تبحث أبل في كيفية تحسين سيري لفهم الأشخاص الذين لديهم مشكلة في النطق مثل التلعثم بشكل أفضل وفقًا للتفاصيل الجديدة التي نشرها موقع The Wall Street Journal في مقال حول كيفية تطوير الشركات للمساعدين الصوتيين للتعامل مع الكلام غير العادي مثل التعلثم ، والعجيب أن أبل لديها ميزة لمعالجة هذا الأمر منذ وقت طويل ولكن يبدو أنها ليست متطورة كفاية.

أبل تعمل على تطوير سيري للتعامل مع من يعانون التعلثم


تطوير المساعد الشخصي لأي شركة كانت، أصبح أمرا ملحا ومطلوبا لفهم جميع أنماط الكلام واللهجات، على سبيل حدثت قصة أثبتت أن الأمر مطلوب بشدة، فقد اشترت السيدة داغمار مون وزوجها مكبر صوت ذكي من أمازون بعد سبع سنوات من إصابة السيدة مون بمرض العصبون الحركي ALS، الذي يسبب تلف الخلايا العصبية، ولا يمكن بعد ذلك تحريك العضلات الأمر الذي يؤدي شيئاً فشيئاً إلى ضعفها، إلى درجة شللها. خلال المرض، تصاب تدريجياً العضلات المسؤولة عن تحريك الأطراف، البلع، النطق وحتى التنفس، دون ترتيب ثابت. لا يضر هذا المرض بالحواس الخمس، ولا بالقدرات العقلية أو بالعضلات الداخلية (القلب، المثانة البولية، الجهاز الهضمي وغيرها).

اللهم عافنا وإياكم من كل مكروه وسوء، وأن يشفي كل مريض مسلم

في البداية، استطاع المساعد الصوتي، أليكسا، فهم ما كانت تقوله السيدة مون. ولكن عندما ساءت حالتها وأصبح حديثها أبطأ وأكثر تشويشًا، وجدت نفسها غير قادرة على التواصل من خلال الصوت.

قالت السيدة مون: “أنا لست سريعة في الكلام بما يكفي لقول الأوامر الصوتية”. “إذا أردت أن أقول شيئًا مثل” أليكسا، أخبرني بالأخبار”، فسيتم إغلاقها قبل أن أنتهي من السؤال.”

وبالتالي أصبحت السيدة مون عاجزة عن التفاعل مع المساعدين الصوتيين مثل Alexa لأن التكنولوجيا لم يتم تدريبها على فهم الأشخاص الذين يعانون من التعلثم وعسر التلفظ، وهو اضطراب في الكلام ناتج عن ضعف عضلات الكلام. يمكن للأشخاص الذين يعانون من تلعثم أو كلام غير واضح بسبب ضعف السمع أو سرطان الفم أن يجدوا صعوبة أيضًا في فهمهم من قبل المساعدين الصوتيين.

يعاني حوالي 7.5 مليون شخص في الولايات المتحدة فقط من مشكلة في استخدام أصواتهم، وفقًا للمعهد الوطني للصمم واضطرابات التواصل. قالت جولي كاتيو، مديرة الإنتاج في فريق الذكاء الاصطناعي في جوجل، إن هذه المجموعة معرضة لخطر التخلف عن الركب بسبب تخلف تقنية التعرف على الصوت. وجوجل تعتبر واحدة من الشركات التي تحاول الآن تدريب المساعدين الصوتيين على فهم الجميع، وبالتالي سيكون هؤلاء الأشخاص هم المجموعة التي ستستفيد أكثر من تلك التقنية.

قالت السيدة كاتياو: “بالنسبة لشخص مصاب بالشلل الدماغي ويجلس على كرسي متحرك، فإن القدرة على التحكم في بيئته من خلال صوته قد تكون مفيدة جدًا له”. وتقوم جوجل بجمع بيانات الكلام غير النمطية كجزء من مبادرة لتدريب أدوات التعرف على الصوت.

