بعد أيام قليلة فقط من إصدار نظام iOS 26، بدأت شبكات التواصل الاجتماعي ومنتديات أبل تموج بالنقاشات حول تصميم Liquid Glass أو الزجاج السائل. وبينما اعتبره البعض خطوة ثورية تضيف لمسة عصرية إلى الآي-فون وخطوة جريئة نحو المستقبل، رآه آخرون بمثابة كارثة بصرية جعلت أجهزتهم وكأنها خرجت للتو من مصنع ألعاب الأطفال، وأنه يصعب التكيف معه. فما القصة وراء هذا التصميم الجديد؟ ولماذا أثار كل هذا الجدل؟

يعتبر تصميم الزجاج السائل تحديث جذري للواجهة في iOS 26، حيث يعتمد على مؤثرات بصرية تشبه الزجاج السائل المتدفق. حيث تتجرك الأيقونات كفقاعات مائية، وألوان تتغير مع الإضاءة، وانعكاسات ضوئية تجعل الشاشة تبدو حية وتتفاعل مع اللمس والحركة. صممت أبل هذا لجعل الآي-فون أكثر إثارة وحداثة، خاصة بعد التصميم المسطح في iOS 18 الذي ضجر منه الكثيرون وشعروا معه بالملل.

هذا التصميم ليس مجرد تغيير سطحي؛ إنه يعتمد على تقنيات متقدمة مثل انكسار الضوء وانتشار الألوان، مما يجعل الواجهة تبدو كأنها مصنوعة من زجاج حقيقي يتفاعل مع اللمس. ومع ذلك، بعد إصداره في 17 سبتمبر 2025، انتشرت الآراء السلبية بسرعة على المنتديات مثل MacRumors، Reddit، ومجتمعات دعم أبل، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وإليك أبرز الانتقادات.
الانتقادات الرئيسية لتصميم الزجاج السائل

التصميمات الجديدة دائماً ما تثير جدلاً، لكن هذه المرة يبدو الأمر أكثر حدة. من خلال تصفح المنتديات والتعليقات، تبرز قائمة طويلة من الشكاوى ومنها:
◉ يشكو العديد من مالكي أجهزة الآي-فون القديمة من أن الرسوم المتحركة تبدو بطيئة، مما يجعل الواجهة ثقيلة. على سبيل المثال، يقول أحد المستخدمين: “يبدو كأن الجهاز يتردد قبل الرد على اللمس!”
◉ التغييرات المستمرة في الألوان والأشكال والظلال تجعل الشاشة مزدحمة وتعمل على التشتت البصري خاصة أثناء القراءة أو التصفح، بسبب شفافية الخلفيات وضعف التباين اللوني، تخيل أنك تقرأ إشعاراً، لكنه يختفي تدريجياً كفقاعة صابون، جميل، لكنه مزعج ومشتت للتركيز من وجة نظر البعض.
◉ كثيرون يرون أن التصميم غير منطقي، فالرسوم المتحركة لا تخدم غرضاً عملياً، بل تبدو عشوائية. “لماذا يجب أن تتحرك الأيقونة كالموجة كلما لمستها؟” كان هذا سؤال من أحدهم.
◉ بعضهم قال بأنه تصميم طفولي كرتوني، حيث تم تشبيهه بهاتف “باربي” بسبب الفقاعات والأيقونات الطافية.
◉ بعض التعليقات الساخرة ذهبت أبعد من ذلك، واعتبرت أن التصميم الجديد يستهلك البطارية بلا داعٍ، ويحوّل تنفيذ المهام البسيطة إلى متاهة من النقرات والرسوميات الثقيلة.
◉ التباين المنخفض يجعل الإشعارات والنصوص صعبة القراءة، وبعض الأيقونات تبدو مشوشة. كما أن التصميم غير متسق؛ بعض العناصر مسطحة بينما أخرى زجاجية، مما يسبب ارتباكاً.
هذه الانتقادات ليست مجرد شكاوى عابرة؛ بل إنها تعكس مخاوف حقيقية حول كيفية تأثير التصميم على الاستخدام اليومي. على موقع Reddit، على سبيل المثال، تجاوزت المنشورات السلبية آلاف التعليقات في غضون أيام قليلة.
آراء الإعلام حول التصميم
لم يقتصر الجدل على المستخدمين العاديين؛ حتى الإعلام انضم إلى النقاش. عناوين مثل “الزجاج السائل الممل” أو “الزجاج السائل: الوهم البصري الذي يدفعني إلى الجنون” كل هذه التعليقات تعكس إحباط الناس من التصميم الجديد.
مقالة أخرى تقول: “السائل يعمل، لكن الزجاج مكسور”، مشيرة إلى أن التقنية مذهلة فنياً لكنها غير عملية. هذه التغطية الواسعة تعزز من شعور المستخدمين بأن مشكلتهم مشتركة.
ليس الجميع يكره الزجاج السائل!

