في العام 2005 سمحت شركة أبل لاثنين من المتعاقدين مع الحكومة الأمريكية بالعمل في مكاتبها لتطوير نسخة سرية مُخصصة من iPod ولكن ما كان يمكن أن يفعله الآيبود بالضبط كان لغزاً ولا يزال كذلك حتى اليوم، وما جعلنا نتحدث عن هذا الأمر اليوم هو بسبب القصة التي رواها المهندس David Shayer مُهندس عمل سابقاً في شركة آبل لمدة 18 عام، وفيما يلي سنسرد القصة التي أفصح عنها المهندس بالتفصيل.
القصة كما وردت على لسان صاحبها:
يقول المهندس David Shayer: في أواخر عام 2005 وفي يومٍ ما كُنت جالساً في مكتبي أكتب بعض الرموز المتعلقة بجهاز iPod، وإذ فجأة ودون طرق الباب دخل مدير برنامج iPod وهو رئيس رئيسي في العمل وأغلق الباب خلفه، وأخبرني التالي: “لدي مهمة خاصة لك ورئيسك في العمل لا يعرف ذلك، والمهمة هي أنك ستُساعد اثنين من المهندسين من وزارة الطاقة الأمريكية في تعديل جهاز iPod خاص”.
وبالفعل في اليوم التالي اتصل بي مُوظف الاستقبال ليخبرني أن رجلين ينتظران في الردهة، فنزلت إلى الطابق السفلي لمقابلة كلاً من Paul و Matthew وهُما المهندسين الذين سيصممون هذا الآيبود المخصص وكنت اتمنى أن أقول أنهم “يرتدون نظارات داكنة ومعاطف طويلة ويُلقون نظرة خاطفة على انعكاسات النوافذ للتأكد من عدم كشفهم لأحد” لكن كانوا رجال عاديين جداً في الثلاثين من العمر، وبالفعل استقبلتهم وذهبنا إلى غُرفة الاجتماعات للتحدث.
بطاقات عمل المهندسين كانت تُشير بأنهم لم يعملوا بالفعل في وزارة الطاقة وإنما عملوا في قسم من شركة Bechtel وهي شركة مقاولات دفاعية أمريكية كبيرة تابعة لوزارة الطاقة، ولقد أرادوا إضافة بعض الأجهزة المخصصة إلى آيبود وتسجيل البيانات من هذا الجهاز المخصص إلى قرص آيبود بطريقة لا يُمكن اكتشافها بسهولة، ولكن اشترطوا أنه لا بُد أن يبدو ويعمل مثل آيبود العادي ولا يبدو عليه أي علامات تجسس، و أوضحوا بأنهم سيفعلون كل شيء ووظيفتي فقط هي تقديم أي مُساعدة يحتاجونها من أبل.
وفيما بعد علمت بأن مسؤولاً في وزارة الطاقة قد اتصل بنائب رئيس شركة أبل الأول للأجهزة طالباً منه مُساعدة الشركة في صنع أجهزة iPod المعدلة المخصصة، وبالفعل مرر نائب الرئيس الأول الطلب إلى نائب رئيس قسم آيبود الذي فوضه إلى مدير برنامج آيبود والذي جاء لرؤيتي وأخبرني بالتفاصيل كما أشرت، جدير بالذكر أنه قيل لمديري أنني أعمل في مشروع خاص ولا يجب أن أطرح أسئلة.
البداية للعمل على آيبود السري:
يقول المُهندس David Shayer: لقد طلبت مكتب فارغ لكلاً من Paul و Matthew في البناية الخاصة بنا IS&T وهو مبنى قسم تكنولوجيا المعلومات في أبل، وفي هذا المكتب كان المُهندسين يتصلون فقط بالإنترنت العام خارج جدار حماية أبل مما يمنعهم من الوصول إلى شبكة أبل الداخلية، لأنه إذا كنت تستخدم الوايفاى فأنت بحاجة إلى VPN لتجاوز جدار حماية أبل.
