شهدت الأعوام الماضية تكهنات عديدة عن التكنولوجيا الجديدة التي ستغزو العالم بعد الانتشار الهائل للهواتف الذكية وكانت من بينها الساعات الذكية والتي توقع لها الكثير أنها الشيء العظيم القادم إلينا، ولكن هل حققت الهدف المأمول منها بعد 3 سنوات من صدورها؟ أم فقاعة واختفت في سماء التكنولوجيا؟

مستقبل الساعات الذكية، إلى أين؟


نظرة سريعة على تاريخ الساعات الذكية

pebble_compared_

بالطبع تاريخ الساعات الذكية قديم ولكن شهد نهاية 2013 الولادة الحقيقية للساعات الذكية التي نعرفها بشكلها الحالي مع صدور ساعة ذكية لا تعمل باللمس لشركة مغمورة وقتها تدعى “بيببل” والتي اصبحت بعدها من أهم مصنعي الساعات الذكية ومنذ ذاك الحين أصبحنا نشاهد مصطلح التكنولوجيا القابلة للارتداء ينتشر بين متابعي التقنية حتى كانت كل شركة تعمل على نسختها لساعة ذكية رغبة منها بالحصول على سبق في تقديم منتج فريد وجديد وكانت سامسونج صاحبة السبق بذلك بتقديم ساعة تعمل بنظام خاص بها وهي الجيل الأول من جالاكسي جير والتي لم تحقق أي نجاح يذكر ثم توالت الإعلانات عن ساعات ذكية وجميعها وقع بنفس فخ سامسونج ولم يقدم شيء جديد وبقي هناك تكهنات حول أبل وجوجل عن سبب تأخرهما لخوض غمار هذه التجربة الجديدة وفي مؤتمر جوجل السنوي عام 2014 أعلنت جوجل رسمياً عن نظام أندرويد وير وكانت شركة إل-جي أول شركة تصدر ساعة بالنظام الجديد وقد لاقت استحسان الكثير وانتظر الجميع قول أبل في هذا الصدد وصدقت التوقعات حين أعلنت أبل أخيراً عن ساعتها في مؤتمر الآي-فون 6 وبهذا شهدنا دخول أهم الشركات التقنية عصر التكنولوجيا القابلة للإرتداء، دعونا ننظر للنتيجة إذا.


هل الساعات ذكية مجرد سراب؟

smartwatches1

في كل منتج جديد يصدر يقاس مدى نجاحه بالمبيعات التي استطاع تحقيقها ولكن إذا راجعنا مبيعات الساعات الذكية سنرى بأنها مخيبة للآمال فعلاً فعلى سبيل المثال في مؤتمر أبل الذي تلى إعلان ساعة أبل الأولى رفضت أبل الإفصاح عن رقم حقيقي لعدد الساعات التي باعتها على غير عادتها في منتجاتها الآخرى وتحدثت فقط بأنها تغلبت على شركات الساعات التقليدية في العائدات (ما عدا رولكس)، كما تظهر دائماً  تقارير شهرية عن تدني مبيعات ساعة أبل باطراد فحسب تقرير فإن عام 2016 أي بعد عامين على صدور الساعة الأولى انخفضت شحنات الساعة من عام 2015 إلى 2016 من 15% إلى 25% وحتى بعد صدور الجيل الثاني منها خلال الأشهر الماضية لم يحقق نجاح يذكر عن سابقاتها بل أن الإصدار الأول استطاعت بيع عدد أكبر عند الإطلاق من الثاني، وقد ذكرنا ساعة أبل مثال دوناً عن الآخرين وذلك لأنها أكثر الساعات الذكية مبيعاً وأكثرهم نجاحاً فما بالك بالساعات الآخرى.


هل فشلت الساعات الذكية أم أنها البداية فقط؟

smartwatch-fitness

في البداية دعونا نتسأل، هل الساعات المطروحة ذكية فعلاً؟ هل نحتاج فعلاً لمعرفة عدد خطواتنا ودقات قلبنا يومياً؟ هل إستخدامها بدلاً من الهاتف الذكي الموجود في جيبي بالفعل حاجة ملحة؟ في أحد المرات صرح رئيس فريق نظارة جوجل ثاد سترنر “إذا لم تقم الأداة التي تستخدمها بعملها خلال ثانيتين فإن استخدامها سيخف بشكل تدريجي” وهذا ما يحصل مع الساعات الذكية والتي من المفترض أن تقدم حل أسرع من اخراج هاتفك من جيبك والرد على رسالة أو مكالمة على سبيل المثال، ولكن في الحقيقة لم تقم اي ساعة بذلك فهي ذات شاشات صغيرة والتحكم بها أصعب من الهواتف الذكية وبذلك لم تخدم هدف السرعة.

هل نحتاج فعلاً دفع أموال إضافية لمعرفة عدد الخطوات ونبضات القلب؟ والتي هي اصلاً ميزة يمكن أضافتها في أي هتاف ذكي كما فعلت أبل في الآي-فون 5s والذي يقدم نتائج مثل التي تقدمها الساعة؟ فعندما لا تكون حاجة لشيء ما، اخلق أنت هذه الحاجة للمستخدمين وهذا ما تقوم به الشركات مع الساعات الذكية لبيعها للمستخدمين، اذكر قصة طريفة حدثت مع صديقي فقد اشترى سوار للياقة البدنية وارتداه طوال الوقت وقد أعجب بنتائجه ولكن بعد فترة لم أعد أراه يرتديه فسألته عن السبب فقال لي “بأني أنام نفس عدد ساعات النوم، وامشي كل يوم في نفس الطرق فما حاجتي إليه؟” هذه الحادثة الطريفة تكرر بشكل كبير لدينا نشتري الأشياء التي لا نحتاجها لاعتقادنا بحاجتها لدينا.


هل الساعات الذكية المستقبل القادم؟

future-smartwtach

إذا البداية لم تكن مشجعة هذا لا يعني أن التجربة فشلت فمن الممكن أننا في مرحلة التجريب ومن الممكن أن نشهد تطوير كبير قادم يجعل استخدام الساعة الذكية حاجة ملحة كالهاتف الذكي وللقيام بذلك يجب على الشركات التركيز على عامل السهولة والسرعة في الاستخدام، ومراعاة الموضة وتنوع الأذواق فالكثير من السيدات يمتنعن عن ارتداءها لأن جحمها كبير ولا يناسب الكثير من الأذواق كما يجب مراعاة الاستخدامات الطبية للساعات الذكية بشكل أكبر لتحقيق أقصى استفادة منها، فهل نرى اليوم الذي نتخلى به عن الهواتف الذكية لصالح أجهزة قابلة للارتداء؟

هل تملك ساعة ذكية؟ وهل ترى أنك غير قادر على الإستغناء عنها؟

مقالات ذات صلة