تخيل أن تتحدث مع مساعدك الصوتي سيري كصديق ذكي يفهمك تماماً، يتذكر تفاصيل حياتك، ويساعد في حل مشكلاتك. هذا ما أكده، تيم كوك، مؤخراً. في مكالمة الأرباح الأخيرة للشركة، أعلن كوك أن النسخة المحسنة بالذكاء الاصطناعي من سيري ستكون جاهزة في 2026. بعد تأخيرات عديدة، ويبدو أن أبل على وشك إحداث ثورة في عالم المساعدين الافتراضيين.

إذا كنت تشعر بالإحباط من قدرات سيري الحالية، التي تبدو متأخرة جداً مقارنة بـChatGPT أو غيرها من الروبوتات الذكية، فأبشر، هناك تحديث كبير قادم. هذا التحديث، الذي يأتي تحت مظلة “ذكاء أبل Apple Intelligence”، لن يجعل سيري أكثر ذكاءً فحسب، بل سيجعلها أكثر شخصية وطبيعية. إليك سبع ميزات مثيرة نتوقعها من تحديث سيري 2026.
أعلنت أبل عن خططها لتحسين سيري بالذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر WWDC في عام 2024، لكن الاختبارات الداخلية كشفت عن مشكلات في الجودة، مما أدى إلى تأجيل الإصدار إلى مارس 2025، ثم إلى 2026. ويُتوقع أن يأتي هذا التحديث مع تحديث iOS 26.4 في الربيع.
ووصف تيم كوك سيري الجديدة بأنها “أكثر شخصية”، مشدداً على أن الشركة تسير بخطى جيدة نحو تحقيق ذلك. والسبب الرئيسي لهذا التأخير؟ هو ضمان أن تكون سيري موثوقة، وسلسة، وتتنافس مع المنافسين دون التضحية بالخصوصية. تخيل: بدلاً من الردود الآلية المملة، ستحصل على مساعد يعرف سياق حياتك، يتفاعل مع شاشتك، ويربط بين التطبيقات بسلاسة. هذه ليست مجرد تحسينات فنية؛ إنها ثورة في كيفية تفاعلنا مع أجهزتنا. وفقاً لتقارير، سيكون هذا التحديث أكبر من مجرد إضافة ميزات؛ إنه بناء أساس لمستقبل أبل الذكي.
الوعي بالسياق الشخصي

أولى الميزات الرائعة في تحديث سري 2026 هي الوعي بالسياق الشخصي. تخيل أن سيري ليست مجرد صوت يستمع إلى أوامرك، بل هي ذاكرة حية لمعلوماتك الشخصية المخزنة في تطبيقات أبل مثل التقويم، والملفات، والبريد الإلكتروني، والرسائل، والملاحظات، والصور.
مثال بسيط: لو قالت سيدة، “أرسل لي وصفة الطبخ التي أرسلتها صديقتي”، لن تضطر إلى تذكر ما إذا كانت الوصفة جاءت عبر الرسائل، أو البريد، أو ملاحظة. هنا سيري ستجدها تلقائياً، مهما كان المصدر. أو، أثناء حجز رحلة طائرة، فقط قول “ما رقم جواز سفري؟” وستقوم سيري باستخراجه من ملفاتكم الآمنة، كل ذلك مع الحفاظ على معالجة البيانات داخل الجهاز لضمان الخصوصية.
هذه الميزة ليست مجرد توفير وقت؛ إنها تجعل التفاعل أكثر طبيعية. في دراسة أجرتها أبل، أظهرت أن 70% من المستخدمين يواجهون صعوبة في العثور على معلومات شخصية سريعاً. مع سيري الجديدة، ستنتهي هذه المشكلة، و سيكون كل شيء بسيط بصوتك فقط ستحصل على مبتغاك.
الوعي بالشاشة: تفاعل مباشر مع ما ترونه

في تحديث سيري، ستتمكن سيري من فهم وتفاعل مع المحتوى المعروض على شاشتك في اللحظة الحالية.
تخيل أن صديقاً يرسل لك عنواناً جديداً عبر رسالة نصية. فبدلاً من نسخ ولصق، فقط قول “أضف هذا العنوان إلى بطاقة جهات الاتصال الخاصة به”. سيري ستقرأ الشاشة، وتستخرج المعلومات، وتحدث الاتصال تلقائياً. وهذا يمتد إلى أشياء أخرى: توصيات مطاعم في رسالة، أو تفاصيل صفحة ويب مفتوحة. إذا كنت تقرأ مقالة عن وجهة سياحية، يمكنك القول “احجز فندقاً هناك”، وستربط سيري بين الشاشة وتطبيق الحجوزات.
هذه الميزة مبنية على تقنيات الرؤية الحاسوبية المتقدمة، التي تجعل سيري “ترى” الشاشة دون الحاجة إلى وصف. وفقاً لخبراء، ستكون هذه خطوة كبيرة نحو “الذكاء السياقي”، حيث يصبح الجهاز امتداداً لعقلك. هل تتذكر ذلك اليوم الذي نسيت فيه إضافة رقم هاتف جديد؟ لن يتكرر أبداً مع سيري الجديدة!
التكامل العميق مع التطبيقات

