ذات مرة، كانت أمازون تبيع الكتب فقط وأبل باعت أجهزة الكمبيوتر و جوجل كان مجرد محرك بحث، لقد ولت تلك الأيام منذ زمن بعيد وأصبحت تلك الشركات بالإضافة إلى فيسبوك ومايكروسوفت عمالقة التكنولوجيا التي تهيمن على هذا المجال ويمتلكون حتى نفوذاً كبيراً على حياة مستخدمي الإنترنت، وما لا تعرفه أن تلك الشركات أحيانا تتعاون مع بعضها البعض وفي أحيان كثيرة تتعدى على بعضها البعض لحماية نفسها وتوسيع نفوذها وهيمنتها. تعرف على العلاقات بين مجموعة Big Tech أو عصابة FAAMG وهو اسم يطلق على الخماسي وهم أنفسهم مجموعة FAANG لكن مع استبدال نتفليكس بمايكروسوفت.
ما القصة
قام عمالقة التكنولوجيا بحماية أنفسهم ضد التهديدات التنافسية وفتحوا جبهات قتال جديدة باستخدام حجمهم ومواردهم لاكتساب الشركات الصغيرة والمواهب لتوسيع خطوط إنتاجهم وخدماتهم، وعلى الرغم من أن هذا النمو ساعدهم على أن يصبحوا أقل اعتمادا على الآخرين، إلا أن المشهد المتغير قد خلق بعض المنافسات المريرة والقوية، حيث انتقد مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك و تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل، بعضهما البعض في تصريحات حول خصوصية البيانات وميزة شفافية تتبع التطبيقات وحتى عمولة متجر التطبيقات كما تبادل المسؤولون التنفيذيون في جوجل ومايكروسوفت مؤخرا الانتقادات اللاذعة بشأن ممارساتهم حول استضافة محتوى إخباري والدفع للناشرين.
ومع كل تلك الكراهية بين عمالقة التكنولوجيا إلا أنه لم يتم القضاء على العلاقات بين تلك الشركات تماما، يقول إبراهام لينكولن، الرئيس الأسبق لأمريكا “عليك أن تمحق عداء عدوك بجعله صديقاً” وهذا ما يفعلونه، فهم يواصلون العمل معًا في كل شيء بدءًا من تطوير البرمجيات وحتى دعم الصناعة، إلى جانب تسويق تطبيقاتهم ومنتجاتهم على الأنظمة الأساسية لبعضهم البعض، وسوف نستعرض بعد قليل بالرسومات التوضيحية، لمحة سريعة عن كيفية تنافس عمالقة التكنولوجيا فيما بينهم وكيف يعتمدون على بعضهم البعض لتحقيق النجاح
الحوسبة السحابية
بينما لا تزال أمازون وخدمتها AWS هي أكبر لاعب في مجال الحوسبة السحابية، إلا أن مايكروسوفت وجوجل يحاولان الحصول على حصة في هذا السوق، أما بالنسبة إلى فيسبوك وأبل، فهما لا يوفران خدمات استضافة لشركات أخرى ولكن أبل تستضيف بعض بيانات خدمتها آي كلاود على خدمة أمازون السحابية وأيضا جوجل.
الخطوط الحمراء تعني عداوة بين هذه الأطراف؛ والخضراء صداقة والصفراء تعني أنهم ليسوا أصدقاء لكن أيضاً ليسوا أعداء والرمادية تعني لا علاقة ملحوظة بينهم في هذا المجال.
الإعلانات الرقمية
تلعب كلا من فيسبوك وجوجل أدوارا مهيمنة في مجال الإعلانات الرقمية، ولكن، بدأت تظهر في الساحة شركات أخرى مثل أمازون ومايكروسوفت وأبل ولكن هذا لم يمنع أمازون من أن تعتمد على جوجل وتشتري إعلانات على كلمات رئيسية معينة في محرك البحث الخاص بها، كما أن محرك البحث جوجل هو المصدر الذي يجلب أكثر الإحالات لجزء كبير من بائعي أمازون الخارجيين، كذلك، تخضع اتفاقيات الإعلانات المنفصلة عبر الإنترنت بين فيسبوك وجوجل وكذلك بين جوجل وأبل للتدقيق من قبل المنظمين.
الخطوط الحمراء تعني عداوة بين هذه الأطراف؛ والخضراء صداقة والصفراء تعني أنهم ليسوا أصدقاء لكن أيضاً ليسوا أعداء.
