بين كل شركات التكنولوجيا تبدو شركة أبل دائما ذات أسلوب مميز ومختلف عن منافسيها مثل مايكروسوفت وسامسونج وغيرها من الشركات التي تنافسها، فحتى وإن قدمت أبل منتجات أقل قدرة وحققت مبيعات أقل –كما حدث في التسعينيات- لكن كان هناك دائماً شيئاً يبقيها أقرب إلى قلوب المستخدمين ولا أحد ينسى شعار حملتها التاريخية في 1997 “فكر باختلاف – Think Different” الذي يبدو وكأنه المحرك وراء إنجازات أبل طوال الوقت، “التفكير باختلاف”. وتوافقاً مع أسلوبها في التفكير قدمت أبل رؤية جديدة للإعلان عن منتجاتها وكانت الإعلانات حجر زاوية دائماً في نجاحات أبل منذ 1984 والإعلان التاريخي الذى قدم جهاز الـ “ماكنتوش” إلى العالم لأول مرة، وبما أن الاعلانات كانت ولا تزال أحد أسباب نجاح أبل لذا فنحن نقدم في هذا المقال استعراض لبعض هذه الإعلانات البارزة عبر التاريخ وتعريف بها لنرى تطورها.

في تاريخ دعاية أبل علامات فارقة الكثير منها كان مطبوعا في مجلات أو جرائد ثم تحولت المطبوعات إلى دعوات لمؤتمرات أبل المتعددة. في البداية كانت الشركة تحاول اقناع الجمهور بامتلاك حاسب شخصي وتطرح مميزات هذه الأجهزة مثل سلسلة إعلانات “أى نوع من البشر يمتلك حاسب شخصي؟”

وفي هذا الإعلان تشرح الشركة لم قد تحتاج لحاسب ملكا لك، ولم تختاره أبل ويبدو واضحاً منذ ذلك الحين أسلوبهم في الدعاية حيث استخدموا صورة لشخصية تبدو من عصر النهضة في أوروبا وكُتب عليها “أي نوع من الرجال يملك حاسب شخصي؟” وإن نظرت فقط إلى الصورة والجملة المكتوبة لن تستبين هل يقصدون السخرية؟ أم التميز؟ أم أن اختيارهم للشخصية يرمز للنهضة والتنوير؟

لكن على كل الاحوال قدم الإعلان شرحاً وافياً ومفصلاً ثم أعقبه مجموعة من الإعلانات عن شخصيات قدمت إنجازات كبيرة كـ توماس أديسون وهنري فورد، وأنهم إن كانت حواسب أبل متوفرة في عصرهم لكانوا وفروا الكثير من الوقت.

لكن الملاحظ من هذه الإعلانات أن أبل تقدم شرحا وافياً ومفصلاً عن تفاصيل الجهاز الذى تعرضه وذلك لأنه لم يكن من المألوف أن يملك الشخص حاسب خاص به، بل ان أغلبية الأعمال لم تكن تعتمد على الحواسب فجاءت سلسلة أخرى لتطرح فكرة اقتناء حاسب من أجل الاعمال، وأيضا قدموا شرحا وافيا ومفصلا عن الأسباب التي تجعل أبل الجهاز المُفضل لمن يديرون به أعمالهم.

وفي الثمانينات قدمت أبل إعلان أشبه بالتحدي وعنوانه ” هل تستطيع أن تخبرني ماذا تستطيع أبل أن تفعل؟ ” وسردت عدد ضخم من الخدمات

اضغط على الصورة للتكبير

ثم وبعد ذلك بدأت أبل تتحرر من الشرح وتقديم الأسباب فجاءت الإعلانات بصورتها التي نعرفها والملاحظ هنا أن الإعلانات دائما ما أشارت الى جوهر المنتج دون أن تشير الى سعره أو امكانياته فكانوا يكتفون بوضع الفكرة الاساسية وراءه أو المنطلق الذى بدأوا من خلاله يبحثون مثل “كيف تحول بحر من المعلومات إلى معلومات يمكنك رؤيتها – How to turn a sea of data to data you can see” جملة الدعاية أو الشعار الذى قدمته أبل مختصرة ومعبرة وبه تعبير بلاغي – جناس ناقص- طبعاً في اللغة الإنجليزية.

