آبل حاليا تعد أحد عمالقة التكنولوجيا في العالم كما تنمو مبيعات أجهزتها المختلفة بشكل قوي وحتى أنها باتت تحقق مليارات الدولارات من الاشتراكات والخدمات التي توفرها لتصل قيمتها السوقية في العام الحالي إلى 3 تريليونات دولار تقريبا، ومع ذلك، لم يكن صانع الآي-فون هكذا في الماضي، بل كان يعاني عقبات وتحديات كادت أن تودي به للهاوية.
إلا أن هناك رئيساً تنفيذياً سابقاً تولى قيادة آبل لفترة وجيزة جدا، لكنه استطاع أن ينتشل الشركة الأمريكية من الكارثة ليعيدها مجددا إلى مكانتها الطبيعية، لنتعرف خلال السطور التالية على قصة جيل أميليو، الجندي المجهول الذي لا يعرفه الكثير ومع ذلك فقد أنقذ عملاق التكنولوجيا من الانقراض.
آبل على شفا الهاوية
كانت آبل تقترب من نهايتها لدرجة أن شركة التكنولوجيا صن ميكروسيستمز كانت تتفاوض على شرائها بسعر زهيد للغاية، وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال قصة آبل التي كانت بمثابة نعي آنذاك في الصفحة الأولى حيث عانت الشركة الأمريكية من سوء إدارة وفشل إطلاق نظام تشغيل جديد منذ فترة كما لم تكن المبيعات في أفضل حال لها حيث كان لديها الكثير من أجهزة الكمبيوتر غير المبيعة في مخازنها بجانب نفقات تشغيلية مرتفعة، وتقلص في الإيرادات، حتى إن السيولة النقدية الخاصة بها في البنوك لا تكفي أكثر من ثلاثة أشهر فقط.
وبحلول عام 1995، كان مايكل سبيندلر، الرئيس التنفيذي لشركة آبل آنذاك، قد أخبر مجلس إدارة الشركة أن البيع هو أمل أبل الوحيد في البقاء. لقد أمضى العام منذ ذلك الحين في البحث عن شخص ما، أي شخص، سيدفع أكثر للاستحواذ على صانع الآيفون، وفي نهاية شهر يناير من العام 1996، اجتمع مجلس إدارة آبل وبدلا من اتخاذ قرار ببيع الشركة، تم إعطاء فرصة أخيرة لـ جيل أميليو ليكون رئيسا تنفيذيا لآبل من أجل الوصول بها إلى بر الأمان.
كيف أنقذ أميليو آبل؟
تولى جيلبرت أميليو منصب الرئيس التنفيذي الخامس لشركة أبل لمدة عام تقريبًا (من 1996 إلى 1997)، مما جعله المدير التنفيذي الأقصر مدة في أول شركة ذات قيمة سوقية تبلغ 3 تريليون دولار في العالم.
وكان معروفا عن جيل مهاراته في القيادة وقراراته الصعبة التي يتخذها لإنقاذ الشركات من الغرق، وهذا ما فعله مع آبل حيث ركز أولا على حل الأزمة النقدية. وعلى الفور تقريبًا، نجح فيما فشل فيه سبيندلر حيث أقنع مجموعة من البنوك اليابانية بتمديد قروض شركة أبل لمدة ستة أشهر، وبعد شهرين، تمكن من إبرام صفقة تمويل مع بنك جولدمان ساكس وضعت 661 مليون دولار في خزينة شركة أبل حتى إن جوبز قال بعد ذلك أن ما فعله أميليو كان واحدة من أروع المناورات التجارية التي رأيتها على الإطلاق.
وهكذا تم إنقاذ شركة أبل، ولكن كانت هناك حاجة إلى تغييرات جدية وسريعة. ولهذا قام بخفض 250 مليون دولار من النفقات التشغيلية كل ربع سنة وتسريح 3000 موظف، وأعاد تنظيم الشركة، وأعاد التأكيد على دور الرئيس التنفيذي في تطوير المنتجات، والأهم من ذلك، ركز على تقديم منتجات ذات جودة عالية.
