أثناء تشغيل لعبتك المفضلة على جهاز الآي-فون وعندما تصل إلى مستوى متقدم أو تحصد نقاط كبيرة سوف تظهر لك فجأة نافذة تطلب منك تقييم التطبيق من 1 إلى 5 نجوم وفي ثانية أو ثانيتين وخلال النشوة التي تعيشها بعدما وصلت لمرحلة كبيرة في لعبتك المفضلة، سوف تقوم على الفور بإعطاء اللعبة الخمس نجوم كاملة، ولكن يا صديقي إذا كنت تعتقد أن الطلبات الخاصة بعمل تقييمات للتطبيق أو اللعبة تظهر بشكل عشوائي فأنت مخطيء ولنتعرف على الأمر بشكل أكثر توضيحاً.
القصة
وراء الكواليس، هناك عمل شاق استغرق ساعات لا تحصى و أسطر من التعليمات البرمجية لصياغة تلك اللحظة التي تظهر لك في وقت معين وخاصة عندما تكون في قمة السعادة أو تشعر بنشوة الإنتصار ولذة الفوز حيث يكون هرمون الدوبامين في أعلى مستوياته وليس الأمر عشوائياً كما تعتقد، ويمكنك أن تتذكر اللحظة التي طلب منك فيها تطبيقك الرياضي تقييمه عندما فاز فريقك المفضلة أو سألك تطبيق البنك بأن تقوم بتصنيفه عندما يصلك الراتب أو فور وصولك لدرجة عالية في لعبتك المفضلة سوف تطلب اللعبة أن تقوم بتقييمها، ولأن المزاج “عال العال” سوف تقوم بإعطاء التطبيق الخمسة نجوم كاملة دون تفكير.
اختراق عقلك
فرضت شركة أبل على مدى عقد من الزمان قيودا على عملية التقييم والتصنيف وحتى على التحميلات، وفي السابق كانت بعض التطبيقات تعتمد على أدوات احتيالية مثل البوتات أو مزارع التصنيف لإعطاء تقييمات وهمية وزيادة عدد التحميلات بشكل غير حقيقي ولكن تلك الأدوات لم تعد منتشرة بشكل كبير حيث يكشفها سريعا متجر تطبيقات أبل.
لكن تظل هناك بعض التقنيات التي لا يمكن للمتجر كشفها لأنها لا تخترقه، بل تقوم بإختراق عقل مستخدمي الآي-فون وتعتمد التقنيات الاحتيالية على علم النفس السلوكي من أجل فهم حالتك المزاجية وعواطفك وحتى سلوكك.
يقول سعود خليفة، الرئيس التنفيذي لـ Fakespot وهي خدمة تحلل موثوقية المراجعات على الويب “يمكنهم استهدافك عندما تكون مبتهجا وسعيدا، حيث يعتمدون على التعلم الآلي لتحديد متى سيكون المستخدم أكثر ميلا لترك تعليقات إيجابية”.
وعلى العكس، يعرف المطورون متى لا يطلبون تقييمك، لن تجد تطبيق خاص بالأخبار يسألك إعطاء تقييم له وأنت تقرأ قصة رعب أو مليئة بالدمار والموت، وبالطبع لن يُسأل الشخص الذي لا يتذكر كلمة المرور الخاصة بحسابه وفي كل مرة يكتب كلمة السر الخاطئة، وهذا الأمر يساعد في منع ظهور النتائج السلبية عن التطبيقات للمستخدمين الآخرين ومن ثم يرتفع تصنيف التطبيق بشكل عام.
مثل تلك التكتيكات- مخفية عن المستخدمين ولكنها سرية ومعروفة بين المطورين ولعل تلك الطرق ساعدت العديد من التطبيقات على الحصول على تصنيفات إيجابية كثيرة، ووفقا لبريان ليفين نائب الرئيس في قسم التحليل الاستراتيجي في شركة موبيكتي الإستشارية ” من الصعب العثور على شركات لا تستخدم تلك التكتيكات، الشركات الكبيرة تقوم بذلك وبالتالي ما يحدث أن تقييمات آب ستور أصبحت بلا معنى أو فائدة للمستخدم العادي”.
