قديماً كان سوق التطبيقات أبسط من اليوم بكثير. وتطور بشكل سريع ومستمر. فكان اختيارك القانوني الوحيد للحصول على البرامج هو الدفع لشراء البرنامج. كما كانت هذه البرامج باهظة الثمن. لذا لجأ قطاع كبير من المستخدمين إلى القرصنة للحصول على البرامج بالمجان. ولكن الآن نجد تطبيقات وخدمات كثيرة قد ابتعدت حتى عن المجانية المدعمة بإعلانات واتجهت بشكل كامل إلى نظام الدفع من خلال اشتراك. فما التاريخ وراءها وكيف صعد نظام الاشتراكات إلى القمة؟
بدأ التطور بالشراء من داخل التطبيقات
فقد بدأ شراء المحتوى من داخل التطبيقات كوسيلة لتقليل ثمن البرامج أو حتى جعلها مجانية حتى يستسيغ المستخدم شراءها أو استخدامها. ثم إغرائه بشراء إضافات لتحسين البرنامج أو الحصول على محتوى إضافي. وبذلك يحقق المطور انتشاراً أوسع لتطبيقه كما أنه يحقق ربحاً مستمراً يمكنه من الاستمرار بتطوير التطبيق وتحسينه.
ثم ظهر نظام الاشتراك
بدأ نظام الدفع بالاشتراكات مع خدمات يسهل تبريره فيها. كخدمات بث الموسيقى مثل سبوتيفاي وأنغامي. وتلك الخاصة ببث المسلسلات والأفلام مثل نتفلكس وشاهد. ومع الوقت نجحت هذه الخدمات في تحقيق أرباح كبيرة فكان نظام دفع مبلغ بسيط بشكل شهري أو سنوي للحصول على كل المحتوى، وبلا حدود مغرياً جداً. خصوصاً بالمقارنة مع خدمات التلفاز المدفوعة والتي كانت تكلف أكثر. ولكن النظام الجديد حاز إعجاب الشركات الكبرى وبدأت في إلغاء برامجها المدفوعة. ثم تشغيلها باستخدام الاشتراكات والتي تحقق الربح المستمر.
واستمر الإعلان عن الثمن الرخيص
فقد استمرت الشركات في الإعلان عن نظم اشتراكاتها الجديدة كبديل للبرامج الغالية. خاصة أن البرامج في السابق كانت أغلى بكثير من الآن. فقد كان شراء حزمة أدوات أدوبي للمصممين يبدأ من 1900 دولار أمريكي. بالإضافة إلى 600 دولار أخرى إن أردت المميزات كاملة. أما مع الاشتراك الحالي فيمكنك دفع 60 دولاراً بشكل شهري. ولكن الأن أصبح متوسط أسعار البرامج أقل. سواء الاحترافية مثل أدوبي أو تلك البسيطة كالتي تقوم بتحميلها على الآي-فون. لأن طرق الربح من خلال تطوير التطبيقات أصبحت أكثر تنوعاً. وأصبح الدفع مرة واحدة لشراء التطبيقات أكثر منطقية من الدفع الشهري أو السنوي مدى الحياة.
أصبحت التحديثات أسهل
قبل نظم الدفع الجديدة، كان تحديث البرامج صعباً. خصوصاً تلك الكبيرة منها مثل برامج مايكروسوفت أوفيس. وأدوات أدوبي التي تتضمن برنامج فوتوشوب الشهير. فكان على الشركات العمل على تحديثات كبيرة ومليئة بالمزايا. لأنها لن تكون مجانية بل سيكون على المستخدم إما شراء المنتج مرة أخرى أو شراء تلك التحديثات بشكل منفصل.
أما الآن فالشركات تضمن الدخل المستمر من ثمن الاشتراكات. فتقوم بالعمل على المزايا بشكل أكبر. وتقوم بالتركيز على كل ميزة بشكل منفصل. ثم تطلقها للمستخدمين مع إصلاحات للمشاكل إن وجدت. بشكل ثابت ومستمر.
وليست الشركات هي المستفيد الوحيد بل يحصل المستخدمون على التحديثات المستمرة والسريعة. ومزايا أفضل بكثير قد تم العمل عليها بشكل قوي ومكثف.
هل يستطيع أحد المنافسة بشكل مختلف؟
تحاول عدة شركات حالياً العودة إلى نظم الدفع القديمة مع إضافة إبداعات جديدة في المحتوى. كي يصبح الثمن الأرخص والدفع لمرة واحدة هو أحد أهم ميزاتها التي تفرقها عن برامج الشركات الكبيرة. مثل الشركات المطورة لبرامج Affinity و Pixelmator منافسي فوتوشوب. تقوم هذه الشركات ببيع برامجها الكاملة لمرة واحدة وبأسعار ممتازة وتحديثات مستمرة. ثم تقوم ببيع إضافات منفصلة للتطبيق تتنوع في أشكالها حسب طبيعة كل برنامج. وقد ظهر إبداع كبير في تلك المحاولات وبدأت بمنافسة كبار الشركات التي أجبرت المستخدمين على اشتراكاتها الباهظة في غياب المنافسة.