رغم هذه السلبيات، إلا أننا نجد على الجانب الآخر من يدافع عن هذا التصميم بشراسة، خاصة أولئك الذين جربوه في مرحلة البيتا. في منتديات MacRumors، يتخلل التعليقات الإيجابية بعض الشكاوى، وغالباً ما تكون الإجابة: “ستعتاد عليه مع الوقت”. إليك بعض الآراء الإيجابية التي تجعل التصميم يبدو وكأنه هدية:
يقول بعض المستخدمين إنه يشعر بأن الآي-فون أسرع، مع واجهة نظيفة وممتعة تنقل الآي-فون “الممل” إلى الحداثة وإلى تجربة حيوية.
وقال أحدهم بأنه يشعر بالإثارة في الاستخدام “فالإشعارات تظهر كفقاعات مرضية، ولوحة الأرقام في شاشة القفل تشبه اللعب بالفقاعات! … وهذا رائع” – هذا التعليق يلخص الجانب المرح.
وذكر بعضهم أنه بعد الواجهة المسطحة في iOS 18 التي وصفها البعض بـ”الكئيبة”، يرى أن تحديث iOS 26 كتحسين كبير. التقنية المتقدمة في انكسار الضوء تجعله “مذهلاً تقنياً”، ويعيد بعض اللمسات الكلاسيكية لتصميم أبل الأصلي.
هذه الآراء تذكرنا بأن التكيف يأخذ وقتاً، وأن التصميم الجديد قد يصبح جزءاً من روتيننا اليومي قريباً.
تحديث iOS 7: التاريخ يعيد نفسه

قد يبدو كل هذا مألوفًا، ربما لأننا مررنا بشيء مشابه من قبل.
في عام 2013، عندما أطلقت أبل تحديث iOS 7، تخلت فجأة عن أسلوب التصميم الواقعي skeuomorphism الذي يحاكي الأشكال الحقيقية، لصالح تصميم مسطح بالكامل، انتقلت إلى شي بسيط تماماً.
في ذلك الوقت، إنهالت الانتقادات والشكاوى من ضبابية الأيقونات وبطء الأداء وصعوبة الاستخدام. وقالوا بأن “تصميم iOS 7 قبيح!”، وعلق أحدهم “هل يكره أحد iOS 7 مثلي؟”. كانت هناك مشاكل، لكن أبل لم تتراجع، وتمسكت بقرارها، واستمرت في تحسين التصميم تدريجيًا عبر iOS 8 و9 و10 حتى اعتاد عليه الجميع وأصبح التصميم مألوفاً ومحبوباً، بل وأصبح لاحقًا معيارًا في عالم التصميم، ورأينا أمثاله في هواتف أندرويد وعلى رأسهم هواتف أوبو، وشاومي وتبعتهم شركات أخرى.
ربما يسلك Liquid Glass المسار نفسه: بداية صادمة، ثم تحسينات متتالية، ثم تقبّل جماهيري مع مرور الوقت.
اليوم، نرى تعليقات مشابهة عن “الزجاج السائل”، مع مستخدمين يقولون: “تذكروا iOS 7؟ سنعتاد على هذا أيضاً”. ربما يكون هذا التصميم هو الذي يشكل العقد القادم من التحديثات، مع تحديثات لإصلاح العيوب وتحسين الأداء.
كيف تتكيف مع التصميم إذا كنت تشعر بالإزعاج؟
إذا كنت من الذين لم يعتادون على تقبل الواجهة الجديدة، لا تقلق هناك حلول بسيطة داخل الإعدادات > إمكانية الوصول > العرض وحجم النص.
أولاً، قم بتفعيل “تقليل الشفافية Reduce Transparency” في إعدادات العرض، مما يقلل من التأثيرات الزجاجية.
ثانياً، فعّل خيار زيادة التباين أيضًا وزد من تباين الشاشة لتحسين القراءة.
هذان الخياران معاً يزيلان معظم الشفافية الجديدة، مما يجعل الواجهة أقرب إلى التصميم التقليدي. جربها وستلاحظ الفرق فوراً!
في النهاية، تصميم “الزجاج السائل” في iOS 26 يمثل خطوة جريئة من أبل نحو جعل الآي-فون تجربة أكثر تفاعلاً وحيوية. رغم الانتقادات الشديدة حول البطء والتشتت، هناك إيجابيات تجعله يستحق التجربة، خاصة مع تذكر ما حدث مع iOS 7. مع الوقت، من المحتمل أن نعتاد عليه، وربما نحبه. المهم هو أن أبل تستمع للمستخدمين وتقوم بتحسينات، كما فعلت دائماً.
المصدر:



22 تعليق