علاوة على ذلك، وضع أميليو خطة تطوير مدتها خمس سنوات، والتي تضمنت جهاز آي-ماك، وتخلص من نظام كوبلاند، وهو مشروع داخلي يهدف إلى إنشاء نظام تشغيل حديث، ثم اشترى شركة NeXT، وبذلك أصبح نظام التشغيل الذي طورته فيما بعد نواة نظام التشغيل OS X وكل أنظمة تشغيلها الأخرى حتى الآي-فون، وهكذا بدأت السفينة تتحرك على نحو آمن، وتعود تدريجيا للمنافسة.
أخيرا، مع عودة جوبز مجددا إلى الشركة كمستشار، سرعان ما أجبر مجلس إدارة آبل أميليو على الاستقالة بعدما أصبحت الشركة تقف على أرض راسخة، وتم تعيين ستيف جوبز رئيسًا تنفيذيًا مؤقتًا، وهكذا، بدون مساهمات وقرارات جيل أميليو اليائسة لإنقاذ آبل، كانت ستختفي الشركة التي تصل قيمتها إلى 3 تريليونات دولار وما كان العالم سيعرف جوبز وإنجازاته وما كنّا سنرى الآي-فون الذي يعد من أفضل الهواتف الذكية في وقتنا الحالي.
لدينا سلسة من المقالات باسم عباقرة صنعوا أبل، ربما تود معرفة المزيد عنهم
المصدر:
مقال جميل.. شكرا على المعلومة
ما كنت اعلم هذه المعلومات. جزاكم اللهﷻخيرا
﷽
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ان شاء الله تعالى ياتي من يستنقذنا من الفساد والتخلف التقني عجل الله تعالى فرجه
معلومات لطيفة وشيقة
لكن لم يُعجبني عملية الاستغناء عن 3000 موظف فلو طور مهاراتهم وقدراتهم لكسب أكثر ولحقق إنجازات أقوى.
إلا إذا كانوا سيئين لدرجة بأنه لن يستطيع الاستفادة منهم بالمرة.
معكم بفضل الله،
خبير تطوير أعمال معتمد من المعهد الأمريكي للإدارة ومن وزارة الموارد البشرية في السعودية وكذلك مستشار إداري وهندسي ومدرب معتمد وخبير في الذكاء الاصطناعي.
لو مسكت أنا شركة أبل لنقلتها نقلة نوعية ولمكان أكبر بكثير من الآن حالياً.
لكني عربي ابن عربي وللأسف لن يثقوا بي وبقدراتي.
الحمد لله على كل حال.
أهلاً بك المستشار أحمد قرملي 🙌🏼، لا يختلف اثنان على أهمية تطوير وتنمية المواهب داخل الشركات، ولكن في حالة أبل، كانت الشركة في موقف صعب جدًا وكان من الضروري اتخاذ قرارات صعبة لضمان بقائها. إذا نظرنا إلى الصورة الأكبر، فإن تلك القرارات أدت إلى نجاح أبل الذي نشهده اليوم 🍎. لسوء الحظ، ليس كل الموظفين يستطيعون التأقلم مع التغيرات السريعة في بيئة العمل وأحيانًا يكون هذا هو القرار الصائب. نأمل دائمًا في رؤية المزيد من المستشارين والخبراء مثلك في شركات التكنولوجيا كبرى! 😊
الحمد لله انه انقذ الشركة من الوقوع في الهاوية،وإلا ما كنا قرأنا هاذا المقال، صحيح؟
مرحباً سلطان محمد 🙋♂️، بالفعل الحمد لله. لولا جهود القادة الذين تولوا زمام الشركة في أوقاتها الصعبة، لما كنا نستمتع اليوم بتقنيات آبل المتقدمة والمبتكرة. 🍎💪😊
كنت هتقرا مقال شركات ذهبت الى مقبرة التاريخ 😁😁