المتابع للمؤتمرات التقنية مؤخراً يرى اهتمام متزايد من الشركات بالأطفال والطلاب. فمثلاً أبل عقدت مؤتمر خاص لهم وكشفت عن مزايا في مجال التعليم وتخفيضات في سعر الآي باد للطلاب –راجع مؤتمر أبل– أما جوجل فخصصت جزء من مؤتمرها السابق I/O 2018 لهم بداية من جعل الطفل يتعامل مع مساعد جوجل بلغة وأسلوب الطلب لا الأمر؛ وإضافة مزايا في أندرويد P القادم تمكن الأهل من التحكم في استخدام الأبناء للأجهزة وغيرها من المزايا. وبالطبع لا ننسى أمازون التي تقدم سلسلة من المنتجات للأطفال كان آخرها نسخة من مساعدها Dot مخصص للأطفال. فما سر هذا الأمر ولماذا الاهتمام بالصغار والأطفال؟
توضيح هام
عندما تقوم أي شركة بخطوة تقنية أو إطلاق منتج فإنه يكون لديها العديد من الأسباب بعضها معلن ومباشر وواضح والبعض الآخر يكون ضمن خطة طويلة المدى. وتعد أبل أشهر الشركات في تطبيق هذا الأسلوب فهي تطلق ميزة الآن مثلاً لتستخدمها لاحقاً بعد عامين في منتج. لذا ففي هذا المقال سنقوم بتخمين الأسباب وراء هذا الاهتمام؛ أي أنه تحليل وتخمين للأسباب وليس خبر معلن من الشركة. والمذكور سيكون بعض أهم الأسباب وليس السبب الوحيد.
هذا المقال لا يتحدث فقط عن أبل تحديداً لكن عن المفهوم بشكل عام وسر اهتمام الشركات بصغار السن
عميل سهل الجذب
الأطفال هم عميل سهل ومميز للغاية ويمكن للشركات إقناعه ببعض المرح والمزايا من جعله يقتني المنتج لذا تجد قوانين بعض الدول وخاصة الإسكندنافيتين تجرم إطلاق دعايا تستهدف صغار السن. وبالرغم من أن الطفل ليس هو صاحب قرار الشراء النهائي وليس هو من سيسدد ثمن المنتج لكن في الوقت نفسه لهم عامل قوة. فنحن الآباء إذا تم إخبارنا بأن منتج كذا سيطور من مهاراتنا قد نشتريه وقد نؤجل هذا القرار ونقول وهل لدينا وقت لهذا! لكن إذا علمنا أن نفس المنتج يمكن أن يطور من مهارات الأبناء فهنا سيكون قرار في الغالب الشراء. وليس غريباً أنك إذا عدت للإحصائيات الخاصة بالأعياد ستجد أجهزة أبل تتصدر والتحليلات تقول إنها كانت الهدية المفضلة للأبناء.
ولاء مستقبلي
الصراع الحالي بين أبل والأندرويد أصبح معقداً للغاية فتقريباً لا تتحرك النسب السنوية لاستحواذ الشركات بشكل ملحوظ وغالباً يكون المتوسط السنوي للتحرك 1-3%. فأصبح لدى أبل عملاء غالبيتهم يمتلك ولاء ومستمر مع الشركة ونفس الأمر لجوجل. والإحصائيات تقول إن نسبة 90% تقريباً من العملاء يبقون مع نفس النظام وخاصة مع أبل. لذا فالحل السحري هو عميل جديد تماماً. إنه الطفل والطالب الصغير؛ تخيل أن طفل من عمر 6 سنوات وهو يتعامل مع أجهزة أبل. هل تتوقع أنه بعد 10 سنوات من التعامل مع أبل واستخدامها في مختلف الأمور سيقرر فجأة الانتقال لجوجل؟ والعكس أيضاً. في الغالب نحن نشتري ما اعتدنا عليه فتجد من يقتني الآي فون ويسب أبل لكن عندما تسأله لماذا لا تقتني أندرويد يقول لك لا أرتاح معه. تخيل هذا يحدث معنا ونحن بدأنا ونحن كبار السن في دخول عالم الأجهزة الذكية فماذا عن الطفل الذي تربى عليه. إنه الولاء التام والمطلق وعميل دائم لك.
