عندما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية بنسبة 145% على السلع المستوردة من الصين، بدأ تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل بالتحرك على الفور في محاولة لمنع أو تقليل تلك الكارثة التي ستؤثر على إيرادات الشركة. حيث يتوقع أن تؤدي رسوم ترامب الجمركية إلى رفع أسعار منتجات آبل، الأمر الذي سيؤدي إلى إبطاء مبيعات الشركة وخسارتها مليارات الدولارات. خلال السطور التالية، سوف نتعرف على استراتيجية تيم كوك وكيف نجح في إقناع ترامب بإعفاء آبل من الرسوم الجمركية؟
رسوم ترامب الجمركية
كان ترامب قد فرض رسوم جمركية على العديد من البلدان في العالم. والتي من شأنها أن تؤثر على سعر منتجات آبل. وتوقع الخبراء أن يصل سعر الآي-فون مع الرسوم الجمركية لثلاثة أضعاف سعره الحالي. حيث فرض ترامب رسوما مرتفعة على الصين مقارنة بالدول الأخرى، وتعتبر الصين مصنع العالم وتعتمد عليها الشركة الأمريكية في تجميع أكثر من 90% من أجهزة الآي-فون. كما يتم إنتاج ما يصل إلى 80% من أجهزة آبل المختلفة داخل الأراضي الصينية. وبالرغم من محاولات آبل المستمرة لتقليل اعتمادها على الصين واستخدام بدائل أخرى مثل الهند وفيتنام وحتى البرازيل. إلا أن الأمر سيحتاج بعض الوقت للتخلي تدريجيا عنها. ولهذا كان من المتوقع أن تؤثر رسوم ترامب بشكل هائل على أسعار آبل. لكن فطنة تيم كوك استطاعت أن تجاوز تلك الكارثة.
كيف أنقذ كوك آبل من رسوم ترامب
كانت استراتيجية تيم كوك تمحور حول العمل على إعفاء آبل من الرسوم الجمركية، مما يُبقي أسعار هواتف الآيفون منخفضة.
- وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، أجرى كوك اتصالًا هاتفيًا مع وزير التجارة هوارد لوتنيك، موضحًا كيف ستؤدي الرسوم الجمركية إلى ارتفاع أسعار منتجاتها. الأمر الذي سيجعلها تخسر المنافسة أمام شركات مثل سامسونج وهواوي وشاومي وغيرهم.
- كما تحدث رئيس آبل التنفيذي إلى كبار مسؤولي البيت الأبيض بشأن الرسوم الجمركية وإقناعهم بوجهة نظره.
- كذلك، حرص على عدم الإدلاء بأي إنتقادات أو تصريحات سلبية علنًا حول سياسات ترامب والتي من شأنها أن تُغضبه.
- أيضا، تعهدت آبل باستثمار 500 مليار دولار في الولايات المتحدة، وتخطط لتصنيع خوادم الحوسبة السحابية الخاصة في منشأة في هيوستن بالشراكة مع فوكسكون.
- والأهم من ذلك، أن تيم كوك كان قد تبرع من حسابه الخاص بحوالي مليون دولار لحفل تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت النتيجة أن جهود كوك آتت ثمارها، حيث أعفت إدارة ترامب أجهزة الآي-فون، والماك، وساعة آبل الذكية بالإضافة إلى الآي-باد وغيرها من الأجهزة الإلكترونية من معظم الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية.
مع ذلك، قد يكون إعفاء شركة آبل من الرسوم الجمركية مؤقتًا، إذ صرّح ترامب بأنه لا استثناء من الرسوم الجمركية. حيث سيُجري ترامب وإدارته دراسة على أشباه الموصلات وسلسلة توريد الإلكترونيات. ومن ثم، سيفرض على آبل وشركات التكنولوجيا الأخرى تعريفات جمركية مختلفة.
ليست المرة الأولى
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتمكن فيها كوك من التأثير على ترامب. حيث أقنعه خلال ولايته الأولى بأن الرسوم ستمنح شركة سامسونج الكورية الجنوبية أفضلية على آبل. وهذه المرة، صرّح ترامب بأنه لن يضطر لخفض الرسوم الجمركية من أجل الشركات. إلا أنه أشار إلى العلاقة الوطيدة مع كوك، مما قد يحمي آبل من التأثر الشديد بالرسوم الجمركية المستقبلية.
الخلاصة
أخيرا، يُصرّ ترامب على أن آبل قادرة على تصنيع الآي-فون ومنتجاتها الأخرى في الولايات المتحدة، لكن هناك عوائق كبيرة تمنع آبل من ذلك، منها تكلفة بناء المصانع، ونقص العمالة الماهرة، وتكلفة دفع أجور العمال الأمريكيين التي ستكون مرتفعة مقارنة بالعمالة الصينية. ولهذا يرى المحللون أن سعر الآي-فون قد يتفع إلى 3500 دولار في حال تم تصنيعه في أمريكا.
المصدر:
7 تعليق