عندما قدمت أبل الآي باد وعدت بأنه سيشكل التغيير في كثير من المجالات ولا تزال أبل تتحدث عن الإبداع الذي يقوم به الناس بالآي باد. وهذا هو أسلوب أبل منذ البداية، فهي تدعي أنها كما المثل لا تعطيك سمكة بل تعلمك كيف تصطاد، لا تعطيك الميزة بل تتيح للمطورين الإبداع كما تخترع مخيلاتهم في التطبيقات. وهذا أدى إلى تميز الآي باد في العديد من المجالات منها “الخدمة الاجتماعية”.

كيف غير الآي باد حياة ذوي الاحتياجات الخاصة؟

نعم يمكننا القول بأن الآيباد يقوم بـ “خدمة اجتماعية” لأنه شكل نقطة فارقة في استخدام التكنولوجيا لدى المعاقين أو كما يجب أن نقول “ذوي الاحتياجات الخاصة”. سواءً من حيث المميزات التي صممتها أبل في النظام كميزة التوجيه الصوتي لفاقدي البصر أو حتى إيماءات الرأس التي تسهل على البعض ممن لديهم ظروف خاصة استخدام الآي باد، أو من حيث التطبيقات التي انتشرت على متجر البرامح بشكل كبير، والتي تستفيد من قدرات الجهاز التي توفرها أبل لهم.. فيما يلي سنذكر بعض الطرق التي غير بها الآي باد حياة ذوي الاحتياجات الخاصة.


جهاز للتواصل:

Disabilities-01

قبل الآي باد كان استخدام تكنولوجيا “اللمس للتحدث” والتي تساعد فاقدي النطق على الكلام من خلال اللمس وكتابة ما يريد أن يقول على شاشة ومن ثم يقوم الجهاز بنطق ما كتب عليه، لكن هذا الجهاز كان سعره مرتفعاً للغالية حيث يتكلف ما يقرب من 8000 دولار. ولكن الآن أصبح الأمر أسهل وأرخص بكثير، فيمكنك الحصول على تطبيقات تقوم بنفس المهمة للآي باد بـسعر 500 دولار أو حتى 200 دولار لبعض التطبيقات مثل تطبيق Proloquo2Go والذي يتيح استخدام هذه التقنية.

بعد هذه التقنية الرخيصة نسبياً أصبح لذوي الاحتياجات الخاصة، ممن لا يستطيعون الكلام وسيلة ليتكلموا بها. ويتيح لك التطبيق خيارات متعددة مثل إلصاق أوامر بصور محددة، وتخصيصها لتناسب حياة واحتياجات كل شخص. تطبيق آخر يعمل بتقنية مشابهة وهو Assistive express وهناك غيره العديد من التطبيقات.


أداة للتعليم:

امتلأ متجر أبل بالتطبيقات التي تعلم المهارات الأساسية التي يجب أن يتعلمها ذوي الاحتياجات الخاصة مما أسهم في تطوير قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل ملحوظ وفي وقت قصير نسبياً في بعض الحالات.


مراقبة وتعديل التصرفات:

Disabilities-02

ذوي الاحتياجات الخاصة لابد لهم من أسلوب معين وتسجيل التغيرات التي تحدث لهم، من التطبيقات الشهيرة في هذا المجال “Behavior tracker pro” هو تطبيق يتيح للأهل والمعالجين متابعة التقدم في التصرف لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم تسجيل الملاحظات عن التصرفات وفيديو للتصرفات الجيدة والسيئة؛ لعرضها لاحقاً، ويحول كل هذه المعلومات لجداول ورسوم بيانية تساعد في تحليل الحالات.

ليس فقط الأطفال من ذوي الاحتياجات يمكنهم استخدام التطبيقات في حياتهم. أيضاً العجائز المصابين بمتلازمة فقدان الذاكرة “الزهايمر” يمكنهم الاستفادة من تطبيقات مثل Medication Reminder الذي يقوم بتذكير المريض بمواعيد أخذ الدواء. وتطبيق Memory Practice الذي يحتوي على تمرينات لتقوية الذاكرة، وتطبيق Nudge الذي يعطي مذكرة كل 15 دقيقة لعمل شيء مخطط مسبقاً يجب أن يفعله الشخص الذي يعاني من فقدان الذاكرة كي يذكره بما يجب فعله.

Disabilities-03

من الأمثلة الكثيرة لمساعدة الآي باد لذوي الاحتياجات الخاصة: طفل ولد ولديه شلل دماغي معتدل، هو الطفل نوح عبد الرحمن الذي يظهر في الصورة أعلاه الذي أثّر مرضه على الإدراك عنده وحركة الجسم العلوية والسفلية لديه.. عندما وصل عمره السنتين قال الأطباء إنه متأخر عن عمره بما لا يقل عن سنة، ومن ثم حصل على جهاز آي باد.. بعد أربعة أشهر من استخدامه تساوت مهاراته مع عمره وتحسنت حالته، ومع بلوغه سن الثالثة كانت قد تحسنت مهاراته بشكل كبير، وأصبح يقضي ما يقارب الساعتين على جهاز الآي باد الخاص به، ويستفيد من خلال برامج تعليم الكتابة والقراءة وبرامج تعليم اللغات.

بالرغم من تداخل الأجهزة الذكية في حياة البشر في مجالات كثيرة، منها ما قد أفسد بعض الروابط الاجتماعية، إلا أنها قد قدمت أيضاً خدمة كبيرة للمجتمع والتعليم الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون إلى أن يستفيدوا بكل ما يتم اختراعه من جديد في عالم التقنية.

راجع مقالات سابقة :

شرح ميزة إمكانية الوصول الجزء الأول ، الجزء الثاني

ما مدى فاعلية الآي باد لذوي الاحتياجات الخاصة في رأيك؟ وهل يمكن أن يزيد دوره؟

المصادر:

mashable |

مقالات ذات صلة