بطبيعة الحال لم يكن هذا تعاوناً مع شركة Bechtel من خلال عقد ودفع بل كانت أبل تُقدم معروفاً تحت الطاولة لوزارة الطاقة، جدير بالذكر أنه لم يُسمح لكلاً من Paul و Matthew بالوصول إلى خادم شفرة المصدر الخاصة بجهاز آيبود مُباشرةً، فبدلاً من ذلك أعطيتهم نسخة من كود المصدر الحالي على قرص DVD وفي النهاية سُمح لهم بالاحتفاظ بالنسخة المعدلة من نظام التشغيل آيبود الذي قاموا ببنائه.
وللإشارة لم تُقدم لهم أبل أي أجهزة أو أدوات برمجية، فقط أنا أعطيتهم المواصفات لأجهزة الكمبيوتر التي يحتاجونها مع مُترجم ARM ومُصحح JTAG وهُم من قاموا بشراء أجهزة الكمبيوتر وأجهزة آيبود للعمل عليها، وبالفعل اشتروا عدة عشرات على الأقل وربما أكثر من ذلك بكثير.
وكما هو الحال مع جميع مباني شركة أبل فقد كان على الجميع تقديم شارة أبل لقارئ الشارات لفتح الباب والدخول إلى مبنى آيبود ولم يكن يُسمح بالدخول إلا للموظفين الذين تم السماح لهم بالدخول إلى المبنى بجانب أنه في كل طابق كان هُناك باب مغلق آخر وقارئ شارات، وبالتالي كان كل يوم يتصل بي Paul و Matthew من الردهة لأنه لم يكن لديهما شارات ابل، لكن فيما بعد رتبت بعض الأمور ليحصلوا على شارات البائعين كما لو كانوا يبيعون قهوة أو أي شيء لذلك لم أضطر إلى إدخالهم يومياً.
اللحظات المُهمة:
يقول المُهندس: كان Paul و Matthew أذكياء جداً وبقليل من المساعدة كانا يعملان بسرعة كبيرة وبجهد واضح، فقط أوضحت لهم كيفية إعداد أدوات التطوير وبناء نُسخة من نظام التشغيل من المصدر وتحميله في جهاز آيبود كما أوضحت لهم كيفية استخدام مُصحح أخطاء الأجهزة JTAG والذي كان صعباً نوعاً ما، وعندما فهموا طريقة عمل النظام أوضحوا ما يُريدون القيام به حيث أضافوا أجهزة خاصة إلى آيبود مما أدى إلى توليد البيانات التي أرادوا تسجيلها سراً، جدير بالذكر أنهم كانوا حريصين على التأكد من أنني لم أُشاهد الأجهزة مُطلقاً وبالفعل لم أتمكن من رؤيتها.
بعد ذلك ناقشنا أفضل طريقة لإخفاء البيانات التي قاموا بتسجيلها، واقترحت عليهم إنشاء قسم آخر على القرص لتخزين بياناتهم، وبهذه الطريقة حتى إذا قام شخص ما بتوصيل iPod المعدل بجهاز ماك أو كمبيوتر شخصي فإن iTunes سيعامله على أنه آيبود عادي وبالفعل أعجبتهم هذه الفكرة كثيراً وبدأوا في تنفيذها.
أخيراً وبعد بضعة أشهر من العمل المتكرر انتهى كلاً من Paul و Matthew من دمج أجهزتهم المخصصة في آيبود وانتهوا من المشروع وقاموا بنقل أجهزة الكمبيوتر وأجهزة التصحيح إلى مكتب شركة Bechtel ثُم أعادوا لي أحدث قرص DVD مع كود مصدر أبل إلى جانب شارات بائع أبل التي كنت قد أعطيتها لهم ومنذ ذلك الوقت لم أراهم مُجدداً.