وقالت آن توث، مديرة Alexa Trust في أمازون، إن تدريب المساعدين الصوتيين للاستجابة للأشخاص الذين يعانون من إعاقات في الكلام يمكن أن يحسن تجربة أدوات التعرف على الصوت لمجموعة متزايدة من المستخدمين المحتملين مثل كبار السن، الذين هم أكثر عرضة للأمراض التنكسية.

وبالتالي أعلنت أمازون في ديسمبر عن تكامل أليكسا مع Voiceitt، وهي شركة ناشئة يدعمها صندوق أليكسا التابع لأمازون والتي تتيح للأشخاص الذين يعانون من إعاقات في الكلام تدريب خوارزمية للتعرف على أنماطهم الصوتية الفريدة. من المقرر أن يبدأ التكامل في الأشهر المقبلة، وسيسمح التكامل للأشخاص الذين لديهم كلام غير نمطي بتشغيل أجهزة أليكسا من خلال التحدث في تطبيق Voiceitt.


ميزة في الآي-فون لمساعدة المتلعثمين منذ عام 2015

قالت شركة أبل إن ميزة Hold to Talk أو استمرار الضغط للتحدث، الخاصة بها، والتي تم تقديمها على أجهزة الآي-فون في عام 2015، تتيح للمستخدمين بالفعل التحكم في المدة التي يريدون أن يستمع إليها المساعد الصوتي سيري، مما يمنع المساعد من مقاطعة المستخدمين الذين يعانون من تلعثم قبل أن ينتهوا من التحدث.

تبحث الشركة الآن في كيفية الكشف تلقائيًا عما إذا كان شخص ما يتحدث مع تلعثم، وبالفعل أنشأت بنكًا من 28000 مقطع صوتي من البودكاست الذي يتميز بالتلعثم للمساعدة في القيام بذلك.

قال متحدث باسم شركة أبل إن البيانات تهدف إلى المساعدة في تحسين أنظمة التعرف على الصوت للأشخاص الذين يعانون من أنماط الكلام غير النمطية ورفض التعليق على كيفية استخدام أبل لنتائج البيانات بالتفصيل.


جوجل ومشروع يوفونيا

تختبر مبادرة Project Euphonia  أو ما يعرف بمشروع يوفونيا من من جوجل، وهي مبادرة بحثية من جوجل تركز على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الكلام على أن يكونوا أفضل، ويتيح لهم التواصل مع مساعد جوجل ومنتجات جوجل هوم الذكية من خلال برنامج تدريبي لفهم أنماط الكلام الفريدة الخاصة بهم. ولكنه يجمع أيضًا بنكًا صوتيًا للكلام غير العادي الذي يساهم فيه متطوعون، بما في ذلك السيدة مون آنفة الذكر.

تأمل جوجل أن يساعد هذا في تدريب ذكاءها الاصطناعي على فهم جميع أنماط الكلام على الرغم من أنها ليست مهمة سهلة على الجميع، وذلك لأن أنماط الكلام العادي متقاربة على الرغم من اختلاف اللهجات، بخلاف الكلام غير النمطي فهو أكثر تنوعا واختلافا مما يجعل فهمها أكثر صعوبة على الذكاء الاصطناعي.

يقول النقاد إن الشركات كانت بطيئة للغاية في معالجة هذه المسألة من وجود المساعدين الشخصيين منذ حوالي 10 سنوات. ورد عليهم بان تلك التقنية أصبحت متطورة أكثر بدرجة كافية والتعامل مع تعقيدات الكلام غير القياسي.

قد تكون المساهمة في مشاريع مثل مشروع يوفونيا صعبة أيضًا على الأشخاص الذين يعانون من الكلام غير النمطي. تقول السيدة مون إنها تجد أحيانًا أن التحدث مرهقًا جسديًا، لكنها سعيدة بالمساهمة إذا كان ذلك يساعد في تعليم مساعد الصوت فهمها.

هل تعتقد أن المساعد الشخصي سيكون قادرا باحترافية على التعامل مع الكلام غير النمطي؟ وما رأيك في اتخاذ هكذا مبادرات لمساعدة هؤلاء الأشخاص؟ أخبرنا في التعليقات.

المصدر:

wsj

مقالات ذات صلة