هل كل الاشتراكات بهذا السوء؟
صحيح أن العديد من الشركات أصبحت تطلب اشتراكات لاستخدام برامجها. ولذا تتجمع الاشتراكات على المستخدم وتصبح الاشتراكات الرخيصة بحد ذاتها مجموعة كبيرة من المدفوعات في نهاية الشهر. ولكن ليس كل أنواع الاشتراكات بهذا السوء. فبعضها يعتبر صفقة ممتازة. مثل خدمات الألعاب التي توفرها شركات مثل اكس بوكس من مايكروسوفت وبلاي ستيشن وEA للألعاب. وأيضاً خدمة أركيد من أبل. حيث تقوم بدفع اشتراك شهري أو سنوي، وفي المقابل تحصل على الوصول لعدد كبير من الآلعاب الغالية الثمن إن قمت بشرائها بشكل منفصل. وقس على هذا جميع المنتجات التي يريد المستخدم تغييرها باستمرار ويمكنه الحصول عليها باشتراك رخيص.
ماذا عن أبل؟
تتبع أبل حتى الآن نفس المنهج الخاص بها مع التطبيقات. فقد جعلت العديد من برامجها (iMovie, Garageband وما شابه) مجانية. وما زالت تحتفظ بأسعار برامجها الاحترافية مثل Final Cut Pro ثابتة. حيث تقوم بشرائها مرة واحدة ولا تقوم حتى بالدفع للتحديثات الكبرى بل كل شيء مجاني.
بالطبع ليست كل الشركات قادرة على هذا. فأبل يمكنها دعم التحديثات المجانية من خلال دخلها الكبير من بيع الأجهزة غالية الثمن، والخدمات مثل متجر التطبيقات.
وبالحديث عن الخدمات، لا تريد أبل بالطبع تفويت مصدر دخل ممتاز مثل الخدمات المدفوعة. لذا أطلقت على مدى الفترة الماضية مجموعة من الخدمات. مثل الموسيقى (والوحيدة التي حققت نجاحاً فعلياً)، الألعاب، التلفاز، والأخبار. ولكن أغلب هذه الخدمات بالفعل تسيطر عليها شركات أخرى وسيكون على أبل بذل مجهود أكبر كي تحصل على الشعبية الكافية لتحقق ربحاً منها. وتحاول الشركة إحياء هذه الخدمات بعدة استراتيجيات منها اشتراكات مجانية لمدة سنة عند شراء جهاز جديد.
أيضاً بدأت الشركة بعمل عروض تدمج الخدمات فحاملوا اشتراك Apple Music الخاص بالطلبة والمخفض يحصلون على اشتراك مجاني في خدمة التلفاز. وطبقاً لمصادر موقع بلومبيرج الأمريكي، فإن هناك احتمالاً أن تقوم الشركة بعمل اشتراك موحد. يقوم بدمج خدماتها معاً، كي تزيد من جاذبيتها للمستخدم.
مصادر:
شكرا لكم على هذا الموضوع الجميل
السَلامُ عليكم … مقال ممتاز وفقكم الله لما يحب ويرضى
والله تنا اشرف اني اشتري البرنامج لمره وحده حتى لو كان سعره غالي احسن من اني اشترك فيه واجلس ادفع طول السنه
اصبح المطورون يتفننون في تسعير تطبيقاتهم بشكل يثير الاشمئزاز. مثل ان يكون التطبيق مجاني وبمجرد ان تحمله تجد ان مزاياه الاساسية ليست مجانية بل اسعارها مرتفعه.
افضّل الدفع مرة واحدة اذا كان السعر معقول مقابل الفائدة المرجوة من استخدام التطبيق. اما التطبيقات ذات الاسعار الشهرية او السنوية فلم اعد القي لها بالاً.
👍
اعتقد شركة ابل دخلة سوق الاشتراكات بحرفيه واحترام ، حيث مقابل مبلغ بسيط تحصل على مجموعة خدمات متعوب عليها ، وفي نفس الوقت يراعوا اصحاب الدخل المنخفض مثل فكرة اشتراك الطالب .
الدفع مره واحدة هو الحل الأفضل ، لأن أصحاب الدخل الشهري المحدود تحدث لهم أشياء طارئه قد تحول بينهم وبين الدفع كل شهر وهم يرغبون في استمرار العمل على التطبيق ، لكن بشرائهِ مرة واحدة يستطيع المستخدم الوصول إلى التطبيق حتى لو كانت لذيه إلتزامات أخرى ، ناهيك عن ان الإشتراك الشهري سيزيد من قائمة السداد الشهري من ما يرهق المستخدم من ناحيه نفسيه لطول القائمة التي يجب دفعها ، 👌🏼 في النهاية أحب أن أقول لكم ان هذا المقال رائع جزاكم الله خيرا
حقيقة الأمر أصبح فيه نوعا من الهوس الجنوني في كسب المزيد من الأرباح .. ابتداءً من الشركات الصغرى وانتهاءً بالشركات الكبرى ..
أتوقع أننا سنصل لمرحلة يصبح الفرد فيها ملزما بالدفع حتى يستخدم أحد الأنظمة .. وما بها من تطبيقات.. وأتوقع أن عدد المستخدمين سيقل والكثير سيلجأ للبرامج المخترقة..
شخصيا صرت احذف اي تطبيق يلزم بالشراء أو الاشتراك ما عدا تطبيق كتاب صوتي وخدمة أبل آركيد!