في خطوة طال انتظارها، أخيراً أعلنت شركة أبل عن إطلاق متجرها الإلكتروني في المملكة العربية السعودية، ليتمكن مواطنوا المملكة من شراء جميع منتجات أبل مباشرة بسهولة وسرعة وموثوقية، مع توفير دعم باللغة العربية لأول مرة. الحقيقة كان هذا متوقعاً بشدة بعد زيارة الرئيس التنفيذي لأبل، تيم كوك، للمملكة في ديسمبر 2024، والذي يمثل نقلة نوعية في تجربة التسوق التقني في السعودية. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل هذا الحدث، أهميته للسوق السعودي، وما يخبئه المستقبل مع خطط أبل للتوسع.
قبل افتتاح المتجر الإلكتروني في المملكة العربية السعودية، كان على مواطني المملكة الاعتماد على موزعين معتمدين من أبل لشراء منتجاتها مثل الآي-فون، والآي-باد، وأجهزة الماك، وساعات أبل. ومع إطلاق المتجر الإلكتروني رسمياً في 21 يوليو 2025، أصبح بإمكان العملاء الآن التسوق مباشرة من أبل، مع دعم كامل باللغة العربية لأول مرة، مما يضمن تجربة سلسة وموثوقة.
مميزات التسوق من المتجر الإلكتروني
لا شك أن هناك فوائد جمة كونك تتسوق مباشرة من الشركة الأم ومنها:
◉ السعر الموحد، حيث أن التسوق مباشرة من أبل يضمن أسعارًا موحدة دون زيادات قد تفرضها الأطراف الثالثة.
◉ كذلك يوفر المتجر دعمًا فنيًا متميزاً باللغة العربية للتسوق وإعداد جهازك الجديد مع أحد مختصي أبل، مما يسهل التواصل.
◉ تشكيلة كاملة من المنتجات على اختلاف أنواعها، حيث يشمل المتجر جميع منتجات أبل، من الآي-فون إلى الإكسسوارات مثل سماعات AirPods.
◉ خدمات مميزة، مثل خيارات التخصيص، وهذه تتيح للعملاء تعديل منتجات أبل حسب احتياجاتهم أو تفضيلاتهم الشخصية عند الشراء مباشرة من المتجر الإلكتروني، مثل اختيار المواصفات التقنية، واختيار لون الجهاز، أو إضافة نقوش شخصية على منتجات مثل سماعة AirPods، كذلك إمكانية إضافة ملحقات، مثل اختيار إكسسوارات معينة مثل الأغطية الذكية أو لوحات المفاتيح المتوافقة مع الآي-باد.
◉ الدفع الآمن عبر Apple Pay، وخدمات ما بعد البيع.
◉ وكما هو معمول في متاجر أبل حول العالم، فإنها ستقدم خصومات للطلاب والمعلمين.
◉ كما أنه يمكنك استبدال جهاز آبل القديم بآخر جديد.
◉ النقش المجاني على المنتجات. اجمع بين رموز الإيموجي والأسماء والأحرف الأولى من الاسم والأرقام.
خطط أبل للتوسع في المملكة العربية السعودية
لم تكتفِ أبل بإطلاق متجرها الإلكتروني، بل أعلنت عن خطط لافتتاح عدة متاجر فعلية في المملكة ابتداءً من عام 2026. ومن بين هذه المتاجر، سيكون هناك متجر رئيسي “أيقوني” في الدرعية، وهي موقع تراثي عالمي تابع لليونسكو على مشارف الرياض. هذا الموقع يعكس التزام أبل بدمج الثقافة المحلية مع الابتكار التقني.
واختيار الدرعية لم يكن عشوائيًا. فهي ليست مجرد موقع تراثي، بل رمز ثقافي يجذب السياح والمقيمين على حد سواء. وإنشاء متجر أبل في هذا الموقع يعزز من مكانة الشركة كجزء من النسيج الثقافي والاقتصادي للمملكة، مع تقديم تجربة تسوق فريدة تجمع بين الحداثة والتراث.
استثمارات أبل في السعودية: أكثر من مجرد متجر
لم تبدأ علاقة أبل بالسعودية مع المتجر الإلكتروني، بل لديها استثمارات كبيرة في المملكة منذ سنوات. منذ عام 2019، أنفقت أبل أكثر من 10 مليارات ريال سعودي على الشركات المحلية، مما ساهم في خلق فرص عمل وتعزيز الاقتصاد الرقمي.
وفي عام 2021، افتتحت أبل أول أكاديمية للمطورين في الرياض بالشراكة مع أكاديمية طويق وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن. هذه الأكاديمية، المخصصة للنساء، دربت ما يقرب من 2000 طالبة على البرمجة وتصميم التطبيقات، مما ساهم في إطلاق تطبيقات جديدة على متجر التطبيقات.
كما أطلقت أبل برنامجًا دراسيًا مشتركًا للجنسين في صيف 2024، يركز على تطوير الألعاب، مع خطط لتوسيع هذه البرامج. هذه المبادرات عززت نمو اقتصاد التطبيقات في السعودية، حيث ارتفعت أرباح المطورين بنسبة 1750% منذ 2019.
كذلك لم تقتصر أبل على المنتجات والتعليم، بل ساهمت في تحسين تجربة النقل العام في الرياض من خلال دمج Apple Pay مع مترو الرياض، مما يجعل الدفع أسهل وأكثر أمانًا باستخدام الآي-فون أو ساعة أبل. الرياض هي المدينة الأولى في الشرق الأوسط التي تدعم خاصية Express Mode للدفع السريع.
تأثير إطلاق المتجر الإلكتروني على السوق السعودي
مع هيمنة الآي-فون على ما يقرب من نصف سوق الهواتف الذكية في السعودية، يعد إطلاق المتجر الإلكتروني خطوة استراتيجية لتعزيز ولاء العملاء وتلبية الطلب المتزايد. كما أن الدعم باللغة العربية والخدمات المباشرة سيقللان من الاعتماد على الموزعين، مما قد يؤثر على شركات مثل جرير وإكسترا، لكنه سيمنح العملاء تجربة تسوق أكثر شفافية وموثوقية.
إطلاق المتجر الإلكتروني هو البداية فقط. مع خطط أبل لافتتاح متاجر فعلية في 2026، واستمرار استثماراتها في التعليم والتكنولوجيا، يبدو أن السعودية على موعد مع تجربة أبل شاملة.
المصدر:
12 تعليق