تستمر شركات التكنولوجيا في سباق شرس نحو تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والإنتاجية، حيث أصبح مقياس الإيرادات لكل موظف (RPE) معيارًا مهمًا لكشف قوة أداء الشركات وإنتاجيتها وفاعلية إدارتها. وبينما تُعرف أبل عالميًا كأحد أكثر الشركات ربحية وابتكارًا، تكشف بيانات جديدة أرقامًا مفاجئة حول موقعها الحقيقي في هذا السباق. فرغم تحقيقها ملايين الدولارات من الإيرادات لكل موظف، إلا أن عملاق التكنولوجيا لم يتمكن من انتزاع المركز الأول، بل جاء خلف شركات أخرى أكثر كفاءة في هذا المؤشر. وخلال السطور التالية سوف نتعرف على ما هو معدل الإيرادات لكل موظف ولماذا تفوقت بعض الشركات على آبل؟

ما هو معدل الإيرادات لكل موظف؟

يعد معدل “الإيرادات لكل موظف” (RPE – Revenue Per Employee) مؤشرا شائعا يتم الاعتماد عليه من أجل قياس كفاءة وإنتاجية القوى العاملة داخل الشركة. ويتم احتسابه ببساطة عبر قسمة إيرادات الشركة على عدد موظفيها الإجمالي. ورغم أن هذا المقياس لا يعكس الجوانب الأخرى غير الملموسة مثل الثقافة التنظيمية وجودة بيئة العمل، إلا أنه يبقى مؤشرًا حيويا على قيمة الموظف وتأثيره في أداء الشركة.
إيرادات موظفي آبل

بحسب تحليل أجرته شركة OnDeck التي تعمل على تمويل الشركات الصغيرة. فإن آبل تجني مبلغا هائلا يقارب 2.41 مليون دولار كإيرادات لكل موظف. وهذا الرقم جعلها في المركز الثالث حيث تجاوزتها شركات مثل إنفيديا (الإيرادات لكل موظف 4.41 مليون دولار) التي هيمنت على القائمة يليها عملاق البث نتفليكس (حقق إيرادات لكل موظف بلغت 4.15 مليون دولار).
أما في المركز الرابع فكان من نصيب ميتا الشركة الأم لفيسبوك وإنستجرام والواتساب. وجاءت ألفابت الشركة الأم لجوجل في المركز الخامس يليها أوبر ثم مايكروسوفت.
وفقا للتقرير، فإن السبب الرئيسي الذي يضع أبل خلف منافسيها يعود إلى حجم موظفيها الهائل، حيث تمتلك آبل قوة عاملة تبلغ حوالي 164,000 موظف حول العالم. ويعمل جزء كبير منهم في متاجرها المادية. وعلى عكس شركات مثل إنيفيديا ونتفليكس التي تعتمد على نماذج أعمال رقمية أو تقنية خالصة بأعداد موظفين أقل، فإن التوظيف المكثف في المتاجر يعمل على خفض متوسط الإيرادات المحسوبة لكل موظف.
جدير بالذكر أن الفائز في مقياس RPE عبر مختلف القطاعات هو VICI Properties، هذه الشركة تعمل كمالك رئيسي للعديد من الفنادق والكازينوهات في لاس فيغاس، وتحقق إيرادات ضخمة بأقل عدد ممكن من الموظفين، لأن المستأجرين يديرون عمليات التشغيل بأنفسهم، بينما تكتفي VICI بدور المؤجر.
في النهاية، تكشف هذه البيانات أن قياس الإنتاجية لا يرتبط بالأرباح وحدها، بل يتأثر بصورة جوهرية ببنية الشركة وحجم قوتها العاملة وطبيعة نشاطها. ورغم أن أبل لم تتصدر قائمة العائد لكل موظف، إلا إنها لا تزال ضمن الشركات الأكثر قدرة على استخراج قيمة هائلة من كل عنصر في فريقها. هذا التفوق يعكس قوة نموذجها التجاري وقوة إدارتها واستمرار قدرتها على تحقيق أرباح ضخمة سنويًا بفضل استراتيجيات دقيقة ومنتجات تصنع الفارق في السوق.
المصدر:



تعليق واحد