أهمية تقييمات البرامج في متجر أبل
وفقا لـ App Annie موقع متخصص في بيانات وتحليلات خاصة بالهواتف الذكية “يقضي المستخدم العادي على مستوى العالم 27% من ساعات استيقاظه على جهازه المحمول”، وتمتلك أبل ما يقرب من مليار مستخدم لأجهزتها، ولهذا يسعى العديد من المطورين الوصول لهؤلاء المستخدمين الذين يقومون بعملية الشراء دون أي مشكلة وبالتالي نمت التجارة على متجر أبل إلى أكثر من 500 مليار دولار العام الماضي فقط وهو رقم أكثر من الناتج المحلي الإجمالي لعدد كبير من الدول.
أرأيت قوة أبل ومتجرها ولهذا يستميت الكثير في تواجد تطبيقاته على آب ستور، ماذا حدث عندما أزالت أبل لعبة فورت نايت بسبب رغبة الأخير في عدم دفع عمولة أبل الـ 30%، انخفض مستخدمي iOS النشطين إلى أكثر من 60% بعدما تم إزالة اللعبة من متجر التطبيقات.
المنافسة بين التطبيقات شديدة، لذا فإن الحصول على تقييمات عالية وتعليقات إيجابية أمر بالغ الأهمية، ووفقا لموقع Apptentive المتخصص في التسويق عبر الهواتف المحمولة “التقييمات هي الهواء الذي تتنفسه التطبيقات أو بمعنى أدق هي شريان الحياة للتطبيقات وبدونها سوف تندثر وتموت”.
ويرى موقع Apptentive أن التطبيق عندما يقفز من نجمتين إلى ثلاث نجوم، سوف تزيد أعداد التحميلات بنسبة 306% بينما القفز إلى أربعة نجوم يعني زيادة في التنزيلات بنسبة 92% ويقول موقع Gummicube المتخصص في تحسين نتائج ظهور التطبيقات في المتجر “أربعة أخماس المستخدمين لا يثقون في التطبيق الذي يحتوي على تقييم أقل من أربعة نجوم”.
ولهذا يلجأ المطورون للحصول على تقييمات إيجابية من خلال معرفة حالة المستخدم المزاجية وهكذا يحصل المطور على المزيد من عمليات التثبيت وتحصل أبل بالطبع على المزيد من العمولات ويصبح الجميع سعداء لكن الضحية هو المستخدم العادي الذي ينخدع بتلك التقييمات الوهمية.
لماذا تضخمت عملية التقييم الوهمية
لعل الدافع وراء هذا التضخم في عملية التقييم عندما أطلقت أبل نظام التشغيل iOS 11 ومن أجل تعزيز التفاعل بين المستخدم والتطبيقات، أتاح نظام التشغيل للمطورين إمكانية سؤالك بتقييم التطبيق من الداخل.
لم يعد المستخدمون مضطرون للذهاب بشكل استباقي لمتجر التطبيقات لتقييم التطبيق، وبالطبع ارتفعت نسبة المشاركة، وبعدما كان التطبيق يتلقى متوسط تقييمات يصل إلى 19 ألف خلال عام 2017، أصبح عدد التقييمات يتجاوز الـ 100 ألف في عام 2019، وعلى النقيض تماما، ارتفعت التقييمات في متجر جوجل بلاي في تلك الفترة من 33 ألف إلى 43 ألف فقط.
أيضا الطريقة التي صممت بها أبل النظام سمح لعملية التقييم بالتفشي والتضخم، حيث استغل العديد من المطورين ثغرات في قواعد متجر أبل مثل سؤال المستخدم عن رأيه في التطبيق في الوقت الذي يختاره المطور أو بمعنى أدق في الوقت الذي يشعر المستخدم فيه بالرضا عن تطبيقك.
كما اعتمد المطورين على علم النفس من خلال ما يُعرف بإسم “تأثير التأطير” والذي يشير إلى أن الأشخاص يمكنهم التفاعل مع خيار معين بطرق مختلفة استنادا على كيفية تقديم وعرض هذا الخيار مثال، عندما تصل لمستوى متقدم في لعبتك المفضلة، سوف تجد رسالة من اللعبة بها ملاحظة إيجابية ” تهانينا على الوصول لهذا المستوى” وبعد قليل يُطلب منك تقييم اللعبة، بنسبة كبيرة جدا سوف تحصل على تصنيف خمس نجوم.