تجميع الأخبار
لطالما اهتمت منصات الإنترنت بالأخبار كطريقة لإشراك المستخدمين وأعلنت كلا من جوجل وفيسبوك عن خطط منفصلة لإنفاق مليار دولار على محتوى الأخبار خلال السنوات الثلاثة القادمة، بينما أبل فتوفر لمستخدميها خدمة أبل نيوز وهي عبارة عن خدمة إخبارية مدفوعة أما مايكروسوفت فتوفر منتجا اخباريا عبر المتصفحات والتطبيقات.
الخطوط الحمراء تعني عداوة بين هذه الأطراف؛ والخضراء صداقة والصفراء تعني أنهم ليسوا أصدقاء لكن أيضاً ليسوا أعداء والرمادية تعني لا علاقة ملحوظة بينهم في هذا المجال.
خدمات الألعاب
استثمرت الشركات الخمس مجتمعة مليارات الدولارات في صناعة ألعاب الفيديو، من النشر لتطوير الأجهزة والملحقات، اليوم تدير كل شركة خدمة ألعاب قائمة على الاشتراك أو مجانية للعب، أبل والتي لديها خدمة Apple Arcade تُزعج فيسبوك وجوجل ومايكروسوفت عبر القيود التي تفرضها على خدمات الألعاب السحابية داخل متجر تطبيقاتها، بعض خدمات الألعاب تعتمد على قنوات توزيع خاصة بالمنافسين للوصول للمستخدمين حيث يمكن تشغيل خدمة جوجل stadia على تلفزيون أمازون فاير ويمكن تنزيل تطبيق خاص بوحدة التحكم لخدمة ألعاب أمازون السحابية عبر متجر جوجل بلاي.
الخطوط الحمراء تعني عداوة بين هذه الأطراف؛ والخضراء صداقة والصفراء تعني أنهم ليسوا أصدقاء لكن أيضاً ليسوا أعداء.
الشبكات الاجتماعية والبث
يمتلك فيسبوك واحدة من أكبر الشبكات في العالم، لكن الميزات مثل التجارة الإلكترونية والبث المباشر، أعاد تعريف العلاقات التنافسية للشركة، ويتنافس جوجل عبر خدمته يوتيوب مع twitch لأمازون في البث المباشر وسوف تجد أي تطبيق في متجر المنافس، أيضا يتنافس موقع لينكد إن لمايكروسوفت مع منصات أخرى ولكنه يتنافس أيضا مع فيسبوك وجوجل في تحقيق إيرادات من عمليات التوظيف.
الخطوط الحمراء تعني عداوة بين هذه الأطراف؛ والخضراء صداقة والصفراء تعني أنهم ليسوا أصدقاء لكن أيضاً ليسوا أعداء والرمادية تعني لا علاقة ملحوظة بينهم في هذا المجال.
المتاجر
منصات استضافة التطبيقات أو ما يطلق عليها المتاجر، هي البوابات المهمة لكيفية وصول الأشخاص للبرامج عبر الويب، تدير أبل وجوجل أكبر سوقين لتطبيقات الأجهزة المحمولة، ولكنهما توزعان أيضا تطبيقاتهما الخاصة من خلال النظام الأساسي لبعضهما البعض، وفي النفس الوقت تخوض فيسبوك ومايكروسوفت التي تدير متجرا لأجهزة الويندوز وآخر للإكس بوكس، حربا شرسة مع أبل بسبب قواعد سياسات متجر تطبيقات آب ستور الصارمة والتي يجدونها متعسفة واحتكارية لكن رغم الحرب الشرسة لكنهم ليسوا متنافسين بل الحرب هي لاختلاف وجهات النظر في طريقة الإدارة.
الخطوط الحمراء تعني عداوة بين هذه الأطراف؛ والخضراء صداقة والصفراء تعني أنهم ليسوا أصدقاء لكن أيضاً ليسوا أعداء.
تطبيقات التراسل
تمتلك الشركات تطبيقات تراسل تنافس بعضها البعض ومع ذلك تقوم كل شركة بتوزيع تطبيقها على منصات المنافسين للوصول إلى مستخدمين جدد، ووصف مؤسس فيسبوك، والذي يضم أكبر خدمتين مراسلة وهما فيسبوك ماسنجر وواتساب، شركة أبل بأنها منافسة في مجال المراسلة وتهديد تنافسي متزايد على جبهات أخرى.
