الأسبوع الماضي أعلنت أبل نتائج الربع المالي الأخير في عام 2016 والذي جاءت أرقامه صادمة للمستثمرين وإن توافقت مع التوقعات حيث حققت أبل لأول مرة تراجع في 15 سنة. -راجع مقال على الهامش الخميس الماضي للمزيد-. اعتدنا في كل ربع مالي ألا نكتفي بالسرد المعتاد لكننا نقوم بتحليل الأرقام ومقارنتها وتجميعها. وكانت أمامنا عدة مفاجئات.

هل غير عام 2016 المالي شكل أبل؟


الآي فون وأسوء أداء

iphone6-with-iphoneSE

حققت أبل تراجع ملحوظ في مبيعات الآي فون حيث باعت 211 مليون جهاز مقارنة بـ 231 مليون أي تراجع 20 مليون تقريباً وهو ما أثر على الشركة بشكل عام حيث تراجعت عائدات الآي فون لتصبح 136.7 مليار مقابل 155 مليار أي فقدت أكثر من 18 مليار دولار وهذا يعني فشل الآي فون 6s و 6s بلس وحتى الآي فون SE في تحقيق مبيعات 6 و 6 بلس. وبهذا يكون فشل ذريع من أبل ألا تتمكن 3 هواتف جديدة من هزيمة هاتفين. عند حساب المتوسط نجد أن عائدات أبل كانت 670 دولار للآي فون وأصبحت 645 دولار. وهذا الانخفاض ليس كبيراً وهو يعني أن شعبية الآي فون SE لم تكن ضخمة.

تراجعت أعداد الآي فون المباعة 9% والعائدات 11%


الآي باد والإنهيار التقليدي

iPad-pro-with-keyboard-notes-app-switcher.

نعلم أنكم قد شعرتم بالملل من أخبار انهيار الآي باد للعام الثالث على التوالي. الحقيقة أن مبيعات الأجهزة اللوحية بشكل عام تنهار بسبب زيادة أحجام الهواتف. اختصاراً فإن أبل باعت 45.6 مليون آي باد مقابل 54.8 مليون العام السابق له بالرغم من أن هذا العام شهد إطلاق 3 آي باد مقابل 2 في العام السابق له -تماماً مثل الآي فون- وكانت العائدات 20.6 مليار مقابل 23.2 مليار. بحساب المتوسط نجد أن عائدات الآي باد 423 دولار وزادت في 2016 لتصبح 452 دولار بالرغم من وجود آي باد برو 12.9 ذو السعر المرتفع (ضعف ميني) وهذا يعني أنه أيضاً لم يحقق شعبية كبيرة.

تراجعت أعداد الآي باد المباعة 17% والعائدات 11%


والماك ينضم للمتراجعون؛ ولكنه يختلف

mac

شهد العام الحالي تراجع مبيعات أجهزة ماك بوك. حيث باعت الشركة 18.4 مليون جهاز مقابل 20.5 مليون في 2015. وتراجعت العائدات من 25.4 مليار لتصبح 22.8 مليار. بحساب المتوسط تجد أنه كان 1235 دولار وأصبح 1237 دولار أي لا اختلاف نهائياً. هل تعلم ما السر؟! السر أن أبل لم تقدم أجهزة جديدة تذكر خلال العام المالي 2016. وهذا يعني أن التراجع ليس لانخفاض شعبية بل لعدم توفير جديد. فماك بوك Pro لم يحصل على تحديث منذ 2013 وماك Mini لم يحصل على أي تحديث منذ 2014 وماك Air بجميع إصداراته لم يحدث من بداية 2015 أي عام ونصف أما ماك برو فلم يرى تحديثات طوال عام 2016 المالي (تم تحديثه الخميس الماضي). أي كانت أبل تبيع أجهزة 2013-2014-2015 في عام 2016 والمفاجئة هى أن التراجع كان 11% فقط. أمر رائع من ماك