كما يلجأ المطورون لإسلوب “التحيز” في اختيار عينة من أجل طلب تقييمها للتطبيق، وبالتالي التركيز على المستخدمين المعجبين بالتطبيق وعدم سؤال باقي المستخدمين من أجل عدم المخاطرة بالحصول على تقييم سلبي أو أقل من خمس نجوم.
بالإضافة ذلك، تطلب أبل من المطورين الإعتماد على الواجهة القياسية (من 1 إلى 5 نجوم) عند الحصول على تصنيف للتطبيق وتمنع الشركة المطورين من سؤال المستخدم بشكل مباشرة عبر رسالة تقول ” كيف تقيم هذا التطبيق؟” ومع ذلك تقوم التطبيقات بحيلة عبر تعديل السؤال مثل تطبيقات مكالمات الفيديو تسألك “كيف كانت جودة مكالمتك؟” لمعرفة مدى رضاك عن الخدمة قبل تقييمها وبناءا على إجابتك يُطلب منك تقييمها بشكل رسمي.
ماذا تفعل
لم تعد التقييمات لها وزنا كبيرا على متجر أبل، كما يمكن للمطورين تصفية التقييمات السلبية وتضخيم الإيجابية عبر حيل بسيطة مثل توجيه رسالة تقول ” هل تحب هذا التطبيق؟” عندما تضغط على لا، يتم توجيهك نحو قناة تعليقات خاصة أو يتم استبعادك ولا يطلب منك تقديم أي تقييم بشكل نهائي، بينما النقر على نعم يعني أن تنتقل مباشرة لعملية التقييم الرسمية على المتجر.
لذا يمكنك اتباع بعض الخطوات لمعرفة المراجعات أو التقييمات الوهمية مثل:
- إذا كان هناك عدد قليل من الكلمات في المراجعة مثل تطبيق رائع أو أفضل لعبة وهكذا، من المحتمل أن يكون التقييم مزيفا.
- الأخطاء الإملائية هي سمة شائعة جداً للمراجعات الزائفة.
- انظر للتعليقات، هل لها معنى هل كان تتحدث عن تجربة شخص للتطبيق أم لا.
- تجد نفس التعليق أكثر من مرة دليل على أنه تم نسخه ولصقه.
- أخيرا، إذا قمت بتجربة لعبة أو تطبيق ولم تعجبك أو كانت تجربتك سيئة فمن الأفضل مشاركتها وتقييم التطبيق بما يستحقه.
المصدر:
ممتاز
موضوع رائع حقا
جميل
انا مااذكر اخر مره فيمت تطبيق اصلا مااعتقد اني اقيم
من كان له حيلةً فل يحتال 😏
موضوع جميل وأول مرة اشوف مثل هالموضوع شكرًا لكم 💙💙
تطبيق الراجحي يعطيك تقيمه بعد ماتسدد الفواتير 😂
شخصيا انا عرف انهم قاصدين هالحركة فأعطيهم نجمة 😅
تصرف غريب لابد من تقييم التطبيق بما يستحق لمساعدة غيرك
يجب ان تكون النية لله ان هذا التقييم كي يستفيد منه الغير سواء المستخدم او حتى المطور ذاته
هي الشركة الأستشارية Mobicty ما شفت لها وجود ما الها موقع على الأنترنت
فعلا،
لو طلبتم مني تقييم تطبيق فون اسلام بعد قراءة هذا المقال لأعطيته 555 نجمة
على فكرة تطبيق فون إسلام يسألك ان تقوم بتقييم التطبيق عندما تقوم بوضع مقال في المفضلة. ظناً منا انك اذا قمت بوضع المقال في المفضلة ستكون في حالة مزاجية جيدة 😊
علي اي حال قيم تطبيق فون إسلام من فضلك.
والله ياخي طارق ايفون اسلام يستاهل له معي اكثر من سبع سنوات دايم اذا غيرت جوالي يكون من اول البرامج الي انزلها 😊
خدعه ممكن تفيدهم بس من وجهة نضري فاذا كان الشخص سعيد جدًا وفجءة يطلع له التقييم يحس الانسان بالعصبية فيقيمه باسوء شي😄 وهذا اتوقع اكثر شي يكون في الالعاب.
وجهة نضر لا اكثر
موضوع جميل 👍🏼👍🏼👍🏼👍🏼