لو كنت تتابع أخبار التقنية او من المقيمين في الإمارات فبالتأكيد سمعت بما أسميه فضيحة شركة اتصالات وتجسسها علي مستخدمين هواتفها وخاصة هاتف البلاك بيري, فقد فضح أمر اتصالات الاماراتية بعد ان زودت مستخدمي هاتف البلاك بيري لديها ببرنامج ادعت أنه لتحديث مستوى أداء البلاك بيري وأنه تحديث ضروري يحتاجه جهاز البلاك بيري عند الاتصال بشبكات ال 2G,3G  ليتضح فيما بعد أنه برنامج للتجسس على خصوصيات مستخدمي جهاز البلاك بيري وأن هذا البرنامج يقوم بتسجيل الايميلات والرسائل النصية الموجودة على جهاز البلاك بيري ويقوم بالوصول الي معلومات خاصة أو سرية  على هذه الأجهزة ومن ثم يقوم بإرسالها مجددا لجهاز كمبيوتر مركزي تابع لشركة اتصالات.

بعد أن قامت اتصالات بارسال هذا البرنامج لمشتركيها بدأت الشكاوي والاتصالات تنهال على مركز خدمة عملاء اتصالات الخاص بالبلاك بيري حيث لاحظ معظم مستخدمي البلاك بيري أن بطارية الجهاز بدأت  تنفذ بسرعة غريبة  بعد تحميل البرنامج لأجهزتهم بدون أي سبب واضح , ولكن السبب أصبح معروفا عندما قام بعض المبرمجين من حول العالم بتحليل هذا البرنامج وفك شيفرته ليجدوا أن السبب وراء استنفاذ عمر البطارية أن هذا البرنامج يقوم ببث المعلومات التي يستطيع الوصول اليها مجددا للسيرفر الخاص بشركة  اتصالات كل خمس ثوان مما استنفذ البطاريات بشكل كامل وحتمي.

وأصبحت شركة الإتصالات في موقف لا تحسد عليه حين تحدثت وسائل الإعلام وخاصة العالمية مثل NewYork Times و BBC عن قضية التجسس علي هواتف بلاك بيري  من قبل  شركة الإتصالات وأعتراف شركة RIM ان تحديث شركة الإتصالات لا يقوم بما تدعيه شركة إتصلات من تحسين أداء الهاتف, واصدرت علي الفور برنامج يزيل برنامج الإتصالات من هواتف بلاك بيري في موقعها الرسمي.

جميعنا يعلم ان شركة اتصالات الاماراتية تبيع الأي-فون بشكل رسمي فهل تستطيع التجسس علي الأي-فون كما فعلت مع هواتف بلاك بيري؟

الحقيقة بلاك بيري يعتبر من أكثر الإجهزة اماناً وحفاظاً علي الخصوصية ولا يستطيع آي خبير إنكار ذلك, الا انه ليس من المستحيل أختراقه كما فعلت شركة اتصالات وبالمثل الأي-فون لكن هناك ميزة أكثر اماناً في هواتف الأي-فون وهي ان الهاتف اذا لم تقم بعمل جيلبيرك له فأنت في امان تام من الإختراق ومعرفة خصوصياتك, فلن يستطيع احد ابداً التغير في ملفات نظام الهاتف وآي برنامج يرسل لك لن يعمل الا اذا كان مرخص من قبل شركة آبل. ولذلك  من يهتم بخصوصيته بشكل كبير ننصحه بعدم عمل جيلبريك لهاتفه لأنه مع الجيلبريك تتيح لهاتفك إستقبال آي برنامج من آي مصدر.

نود ان نكون موضوعيين فالأي-فون مثل أي جهاز له نقاط ضعف حتي وان لم تقم بعمل جيلبريك له, فقد أثبت المخترقون انهم يستطيعون أختراق الهاتف برسائل نصية واثبت البعض انه حتي لو وضعت كلمة سر لقفل هاتفك يمكن تجاوزها. لكن مع كل هذا آبل تسعي لغلق جميع الثغرات وبيئة تشغيل الهاتف هي في الواقع قوية ولا تسمح بالأختراق بهذه السهولة, فلن تستطيع شركة الإتصالات مثلاً ارسال رسالة نصية لك تسألك تحديث هاتفك, ببساطة الأي-فون لا يتقبل ذلك.

في النهاية مهما كان نوع هاتفك فبسهولة من قبل شركات الإتصال يمكن التجسس علي إتصالاتك و رسائلك النصية وغيرها و يبقي البريد الإلكتروني المشفر والمواقع المشفرة هو العقبة الوحيدة امام شركات الإتصال واذا كان ذلك عقبة امام شركات الإتصال فهو ليس عقبة اما جهات اخرى, فمع التكنولوجا والتطور اصبحت الخصوصية لا مكان لها.

مقالات ذات صلة