لا يزال كسر الحماية “الجيلبريك” مستمر من قبل مجموعات من الهاكرز المتخصصين في إيجاد الثغرات وكسر قيود أبل والعبث بأجهزة وأنظمة التشغيل الخاصة بها والتحكم في كل شيء فيها تقريبا بداعي إضفاء المرونة عليها، ولا يخفى علينا أن أمر الجيلبريك قلت شعبيته كثيرا بعد أن أضافت أبل ميزات متعددة تغنينا عنه وعن شروره، وأصبح اكتشاف الثغرات وكسر الحماية بدافع المقايضة مع أبل على أغلب الحوال. إلا أن الأمر قد تطور كثيرا وقد يطول أجهزة غير الآي-فون لم يتوقع أن يتم عمل جيلبريك لها.


في الأيام الأولى للآي-فون ونظام تشغيله iOS، قبل حتى أن يطلق عليه حتى “iOS”، كان هناك الكثير من الأشياء التي لا يمكنك ببساطة القيام بها بدون جيلبريك. على سبيل المثال، لم تبدأ أبل في تقديم دعم مباشر لتعدد المهام، حتى ظهور آي-فون 4 و iOS 4، ولما قدمته كان محدوداً جداً.

وبالنظر إلى المميزات التي جاء بها الجيلبريك، فقد جاءت على حساب الأداء وعمر البطارية ناهيك عن المخاطر الأمنية الجسيمة من خلال تجاوز العديد من وسائل الحماية التي قامت أبل بتضمينها في نظام iOS، بما في ذلك القيود المفروضة على السماح للتطبيقات بالوصول إلى البيانات من خارج “وضع الحماية” الخاص بها، مثل الصور والرسائل وجهات الاتصال.

ومع تطور نظام التشغيل iOS، تمت معالجة الكثير من القيود التي تم تصميم الجيلبريك خصيصاً للتغلب عليها من خلال توسيع أبل لقدرات iOS بطريقة أكثر أمانًا وأكثر تحكمًا.

على سبيل المثال،أصبح النظام يدير تعدد المهام والتطبيقات بطريقة تحافظ على عمر البطارية والأداء من خلال عدم السماح لأي تطبيق بالتسلل والعمل في الخفاء في الخلفية والقيام بكل ما يريد. وبالمثل، يمكن للتطبيقات الآن قراءة الصور ومعلومات الاتصال، ولكن فقط عن طريق طلب الإذن صراحة من المستخدم.

إلا أنه لا يزال هناك منتج واحد على الأقل من أبل يبدو أنه قد حان الوقت للتخفيف من قيوده وإظهار مميزات جديدة يمكنه فعلها من خلال كسر تلك القيود وعمل جيلبريك له، وهو مكبر الصوت الذكي HomePod من أبل، والذي لا يزال محدودًا للغاية في قدراته.


جيلبريك HomePod

في العام الماضي تمكن باحث أمني من إيجاد ثغرة لكسر حماية الآي-فون بشكل دائم بغض النظر عن إصدار iOS الذي يتم تشغيله به. وأشار إلى أن كل جهاز يعمل بشريحة A-series من A5 إلى A11 معرض للخطر، وهو ما يعني من الناحية العملية أن جميع أجهزة الآي-فون من 2011 أي آي-فون 4S إلى 2017  أي آي-فون X، إلى جانب أجهزة iPad و iPod touch ذات الصلة، وقد يشمل ذلك حتى الجيل السابع من iPod touch للعام الماضي وآي-باد برو 10.2 بوصة، وكلاهما لا يزال يستخدم A10.

ويبدوا أن الأمر قد تتطور وسمح بإنشاء أداة جديدة لكسر الحماية، تحت مسمى checkra1n، والتي يمكن أن يتم من خلالها كسر الحماية من آي-فون 5s إلى آي-فون X، حتى عند تشغيل أحدث إصدارات iOS. ويذكر أن هناك دعمًا أوليًا لنظام iOS 14.

الآن قام المطورون والباحثون ومن وراء ثغرة checkra1n بتوسيع الأداة للسماح لنظام تشغيل HomePod، الذي يعتمد الآن على tvOS، بإلغاء قفله لأول مرة على الإطلاق، مما يفتح السماعة الذكية لعالم جديد تمامًا من الاستخدامات المحتملة.

حتى الآن، يبدو أن الفريق تمكن من كسر حماية HomePod الأصلية، وهو أمر غير مفاجئ إلى حد ما لأنه يعمل على شريحة A8، والتي ستكون في نطاق شرائح أبل المعرضة لكسر حمايتها من قبل الثغرة القديمة checkm8 وبالتالي كسر حمايتها سيكون مدعوما من قبل الأداة الجديدة checkra1n. من ناحية أخرى، يستخدم HomePod mini شريحة أبل S5 جديدة مصممة خصيصًا لها، والتي تم دعمها وحمايتها جيدا ضد المخاطر الأمنية المحتملة، ولكن هيهات، فهناك من يتربص بها، فهل سيتمكنون منها؟

في هذه المرحلة، لم يتمكن مجتمع الجيلبريك من الوصول إلى نظام التشغيل HomePod إلا بشكل محدود جدا، عبر ما يعرف بـ  (SSH). ومع ذلك، يعد هذا إنجازًا مهمًا، فقد سمح لهم هذا بالتجول واستكشاف  “HomePod “audioOS بطريقة لم تكن ممكنة من قبل.


ماذا يعني هذا؟

ليس من الواضح حاليًا ما الذي قد يحدث نتيجة لذلك، ولكن الحصول على هذا المستوى، يعد خطوة أولى مهمة نحو فتح عالم جديد تمامًا من الاحتمالات لأولئك الذين يرغبون في الجيلبريك.

مبدئيا، قد يسمح ذلك بإجراءات بسيطة مثل عرض ألوان مخصصة أعلى HomePod، وإطلاق الإشعارات والإعلانات من السماعة، وربما حتى جعلها متاحة كمكبرات صوت بلوتوث قياسية.

وقد يمكن استبدال Siri بمساعد آخر على HomePod، إلى جانب فتح الدعم لمزيد من خدمات البث التابعة لجهات خارجية بخلاف ما تقدمه Apple بالفعل.

إن جيلبريك HomePod لا نوصي به أبدا نظرا للمخاطر الأمنية من التجسس وغيره، ولكن بالنظر إلى الجانب الإيجابي لهذا الأمر، فقد يشجع أبل على وضع ميزات جديدة مثل ما حدث مع الآي-فون، فقد يتم فتح مكبر صوت HomePod على خدمات وتطبيقات الطرف الثالث، وثني عزم من يحاول كسر حماية HomePod وتعريض خصوصيته للخطر.

هل تؤيد كسر حماية HomePod للحصول على ميزات جديدة؟ وهل على أبل أن تنظر لمطالب مستخدميها لكي لا يقعوا ضحية لمثل هذه القرصنة؟ أخبرنا برأيك في التعليقات.

المصدر:

idropnews

مقالات ذات صلة