دائماً ما نردد أن أبل شركة بخيلة والشركات الأخرى مثل سامسونج أو هواوي هي شركات كريمة. لذا فكرت في هذا الأمر وهل هذا حقيقي؟ ثم وجدت أن هذا يعتبر حقيقي لكن مع اختلافات جوهرية؛ فمثلاً أبل بخيلة بالفعل لكن ليس البخل الذي نظنه؛ والشركات الأخرى كريمة بالفعل لكنها ليست كريمة من أجل الكرم فهنا أسباب جوهرية وراء هذا الأمر لذا قررنا إفراد مقالين للنقاش حول هذا الأمر؛ وبالطبع ما نقوله هو مجرد وجهة نظر لنا في آي-فون إسلام وربما يكون لكم رأي آخر يسعدنا أن تشاركونا به في التعليقات. والبداية مع؛ لماذا منافسو أبل كرماء؟

لماذا أبل بخيله ومنافسوها كرماء؟ الجزء الأول


أمثلة على الكرم

إذا نظرت لهواتف الأندرويد ومثلاً الشاشات تجد هاتف مثل سوني XZ Premium يمتلك شاشة 3840*2160 أي شاشة بجودة 4K وبالنظر للبطاريات تجد سعة أكبر سعة في الآي فون كانت 2900 تقريباً في حين الأندرويد يكون بسعة تقليدي أكثر من 3 آلاف مللي أمبير بل وتصل إلى 4 آلاف في هواتف مثل هواوي Mate بل ونرى أجهزة متوسطة مثل Mi Max تزيد بطارياتها عن 5 آلاف مللي أمبير. ماذا عن الذاكرة؟ أكبر رام وضعت في الآي فون كانت 3 جيجا بينما الهواتف الوسطى الأندرويد تأتي بذاكرة 3 جيجا هذه والعليا مثل S8 وضعت 4 جيجا وتعرضت للنقد… هناك هواتف 6 جيجا مثل هواوي ميت 10 برو بل وهناك OnePlus 5/5T أصحاب الذاكرة الـ 8 جيجا. جميع هذه الأجهزة تباع بنفس أو أقل من سعر الآي فون؛ أليس ذلك كرم من الشركات!

وحتى وإن ابتعدنا عن العتاد ونظرنا إلى عروض البيع نفسها. سامسونج مثلاً كثيراً ما نشرت عرض مثل اشتري S8/Note8 واحصل على نظارة VR الخاصة بها بل ووصل الأمر في بعض الدول إلى تقديم شاحن لاسلكي أو DEX مجاناً. هواوي عندما طرحت ميت 10 في دول عربية منحت من يحجزه شاحن سيارة ومحول C وعصا سيلفي وباور بانك مجاناً أما مع أبل فتشتري الآي فون فقط ولا يوجد معه حتى زجاج واقي للشاشة. أليس هذا كرم من الشركات!


المنافسة وليس الكرم

في البداية يجب علينا معرفة نقطة بديهية وأساسية للشركات وهى أنها مؤسسة تم إنشاءها من أجل الربح. عندما تقرر شركة مثل سامسونج مثلاً إضافة ميزة معينة لهاتف S9 الذي سيصدر الشهر القادم فإنها وإن كان ظاهرياً ستقوم بالترويج والسخرية من أبل لعدم وضعها لكن الواقع والإحصائيات توضح أن غالبية من سيشتري S9 كانت المقارنة في ذهنه بينه وبين الآي فون 8 أو X. نعم هذه الفئة موجودة لكن الغالبية ستفكر هل S9 أفضل أم جوجل بيكسل 2 أم هواوي ميت 10 برو أو سوني XZ1 أم LG V30 أو وان بلس 5T وهكذا. نسبة التنقل بين أنظمة التشغيل أصبحت قليلة فأبل استحوذت على قطاع والأندرويد استحوذ هو الأخر على قطاع خاص به ومستمر معه. وللأسف لا أجد إحصائيات توضح لكن يمكنني التخمين بأن 90% من مستخدمي الآي فون والأندرويد الحاليين سيكون هاتفهم القادم من نفس نظام التشغيل.

أي أن OnePlus مثلاً تعلم أنها إن باعت 100 هاتف 5T فغالباً 90 منهم أو أكثر من مستخدمي الأندرويد بالفعل ولم يأتوا من أبل ومن هنا يكون التحدي وسر الكرم. فإن كان الهدف هو أبل فلا داعي لكل هذه الأمور بل التركيز على نقاط مثل الأمان مثلاً والتصميم وسلاسة نظام التشغيل وجودة تطبيقات وهى الأمور التي تركز عليها أبل. لم نسمع أن أبل يوماً قالت أنها تريد أن تكون أكبر مصنع هواتف ذكية لكن رئيس هواوي قالها أنهم سيطيحون بسامسونج من صدارة الهواتف بحلول 2020. وهذا يجعل خطورة هواوي على سامسونج أكبر من خطورة أبل عليها وبالتالي تسعى الشركة الكورية إلى جعل هاتفها أفضل لمستخدم الأندرويد من هاتف هواوي وإن كانت تركز في غالبية دعايتها على الآي فون لأنه معيار الهواتف الذكية وكأنها ترسل رسالة ضمنيه لمستخدمي الأندرويد بأن منافستنا مع كل شركات الأندرويد محسومة والصراع هو مع أبل فقط.


الخلاصة

قد يبدو أن الصراع الأساسي بين أبل والأندرويد وشركات الأندرويد تسعى لوضع مزايا استثنائية وكرم إضافي وعروض ليس لمنافسة أبل لكن لأن الصراع الأندرويدي الداخلي أصبح عنيفاً للغاية وكل شركة تسعى لجذب أكبر قدر من العملاء لها. هذا الأمر مفيد لنا كمستخدمي أبل لأن الصراع التقني بين شركات الأندرويد هذا يرفع بشكل غير مباشر سقف الطموحات لنا من أبل.

هل تتفق معنا أن الصراع بين شركات الأندرويد بينها وبين بعضها أكبر من الصراع مع أبل وهذا هو سر إضافة عتاد وعروض كبيرة؟

مقالات ذات صلة