تراجعت أعداد ماك المباعة 11% والعائدات 11%


صحوة الخدمات

apple-sales

في مفاجئة كبيرة وعكس الخط العام لشركة أبل حقق قطاع الخدمات والذي يشمل خدمات الإنترنت وأبل Care وأبل Pay والتراخيص والسحابة وغيرهم قفزة في العائدات ففي عام 2015 حقق 19.9 مليار دولار وزاد الرقم ليصبح 24.3 مليار دولار أي زيادة 22.2% ولأن أبل لم تقدم شيء جديد فيه لكنها فقط قامت بنشر خدمة Apple Pay فهذا يوضح أنها قد تكون سر هذا الارتفاع. الربع الماضي كانت حقق القطاع أعلى نتيجة له في تاريخ شركة أبل بالكامل. ميزة وأهمية هذا القطاع أنه لا يتأثر بإطلاق منتجات جديدة مثل الأجهزة. أي لا يوجد له مواسم صعود وهبوط فطوال العام هناك مشتريات وخدمات دعم وغيره. أمر هام أن تجد عائدات الخدمات تتفوق على عائدات أبل من كل أجهزة Mac وأيضاً الآي باد. وبهذا تحتل ثاني أكبر مصدر دخل لأبل بعد الآي فون. تأمل الصورة في أعلى وخاصة الجزء الأصفر ونموه مع الوقت.

هل ستركز أبل على قطاع الخدمات وتستثمر صحوته الكبيرة؟


أوروبا واليابان والمفاجئة الكبرى

Apple-Japan

تراجع مبيعات أبل في كل مكان تقريباً ففي أمريكا “القارة” كانت 94.8 مليار أصبحت 86.6 مليار بتراجع 8% تقريباً. وفي الصين كانت المأساة وهى تراجع العائدات من 58.7 مليار لتصبح 48.5 مليار أي تراجع 17.5%. وفي المتاجر الأسيوية والاسترالية تراجعت من 15.1 مليار لتصبح 13.6 أي تراجع 10%. لكن اختلف الوضع في أوروبا حيث تقريباً لم تتراجع المبيعات. حققت أبل مبيعات 49.9 مليار مقابل 50.3 مليار أي تراجع 367 مليون دولار وهو يعني أقل من 1%. لكن الأمر المفاجئ كان في اليابان حيث ارتفعت المبيعات. نعم هذا حقيقي ارتفعت المبيعات من 15.7 مليار لتصبح 16.9 مليار أي ارتفاع 7.7%. أبل تراجعت في كل مكان وثبتت في أوروبا لكن ارتفعت في اليابان؟!! فهل يفسر لك لماذا أطلقت أبل المزيد من خدمات Apple Pay في اليابان وتحديداً دفع المواصلات بالخدمة الخميس الماضي؟!


هل اختلفت أبل؟

1

تراجعت حصة الآي فون من إجمالي عائدات أبل لتصبح 63% مقابل 66% في السابق. فهل هى بداية قوة الآي فون؟

2

الخدمات تفوقت على عائدات جميع القطاعات وأصبحت ثاني أكبر مصدر للدخل في الشركة بحصة 4.7%. وهذا القطاع يتميز بأنه مستقر فهل ستبدأ أبل التركيز فيه؟

3

الآي باد تراجع من ثاني أكبر مصدر دخل لأبل في 2014 ليصبح الثالث في 2015 وها هو يواصل التراجع ليصبح الرابع في 2016. فهل تتمكن أبل من إحياءه مرة أخرى؟

4

اهتمت أبل بالصين بشكل كبير بل كانت تطلق مزايا حصرية لهم. فهل التراجع المستمر سيدفعها لإعادة النظر في السوق الصيني؟

ماذا تتوقع لمستقبل أبل؟ وهل ما حدث في 2016 هو أمر استثنائي أم بداية تحول جديد في مسار الشركة؟

المصدر:

apple

مقالات ذات صلة