بعد ذلك كانت دعاية أبل لا تقدم شرح أو مزايا نهائيا وتكتفى بطرح الفكرة من خلال كلمات مختصرة معبرة تشد الخيال وتدعمها صور بسيطة،  والشعار  “ simplicity is the ultimate sophistication”  – “البساطة هي غاية التعقيد” والصورة التي أعقبته يمكن اعتباره المنهج الذى اتبعته أبل دائما في منتجاتها و الترويج لها.

عبر تلك السنوات اكتسبت أبل ثقة الكثير من الجمهور كما ان الحواسب والتكنولوجيا لم تعد تحتاج مبررات وأسباب لتمتلكها لكن أبل ظلت تفكر بطريقة مختلفة فقدمت رؤية جديدة للحواسب الشخصية وفي تلك المحاولة لرؤية الجديد فى الحواسب الشخصية قدمت أبل مجموعة من المنتجات تحاول بها ان تجعل التكنولوجيا جزء رئيسي في حياة المستخدمين مثل ” لوح الرسائل 2000- message pad 2000  ” والذى يعتبر محاوله مبكرة للأى باد،

دعاية أبل لم تتغير كثيرا بعد النقلة التاريخية بإنتاج الآي فون فقدموا الدعوة كصورة من التقويم وكُتب عليها ” احفظوا التاريخ- save the date” كدليل ثقة منهم على ان الجهاز الجديد سيحقق نقلة نوعية للشركة، والتكنولوجيا عامة.

ثقة الجمهور في منتجات أبل وثقة أبل في منتجاتها تضاعف في السنوات القليلة الماضية بحيث أصبحت التسريبات والشائعات حول الجهاز أو المنتج الجديد تتكاثف وتنتشر قُبيل طرحه فيصبح الجهاز معروفا حتى قبل أن يكشفوا هم عنه ويكتفوا فقط بالتأكيد علي أن الشائعات سليمه مثل ما حدث في الدعوة لمؤتمر 12/9 الذي طُرح فيه الآي فون 5 حيث أكتفت أبل أن تؤكد أنه “على وشك الوصول” وألقى التاريخ 12  ظلاً على شكل رقم 5.

في النهاية أمامنا الآن الدعوة الاخيرة لمؤتمر أبل وبها ” لدينا شيء أخر.. صغير” والتي كانت دعوة لحصور المؤتمر الذي أعلن به عن الآي باد ميني، ومن ينظر إلي هذه الدعوة حيث لم تحتوي على شيء سوى الشعار وجزء من شعار أبل على خلفية ملونة ويقارنها بالإعلان المطبوع الأول الذي احتوى على شرح كامل وتفصيلي لكل مواصفات الجهاز وسعره وطرق الاتصال بأبل وصورة الجهاز نفسه وشعار أبل القديم، من يقارن بين الاثنين يري أي قدر من الثقة اكتسبته الشركة خلال هذه الاعوام ويعرف كيف تغير وغيرت العالم عن طريق التكنولوجيا.

الدعوة الأخيرة:

وهو يختنلف نماماً كما ذكرنا عن أول إعلان قدمته أبل في عام 1976 وكما نرى في الأسفل يضم لوجو الشركة القديم ( قبل التفاحة) وكان عبارة عن شخص يجلس أسفل شجرة ( رمزاً لتفاحة نيوتن).

يمكنك مشاهدة كل إعلانات الشركة والدعايا الخاصة بها عبر هذا الرابط.

 ما هو أكثر إعلان قدمته أبل أعجبك؟ وهل لدعايا الشركة تأثير على قراراتك؟ شاركنا رأيك

المصدر : macworld

مقالات ذات صلة