ربما تكون أكثر الميزات تحولاً هي توسيع إطار App Intents، الذي يسمح للمطورين ببناء تطبيقات تتيح لسيري تنفيذ إجراءات داخلها. في تحديث سيري المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ستتمكن من القول “اجعل هذه الصورة أبيض وأسود وأرسلها إلى زوجتي”، وستقوم سيري بتعديل الصورة في تطبيق الصور ثم إرسالها عبر الرسائل دون تدخلك منك.
أصدرت أبل 12 نطاقاً جديداً في iOS 18 وما بعدها، بما في ذلك البريد، والصور، والكتب، والكاميرا، والجداول الإلكترونية، مع أكثر من 100 إجراء ممكن. حالياً، تختبر أبل هذه القدرات مع تطبيقات شهيرة مثل وأوبر، وثريدز، وتيمو، وأمازون، ويوتيوب، وفيسبوك، وواتساب، وغيرها. وهذا يعني أن سيري ستكون قادرة مثلاً على حجز سيارة أو مشاركة مسار مشي دون فتح التطبيقات يدوياً.
تخيل: أثناء تصوير حفلة عائلية، تقول “قص هذه الفيديو وأضف موسيقى خلفية ثم شاركه على انستجرام”. سيري ستتعامل مع الكاميرا، والتحرير، والمشاركة. هذه الميزة ستجعل أبل تتفوق على المنافسين، خاصة مع دعم التطبيقات الخارجية.
تنفيذ المهام عبر التطبيقات: خطوات متعددة بكلمة واحدة

بناءً على التكامل، تأتي ميزة تنفيذ المهام عبر التطبيقات المتعددة. بعد التحديث، ستقوم سيري بإجراء إجراءات متعددة الخطوات بسلاسة. على سبيل المثال، بعد قول “اجعل هذه الصورة أكثر إشراقاً”، يمكنك المتابعة بـ”أضفها إلى ملاحظة معينة في تطبيق الملاحظات”، وسيتم كل شيء تلقائياً.
هذا يمثل قفزة هائلة من قدرات سيري الحالية، التي تقتصر على مهام منفردة. الآن، ستكون قادرة على ربط الصور مع الملاحظات، أو التقويم مع البريد، مما يوفر الوقت والجهد. في عالم مزدحم، حيث يقضي المستخدمون متوسط 4 ساعات يومياً على هواتفهم، ستكون هذه الميزة منقذة. تخيل تخطيط رحلة: “ابحث عن فنادق في باريس، وأضفها إلى التقويم، وأرسل التفاصيل إلى الأصدقاء”. سيري ستفعل الكل!
تحسين القدرات الحوارية: محادثات طبيعية وذكية

المحادثات مع سيري ستكون أكثر طبيعية مع تحسين معالجة اللغة الطبيعية. الصوت سيكون أكثر تعبيراً ووضوحاً، مع معالجة داخل الجهاز للخصوصية. كما ستتعامل سيري مع الأخطاء بشكل أفضل، مثل التلعثم، وستحتفظ بسياق المحادثة لجعل الطلبات اللاحقة أسرع.
مثال: إذا سألت “ما الطقس غداً؟” ثم “هل أحتاج مظلة؟”، ستفهم سيري الإشارة دون تكرار. هذا يجعلها تشبه صديقاً حقيقياً، لا آلة. وفقاً لتقارير، سيزيد هذا من رضا المستخدمين بنسبة 50%، خاصة في اللغات غير الإنجليزية مثل العربية.
دمج نماذج ذكاء اصطناعي متعددة: قوة الشراكات

أكد كوك على توسيع ذكاء أبل بشراكات مع مزودي ذكاء اصطناعي آخرين، مثل OpenAI وأنثروبيك، وربما جيمني. هذا النهج متعدد النماذج يسمح لسيري بالوصول إلى قدرات متخصصة للمهام المعقدة، مع الحفاظ على الخصوصية.
تخيلوا حل مشكلة رياضية معقدة أو كتابة قصيدة؛ سيري ستختار النموذج الأنسب. هذا يجعلها أكثر تنافسية، مع التركيز على المهام المتعددة التطبيقات.
تصميم يركز على الخصوصية

أخيراً، الخصوصية هي العنصر المميز. معالجة البيانات داخل الجهاز، واستخدام Private Cloud Compute للمهام المعقدة، يضمن عدم جمع أبل لبياناتكم. هذا يميز أبل عن المنافسين، مما يجعل سيري 2026 آمنة وموثوقة.
هذه الميزات المثيرة في تحديث سيري 2026 ستحولها إلى شريك حياة ذكي. من الوعي الشخصي إلى الخصوصية، وكل شيء مصمم لجعل حياتك أسهل. مع تأكيد تيم كوك، الانتظار يستحق.
المصدر:



9 تعليق