لوبي مجاني
مصطلح لوبي يعني مجموعات الضغط. ونشرنا عدة مرات المبالغ والملايين التي تنفقها الشركات لتكوين اللوبي هذا ضد الحكومة. ولتفهم ألية عمل اللوبي فهي باختصار أن أمازون مثلاً تريد التوسع في استخدام الطائرات بدون طيار في التوصيل لكن وزارة المواصلات والنقل الأمريكية ترفض. هنا تقوم أمازون بالتوجه لشركات معينة وتدفع لها ملايين الدولارات لتشكل لوبي. باختصار ما تفعله هذه المجموعات “بشكل رسمي وليس لنا علاقة بما هو غير قانوني” هو أن تقوم بنشر دعايا للتأثير بأهمية التوصيل بالطائرات من أجل تشكيل ضغط على السيناتور “عضو مجلس الشعب” هناك. ولأن في الغرب هناك “انتخابات” لكل المناصب فهنا سيسعى المرشح لاستغلال شعبية ميزة “ليكن هنا الطائرات بدون طيار” ويقول لناخبيه أنه إذا ربح سيجبر الحكومة على قبول هذه الميزة. وبالتالي يضغط المنتخبون على الحكومة ويتم دعم ميزة أو أمر معين. هذا هو الاختصار الشديد لما يحدث لكن هذا تبسيط شديد. لكن ما علاقته بمنتجات الأطفال.
مرة أخرى الأطفال هم أحبابنا فتخيل أننا نرى شركة أمازون مثلاً تقدم عدة مزايا لهم ونجد أطفالنا يتطورون بفضل ما قدمته أمازون. هنا لا شعورياً سنحب نحن أيضاً هذه الشركة التي تهتم بأطفالنا. تخيل مثلاً أن تجد مسئول يهاجم الشركة التي نحبها ويريد توقيع عقوبات عليها فماذا سيكون رد فعلنا؟ تماماً مثل اللوبي وهو أن نؤيد الآخر الذي لا يعادي شركة أطفالنا. لوبي مجاني بل ولوبي تحصل منه على أموال.
مسئولية مجتمعية
هذا هو السبب الوحيد المعلن والصريح والذي تقوله الشركات. فمن المعروف أن كل شركة من المفترض لها مسئولية مجتمعية نحو الشعب والمواطنين في المكان الذي توجد فيه وهذا الأمر وإن كان يخفي الكثير من الأمور التجارية والمزايا الضريبية لكن فعلياً هو واجب أخلاقي على الشركات عليها القيام به. هذه النقطة لا نحتاج للحديث المطول فيها لأن الشركات تقوم بالدعاية المكثفة لنفسها في هذا المجال ولن تجد مؤتمر لأبل يخلو من دقائق تتفاخر فيها أبل بما تقوم به من أجل المجتمع وتحسين حياة الأفراد وحماية البيئة وغيرها من الأمور التي تعني أن هذه الشركة تهتم بما حولها. فقط ابحث عن اسم الشركة وبجوارها عبارة CSR.
ربما للسيطرة على العقول
👍🏻
ابل هي الافضل دائما لكن محاولة الاسراع في الانتاج دائما ما تكشف عن اخطا وهذا ما حدث في ios11 اكثر اصدار شهد تحديثات ونسخ بيتا
الولاء المستقبلي وانا كنت منهم يوم ابوي اشترَ لي ايفون 4 كان على أيامه 💘
الايفون 4 كان بداية العشق لآبل لدي منذ الطفولة أيضاً
مقال ممتاز.
أتفق مع كل نقطة خصوصا الولاء المستقبلي فهو أمر مهم فعلا.
مقالاتكم التحليلية التي تحدث عن أمر تقني بشكل عام دائما تكون رائعة و متميزة.
مقال رائع استاذ بن سامي ❤️ ، و اوافقك بالذات في نقطة المستخدمين الجدد فإن عجزت شركة عن جذب مستخدمي النظام الاخر فما عليها الا ان تصنع اخرين منذ صغرهم ✨
السلام عليكم
اشكرك اخي بن سامي على المقال الرائع.
