لا شك أن تقنية التعرف على الوجه تنتشر بسرعة كبيرة. ليس فقط على مستوى الهواتف وإنما في أماكن أخرى مثل مراكز التسوق والمطارات والدفع وغيرها. ولكن أي من تلك التقنية ترتقي لأن تكون بصمة للوجه وليس التعرف على الوجه، وأيهما أجدر بثقتنا. وكلنا يعلم أن الغرض الرئيسي من انتشار تقنية التحقق من الوجه سواء كانت بصمة أو تعرف، إنما هي لحفظ الخصوصية والحماية من التجسس والعبث في محتويات أجهزتنا. صادفنا حالات فردية لاختراق بصمة الوجه الخاصة بأبل في آي-فونها الأول X ولكن اختفت تلك الشكاوى بعد تطوير تلك التقنية في أجهزة الآي-فون اللاحقة. وإذا أردت اختراق آي-فون فعليك أولا امتلاك أجهزة معقدة الصنع مرتفعة التكاليف هذا غير مرورك بمراحل التجربة والخطأ عدة مرات، فبالتأكيد لن تصدق العملية من أول مرة.

وفي هذه المرة تم اختبار أربعة من أجهزة الأندرويد الفئة العليا وآي-فون X لمعرفة مدى سهولة اختراق تلك الأجهزة. حيث تم طباعة وجه باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد واختبار تقنية التعرف على الوجه الخاصة بأجهزة الاندرويد وآي-فون X. فماذا كانت النتيجة؟

الوجه المطبوع


وفقا لتقرير أعده موقع Forbs التقني، تمت طباعة الرأس في برمنغهام، المملكة المتحدة، في استديو يحتوي على 50 كاميرا، بحيث يتم التقاط صورة واحدة من جميع الزوايا يتم معالجتها في برامج تحرير مخصصة وتعديل أي أخطاء. ثم بناء نموذج لوجه بطريقة ثلاثية الأبعاد مكون من مسحوق الجبس، وإضافة بعض اللمسات الأخيرة والألوان المناسبة وبعد بضعة أيام أصبحت الرأس جاهزة للاستخدام. وكانت تكلفة العملية النهائية 300 جنيهاً استرلينياً.

وبالنسبة للاختبارات، تم استخدام وجه حقيقي لتسجيل التعرف على الوجه عبر خمسة هواتف وهي: آي-فون X وأربعة هواتف أندرويد ” هاتف LG G7 ThinQ و سامسونج  S9 وهاتف Note 8 وهاتف OnePlus 6″ ثم تم توجيه تلك الأجهزة واحدا تلو الآخر إلى الرأس المزيفة. بالنسبة لأجهزة الأندرويد تم فتحها مباشرة ولكن بدرجات متفاوتة في السهولة. بينما آي-فون X هو الوحيد الذي لم ينخدع بتلك الحيلة. وبهذا المبلغ الذي ذكرنا أو يزيد قليلا تستطيع عمل نسخة طبق الأصل منك، تمكنك من فتح أي هاتف أندرويد! ولكن مهلا! فالأمر ليس كما تعتقد وليس بتلك السهولة التي تظنها.


كان هناك تفاوت بين أمان أجهزة الأندرويد ضد الاختراق. على سبيل المثال، هاتف LG لم يتعرف على الوجه لأول مرة وظهرت رسالة مفادها أن وجهاً مشابهاً يحاول فتح الهاتف، وهذا يدل على أن هناك تطوير لتلك التقنية لديها.

وبالنسبة لهاتف سامسونج S9 ظهر أيضاً تحذير مماثل مفاده أن جهازك تم فتحه من قبل شخص ما يشبهك. ومن ذلك نلاحظ أن استخدام خاصية التعرف على الوجه فقط في تلك الأجهزة، سيكون أقل أمانا ويجب استخدام نمط أو رقم تعريف شخصي PIN أو كلمة مرور.

أما بالنسبة للتعرف على الوجه والقزحية معا فلم يتم فتح الجهاز ولم تستطيع الرأس المزيفة خداعها. وبالنسبة للتعرف على الوجه فقد تطلب الأمر إضاءة وزوايا مختلفة.


أما هاتف نوت 8 الذي يحتوي على ميزة “التعرف الأسرع” والتي أخبرت عنها سامسونج بأنها أقل أمانا من التعرف الأبطأ.

لم يكن الأمر مهما في ذلك الاختبار فقد تم خداع الجهاز وفتحه في كلا الحالتين، على الرغم من أنه لم يستغرق سوى القليل من الجهد مع الإضاءة والزوايا المختلفة في وضع التعرف الأبطأ. وحدث نفس الشيء بالنسبة للتعرف الأبطأ على كل من S9 وLG  حيث أثبتت LG أنها أكثر أمانا.


أما بالنسبة لهاتف Oneplus 6 فلم تصدر منه أي تحذير مثل الهواتف السابقة فقد تم فتح الجهاز بكل سهولة، وبالتالي هو الأقل أمانا بين تلك المجموعة.


آي-فون X

وبالنسبة لآي-فون X، فيبدو أن استثمار شركة آبل في مجال التكنولوجيا الاستثمار الأمثل قد أتى أكله فقد تم اختبار تقنية بصمة الوجه بداية مع أقنعة هوليود الواقعية والأكثر تطورا والتي أثبتت أن بصمة الوجه من المستحيل اختراقها من قبل ذلك النموذج الثلاثي الأبعاد الأقل تطورا.

جدير بالذكر أيضا، أن شركة مايكروسوفت قامت بعمل جيد في هذا المجال بحيث لم تتمكن الرأس المزيفة من اختراق تقنية التعرف على الوجه الجديدة في ويندوز Hello. ولا غرابة في أن أفضل شركتين في العالم تقدمان أفضل حماية.


استخدم رأسك وليس وجهك

إن أي شخص يشعر بالقلق من جهاز يمكن خداعه من خلال وجه مزيف، يجب أن يفكر في عدم الاعتماد على تقنية التعرف على الوجه وحدها، فعليه استخدام كلمة مرور قوية مكونة من حروف وأرقام ورموز.

ما رأيك في تقنيات التعرف على الوجوه المقدمة من تلك الشركات؟ وهل حان الوقت لاعتماد تقنية أبل في أجهزتهم؟ أخبرنا في التعليقات.

المصدر:

forbes

مقالات ذات صلة