الخطوط الحمراء تعني عداوة بين هذه الأطراف؛ والخضراء صداقة والصفراء تعني أنهم ليسوا أصدقاء لكن أيضاً ليسوا أعداء.
الأجهزة القابلة للارتداء
من أجل المنافسة بقوة في سوق الأجهزة القابلة للارتداء والتي تمتلك فيه أبل حصة كبيرة، قامت جوجل بشراء Fitbit التي تُباع منتجاتها على منصة أمازون كما يتم دمج أليكسا في بعض أجهزة Fitbit ، وفي الوقت نفسه تسعى أمازون للحصول على حصة من السوق ولهذا تغازل المستخدمين عبر سوارها الذكي “أماون هالو” وبالنسبة إلى فيسبوك فيعمل على تطوير جهاز يمكن ارتدائه على المعصم ويمكن مزامنته مع النظارات الذكية التي هي الأخرى لا تزال قيد التطوير.
الخطوط الحمراء تعني عداوة بين هذه الأطراف؛ والخضراء صداقة والصفراء تعني أنهم ليسوا أصدقاء لكن أيضاً ليسوا أعداء والرمادية تعني لا علاقة ملحوظة بينهم في هذا المجال.
الهواتف الذكية
بينما تنتج الشركات الخمس برامج للهواتف الذكية، فإن ثلاثة شركات فقط هي ما تقوم بتصنيع الأجهزة، أبل بالطبع لديها جهازها الشهير الآي-فون، أما أمازون فاختفت بعدما فشل هاتفها فاير، ولكنها تبيع هواتف بيكسل الخاصة بجوجل إلى جانب أجهزة الآي-فون على منصتها ومايكروسوفت ابتعدت عن المجال منذ سنوات ولكنها دخلت مؤخرا بمزيج من الهاتف والتابلت عبر جهازها القابل للطي Surface Duo.
في النهاية، هكذا ستكون الحياة دائما، ساحة للتنافس تارة والتعاون تارة أخرى وإذا كان هناك حروب بين شركات التكنولوجيا في مجال ما، سوف تجدونهم متعاونون في مجالات أخرى وكل هذا من أجل التفوق والنمو، وكما يقول المثل المصري “اللي مش هتحتاج وشه النهارده بكره تحتاج لقفاه”.
الخطوط الحمراء تعني عداوة بين هذه الأطراف؛ والخضراء صداقة والصفراء تعني أنهم ليسوا أصدقاء لكن أيضاً ليسوا أعداء والرمادية تعني لا علاقة ملحوظة بينهم في هذا المجال.
المصدر:
مشكورين على المجهود
من كثر ماقريتها بالمقال، اتخيل لو ادخل غرفتي وتظهر الرسالة: الخطوط الحمراء تعني عداوة بين هذه الأطراف؛ والخضراء صداقة والصفراء تعني أنهم ليسوا أصدقاء لكن أيضاً ليسوا أعداء والرمادية تعني لا علاقة ملحوظة بينهم في هذا المجال.
يعني بالعربي
هذا إذا قالوا لك لعب كبار
باختصار
لايوجد خطوط حمر و لا صفر، يوجد مال و مصالح، و حين تتضارب المصالح تحصل عداوة مؤقتة، و حين تتوافق المصالح يسود الوئام المؤقت، و هو نفس مبدأ السياسة: لا عدو دائم و لا صديق دائم، هي المصلحة اولا، و أخيراً كل شركات التكنولوجيا هي عملات ذات اوجه متعددة.
💯👍
مرحبا ايفون اسلام
ماهي خدمة AWS من امازون التي تكلمتم عليها ممكن شرح 😇
تطبيقكم رائع نريد مزيد من الابداع 💎
شكرا لكم علي هذه المعلومات القيمه والمفيده لنا كامستخدمين تقنيه
والي الامام دئما ومن نجاح لنجاح باذن الله
هي أيضًا نوع من أنواع السياسة
و اللتي بها مبدأ مرعب …قامت عليه السياسة…..
( لا صداقة دائمة… ولا عداوة دائمة )
لكن هناك مصلحة دائمة
و هذا هو لعب الكبار ..😩🤔
شكرا لكم على هذا الموضوع الجميل
مجهود تشكرون عليه
تلخيص ممتاز لعلاقات الكبار
” اللي مش هتحتاج وشه النهارده بكره تحتاج لقفاه”. عشان تديه على أفاه؟
حدثونا عن الاختراق الذي حدث لشركة آبل .. تفصيلاً إن أمكن