بعدما فرض ترامب رسوم جمركية مرتفعة على العديد من البلدان وعلى رأسها الصين. كانت أحد الخيارات التي لجأت إليها الشركات لتجنب تلك الرسوم المرتفعة هو التحول إلى التصنيع في الدول ذات الرسوم الجمركية المنخفضة. بالنسبة للعديد من الشركات العالمية، بدأ هذا قبل بضع سنوات مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وهذا تسبب في نجاح فيتنام وتايلاند في هذا القطاع. لكن ماذا عن الشرق الأوسط، لم تفرض على معظم دول الخليج، بما فيها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، سوى رسوم جمركية بنسبة 10%. في هذا المقال، سوف نأخذكم في رحلة ممتعة ونستعرض هل السعودية والإمارات يمكن أن يصبحا مراكز التصنيع الجديدة لآبل بدلا من الصين وفيتنام والبرازيل والهند.

من iPhoneIslam.com، هاتف ذكي مزود بكاميرات خلفية ثلاثية موضوع على مكتب، ويعرض على ظهره عبارة "صُنع في السعودية". الآي فون: حقيقة أم خيال؟.


السعودية والإمارات

من iPhoneIslam.com، آي فون أسود مع غطاء خلفي أخضر وأسود عليه كتابة عربية وسيف أبيض وتصميم مزخرف يشبه علم المملكة العربية السعودية، صنع في السعودية.

تسعى كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى تنويع اقتصاداتهما بعيدًا عن النفط، والنهوض بالتصنيع، وخاصة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة. أطلقت الإمارات العربية المتحدة مبادرة “مشروع 300 مليار”، التي أطلقت عام 2021، وتهدف إلى زيادة مساهمة القطاع الصناعي المحلي في الدخل القومي إلى 300 مليار درهم إماراتي (72 مليار يورو). أما المملكة العربية السعودية، فلديها رؤية 2030، التي تُركز بشكل مماثل على تنمية التصنيع وتحفيز مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي.

ولهذا كانت هناك تقارير تتحدث عن قيام بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، بما في ذلك ديل وإتش بي، باستكشاف مواقع لمصانع جديدة لها في السعودية. أما لينوفو فتقوم ببناء مصنع لتجميع أجهزة الكمبيوتر والخوادم هناك. كما تتعاون شركة “آلات” السعودية الممولة حكوميا بنحو 100 مليار دولار (88 مليار يورو) مع مجموعة سوفت بنك اليابانية في مجال الروبوتات الصناعية، التي يمكن استخدامها لاحقًا في خطوط التجميع، مما يسهم في معالجة نقص العمالة المحلية.

علاوة على ذلك، تحاول تحاول السعودية ترسيخ مكانتها كملاذ آمن للشركات التي تسعى إلى التهرب من رسوم ترامب الجمركية المرتفعة. ولهذا فهي تسعى إلى جذب شركة فوكسكون، وهي مورد رئيسي لأجهزة الآي-فون وشركة كوانتا التايوانية، التي تصنّع أجهزة الكمبيوتر ومكوناتها لشركات مثل ديل.


الآي-فون صنع في السعودية

من iPhoneIslam.com، آي فون أسود عليه شعار Apple ونص "صُنع في السعودية" في الخلف، موضوع على سطح رمادي فاتح تحت إضاءة خافتة — حقيقة أم خيال؟.

هل قد تفكر آبل في تصنيع أجهزة الآي-فون الخاصة بها في السعودية أو الإمارات. في الحقيقة لا يزال الأمر صعب في الوقت الحالي. حيث لا يزال قطاع التصنيع الحالي متأخر ومحدود، ويقتصر إلى حد كبير على القطاعات المجاورة لقطاع الهيدروكربون. إذا أراد السعوديون المنافسة في مجال التصنيع عالي التقنية، فسيواجهون دولًا مثل الصين وكوريا الجنوبية وتايوان واليابان وألمانيا وسويسرا. أما في القطاعات ذات التقنية الأقل، فهم يتنافسون مع ماليزيا وإندونيسيا وفيتنام.

وبينما تعاني هذه الدول من عيوب مختلفة. إلا أنها تمتلك عقودًا من الخبرة، وبنية تحتية قائمة. وسوقًا محلية كبيرة، ورأس مال بشري. تلك الميزات ليست موجودة في دول الخليج. أيضا هناك مجموعة من السلبيات التي تشمل، تنامي المشكلات الثقافية مع ازدياد أعداد الأجانب العاملين في مجتمعات خليجية كانت محافظة سابقًا. واستمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي بشأن الصراعات المحتملة بين إيران والولايات المتحدة.

بالإضافة إلى المخاطر التي تتعلق بالمشاريع الكبيرة. فبينما تسعى المنطقة جاهدة لاستحضار الريادة التكنولوجية، إلا أن الكثير منها لا يتحقق. حيث فشلت مشاريع عملاقة مثل سيارات الأجرة المسيرة والسفر عبر الهايبرلوب، بالإضافة إلى الاستثمار في العملات المشفرة الذي باء بالفشل.


الخلاصة

من iPhoneIslam.com، هاتف آي فون سعودي أنيق مع غطاء يعرض مزيجًا من علمي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على خلفية بيضاء عادية.

في النهاية، فكرة الآي-فون صنع في السعودية أو الإمارات لا تزال أقرب إلى الطموح والرؤية المستقبلية منها إلى الواقع الملموس. وفي الوقت الحالي، تعتبر الصين هي المورد الرئيسي لتجميع غالبية هواتف آبل. يليها الهند التي تتزايد حصتها تدريجيا. ومع ذلك، هناك خطوات جادة من قبل حكومة السعودية وكذلك الإمارات. والتي قد تمهد الطريق خلال العقود القليلة القادمة لكي يكون الشرق الأوسط. المكان المثالي لتصنيع الأجهزة المتطورة وربما الآي-فون. لكن حتى الآن، يبقى الوضع كما هو عليه.

هل يمكن تصنيع الآي-فون في السعودية أو الإمارات؟ اخبرنا برأيك في التعليقات!!

المصدر:

dw

مقالات ذات صلة