لكن اخواني ألا تلاحظون أن التقنية اصبحت في تباطئ عن السابق في المميزات،فأنا من متابعين موقع ايفون اسلام المميز من 2010 فأذكر وقتها لايمكن اطوف مقال واحد من كثرة الحماس لمعرفة جديد التقنية حيث ان المزايا كانت كثيره ، أما الآن وكأن التقنية وصلت ذروتها والافكار بلغت غايتها فأصبحنا لا نتحمس إلا لقليل من المميزات والله المستعان.
وجزاكم الله خير وبارك في جهودكم 🌹
أجل صحيح اخي
قلَّ الابتكار في الشركات وكثُر نسخ التقنيات بلا تطويرٍ كبيرٍ إلا بشكل طفيف، فأصبحت كل الشركات تتشابه في كثيرٍ من الأمور، فأصبح من النادر ان يلفت انتباه المستخدم أمرٌ جديد.
بالإضافة إلى تكرار الكثير من التقنيات والمميزات بلا اضافات في أغلب الاصدارات الجديدة، فأصبح الفرق بين هاتف 2018 وبين أي هاتف قديم لايُذكر وغير جوهريٍ غالباً وكأنه نسخة جديدة فقط من القديم.
والتنافس بين الشركات اصبح شبه متقاربٍ، حيث اصبحت اغلب شركات التقنية في أعلى مراحل تطورها، مما جعل أغلب الشركات بنفس مستوى القوة التقنية تقريباً
مقال ممتاز يا بن سامي
واوفقكم الرأي
مقال ممتاز … موفقين باْذن الله
الهدف من تعزيز المنتجات الخاصة بالأطفال هو تربيتهم على منتجات ايل التي أثبتت تفوقها وجودت التطبيقات الموجهة لهم
👍🏻👍🏻👍🏻
(ولاء مستقبلي) اوافق هذه الفقرة بالتحديد👌🏻
فعلاً استخدام هاتف من شركة معينة منذ الطفولة أو منذ وقتٍ مبكر بشكل عام هو اكثر مايجعل المرء يرتبط بالشركة وبمنتجاتها مستقبلاً ويرى صعوبة في الانتقال لغيرها.
ايضاً الاطفال يعتبرون وسيلة عاطفية لإجبار الأباء على شراء المنتجات لهم برضى الآباء أو بدونه غالباً :) وهذا بسبب إلحاحهم على طلبهم وعدم قدرة الأباء لردِّ طلبات صغارهم دائماً، وإن كان المنتج فعلاً يخدم الأطفال فالآباء غالباً سيؤيدون شراء المنتج أيضاً.
اوافق المقال كله👍🏻
مشكور اخي بن سامي👍🏻🌹
صحيح اختي نور اوافقك تماماً بارك الله فيك 👍🌹
وبارك الله فيك أخي الطيِّب ماجد🌹🌹
المقال جميل و اوافق الكاتب في رؤيته كامله فالاطفال هم المستقبل و الشركات تريد ضمان مستقبلها
مقال جميل
عشان الأطفال هم المستقبل
مقال جميل و أضيف على ماذكره الكاتب أنه حتى لو كان الجهاز قليل الفائدة او للتسلية فقط فأننا في الغالب نضعف أمام رغبات وطلبات أبناءنا وإلحاحهم أحياناً.. لذلك يعد الأطفال والمنتجات الموجهه لهم مهمة جداً بالنسبة للشركات في مختلف المجالات وشكراً لكم 🌹
شركات انتاج الابتوب تروج بطريقة قديمة كانت متبعة منذ 12 سنة من خلال تقديم برامج التلفاز بوجود لابتوب على الطاولة امام المقدمين بسبب انخفاض مبيعات الحواسيب المحمولة من جديد لماذا لن هذه الحواسيب عمرها الافتراضي سنة واحدة اما الايباد اير 2 حتى الان يعمل بقوة والطالب اذا لم يكن يدرس الجرافيك فالايباد ممتاز للطلاب اكثر شيء احبه في الايباد البطارية رائعة تدوم ليومين مع الاستخدام الثقيل اما اهتمام مؤتمرات شركات التقنية بالتعليم هو ليس للناس بل للحكومات
زامن به الكثير من الكراشات والاخطاء
يحتاج الى تحديث لحل المشاكل
على ما يبدو فإنك تستخدم جهاز بنظام الاندرويد! 😉