مفاتيح. وقامت الشركة ببناء نموذجا أوليا لجهاز لوميا 640 مزود بشاشة eInk منخفضة الطاقة والدقة متصلة عبر البلوتوث تعمل على توفير معلومات إضافية للتطبيقات.


ومن المقرر أن تطلق شركة صينية تدعى Nubia “كانت تابعة لشركة ZTE سابقا” هاتفها الجديد Nubia X الذي يحتوي على شاشتين، شاشة أمامية وشاشة خلفية مخصصة لالتقاط السيلفي بالكاميرا الخلفية الأفضل بكثير من الأمامية. كما أنه مزود ببصمتين على جانب الهاتف.

الهاتف يبدو أنيقا، وتنفيذه سهل نسبيا. ولكن للأسف يتوقع أن يكون هذا الهاتف حكرا على الصينيين فقط.


ويوجد نموذج آخر لهاتف استرالي يشبه إلى حد كبير مفهوم هاتف Nubia X يسمى DigiCase عبارة عن غطاء خلفي للهاتف مزود بشاشة LCD تمنح هاتفك القدرة على القيام بمزيد من العمليات. ليس هذا فحسب، بل يحتوي هذا الغطاء على بطارية سعة 2000 ميللي امبير تمنح الهاتف وقتا أطول.


لماذا لن تشتهر الهواتف القابلة للطي والهواتف ذات الشاشات المزدوجة؟

كما ذكرنا من الناحية النظرية، الشاشات القابلة للطي والشاشات المزدوجة تعد تقنية مذهلة. إلا أنها لن تلبي توقعات المستخدمين لعدة أسباب منها:

التكلفة

من المعلوم للجميع أن هواتف بتلك المواصفات لن تكون تكلفتها في متناول الجميع. فيذكر أن هاتف سامسونج القابل للطي سيكلف 2000 دولار تقريباً ! وعلى ذلك فستكون كل أسعار تلك الفئة متقاربة في السعر.

عمر البطارية

شاشة الهاتف الذكي تعد المكون الرئيسي المستهلك للبطارية على الاطلاق خلاف المكونات الأخرى. وبالتالي ستضطر الشركات إلى مضاعفة حجم البطارية الأمر الذي سيجعل الهاتف أكثر سماكة. ووجود شاشة أخرى للهاتف سيؤدي إلى تفاقم مشكلة البطارية. وستجد كثير من النصائح للحفاظ على البطارية أهمها هو عدم تشغيل الشاشة الثانية، وعدم فرد الشاشة القابلة للطي! لأن ذلك يستهلك الكثير من الطاقة، وهلم جرا.

تلف الشاشة

بالتأكيد كثرة طي الشاشة أو تقويسها وفردها مرات متعددة على مدار الوقت سيضعف من عمرها وتلفها خاصة عند نقطة الانحناء فكلنا نعلم أن “الفولاذ يتلف من تكرار الانحناء فما بالك بالشاشة” وبالتالي أنت معرض لخسارة جهاز باهظ الثمن. كما هو الحال مع شاشة FlexPai التي تلتف حول الجهاز من الخارج فتعرضها للتلف بطريقة أسرع.

التصميم غير الأنيق

لن أقول التصميم القبيح، ولكن للوهلة الأولى عندما شاهد كثيرون تلك الهواتف لم يشعروا بأي نوع من الإثارة أو الانبهار، وكثيرون قالوا: ما هذا الهراء؟ حتى هاتف Nubia X صاحب التصميم القياسي الأنيق أتى بشاشة خلفية منخفضة الدقة، وليست كما ينبغي.

الحجم والكتلة

تستمر آبل على سبيل المثال في تنحيف هواتفها وجعلها أخف وزنا وأقل سماكة جيلا بعد جيل. لكن للأسف تعمل الشاشات المرنة والشاشات الثنائية خلاف ذلك. فالشاشات المرنة لا تنثني كالورق ولكن تنثني مع وجود فجوة مستديرة عند نقطة الانحناء. حتما سيكون الهاتف أكثر سمكا من الهواتف الذكية القياسية عدة مرات. على سبيل المثال هاتف FlexPai لا يصلح أن يوضع في الجيب. وبيت القصيد أن يتناسب الهاتف مع الجيوب.

عدم وجود تطبيقات

يبدو أن الهواتف المرنة تتطلب نظام تشغيل مخصص، وكذلك تطبيقات مخصصة للاستفادة الكاملة من الشاشات. وبالنظر إلى حجم مبيعات تلك الهواتف القليل اعتمادا على ثمنها الباهظ، سيكون عدد التطبيقات الداعمة لها قليلا جدا.

بدائل أفضل

هناك بدائل متاحة متعددة لجعل شاشة الهاتف المحمول أكبر. مثل الأجهزة اللوحية، فسعرها في متناول اليد. كذلك توصيل الهواتف بأجهزة التلفاز وأجهزة العرض. وكذلك أجهزة الفابليت ذات الشاشات الكبيرة. وبالنسبة للحصول على صورة سيلفي عالية الدقة، يكفي فقط تطوير الكاميرات الأمامية بدلا من وجود شاشة خلفية.


كلمة أخيرة

لا شك أنه على مدار الأعوام القليلة القادمة ” إن قدر لنا البقاء” سنرى نماذج مختلفة من تلك الهواتف. ولكن هل ستقدم الشركات هاتف قابل للطي أو مزدوج الشاشة بطريقة مقنعة نرضى عنها جميعا؟ هل ستتطور التقنيات بشكل يوفر الطاقة ويقلل التكلفة ويقنع الشركات والمطورين بتوفير تطبيقات؟ أم أن الهواتف ذات الشاشات المزدوجة ستموت، وتطوى الهواتف القابلة للطي في فترة ليست بالطويلة؟

ما رأيك في هاتف قابل للطي بالشكل الذي قدمته الشركات آنفة الذكر؟ وهل أنت متحمس له؟ أخبرنا في التعليقات.

المصدر:

ComputerWorld

مقالات ذات صلة