ماذا كانوا يفعلون بالضبط؟
يقول المُهندس في نهاية كلامه: أعتقد أن Paul و Matthew كانا يبنيان شيئاً يُمَكِن وكلاء وزارة الطاقة الأمريكية استخدامه دون إخفائه خلسة، فهو شيء يبدو غير ضار لأنه يُشغل الموسيقى ويعمل تماماً مثل آيبود العادي وفي نفس الوقت يتم استخدامه في التواصل وتسجيل الدليل على النشاط الإشعاعي أثناء المسح بحثاً عن اليورانيوم أو الدليل على برنامج تطوير قُنبلة وذلك دون وجود أي احتمال معرفة الصحافة بما يتم فعله، والذي أكد لي ذلك أنه كُلما سألتهم عما يبنون قاموا بتغيير الموضوع وبدأوا في الجدال حول مكان الذهاب لتناول الغداء.
جدير بالذكر أيضاً أنه عرف أربعة أشخاص فقط في أبل عن هذا المشروع السري وهم أنا ومُدير برنامج آيبود ونائب رئيس قسم آيبود ونائب الرئيس الأول للأجهزة، وحالياً لا أحد منا لا يزال يعمل في أبل وبطبيعة الحال لم يكن هُناك أثر وَرَقي حيث كانت جميع الاتصالات وجها لوجه، وبالفعل إذا سألت أبل عن مشروع آيبود المخصص السري فلن تجد أي تعليق وسيخبرك موظفو العلاقات العامة أن الشركة ليس لديها سجل لأي مشروع من هذا القبيل، لكن نائب فريق الآيبود أكد صحة القصة في حسابه على تويتر.
المصدر:
مشكورين على المجهود  
واو شكرًا فون اسلام♥️
انا اتمنى من جميع الدكتاتوريات في العالم العربي والاسلامي ان تحذوا حذو الدول المتقدمة في استخدام التكنولوجيا للتجسس على شعوبهم
بل من استخدام طرق التعذيب لاستلال المعلومات من المعارضين
بالفعل موضوع شيق و لا يخفى على أحد أنه لو أرادو التجسس على كل فرد لتجسسو !
على فكرة أمتلك نسخة 80 غيغا من أيبود 1
جعلت كرة التحليل من جانبنا😏
والمفترض ان كاتب المقال يعطينا تحليله لما نقله ومن ثم يسأل عن رأينا بذلك
نحن نثق بك لتحلل الأمر 😊
🤣
موضوع شيق وممتاز ، يدل على الذكاء الرقمي وما يتمتع به مهندسو البرمجيات من الامكانيات اتوقع الاجهزة المعدلة تم اهدائها لشخصيات ارادوا التجسس عليهم وجمع المعلومات عن طريقهم
موضوع جميل جدًّا غير أن المهندسين في هذه الجملة: (وفي هذا المكتب كان المُهندسين يتصلون فقط ) كان يجب أن تكتب المهندسون؛ لكونها اسم كان.
تحليلي أنه تم إستخدام الأيبود في التجسس على البرنامج النووي الإيراني.
موضوع شيق … وانا شخصيا من محبي هذا الاصدار من الايبود وللاسف اضطررت ببيعه من فتره وحاليا افكر جدياً فى اقتناء واحد اخر
الموضوع يؤكد دون ادنى شكك ان الولايات المتحدة الاميركية يمكنها اذا رغبت وبكل سهولة اختراق اجهزة هواتفنا كأشخاص او حكومات لاغراض تجسسية عبر بث او ارسال برامج محدده لهذه الاجهزة خصوصاً اجهزة كبار مسؤلي الدولة والحكام والوزاراء وكبار الضباط وغيرهم
والموضوع ليس جديد بل ان امريكا حينما تبيع لدول الشرق الاوسط عموماً طائرات متطورة فإنها تزودها باجهزة اقل تطوراً او ادنى تقنية او تضع بعض الاضافات التي عن طريقها يمكنها وعبر الاتصال عبر الاقمار الاصطناعية من مراقبة و تعطيل او التشويش على الاجهزة الملاحية المتطورة للطائرات المقاتلة كاجهزة توجيه القنابل والصواريخ بالليزر وقت ما تشاء وطبعاً لا تملك الدول العربية ما يكفي من المعرفة لكشف هذه الاجهزة والبرمجيات المضافة وتعطيلها
مع فائق تحياتي مصطفى – جدة
شكرا لكم
موضوع شيق
شكرا لكم على هذا الموضوع الجميل
مجهود تشكرون عليه